محمود الورداني
محمود الورداني


محمود الورداني يكتب: الطريق إلى «كوتزى» (1 – 2)

أخبار الأدب

السبت، 24 ديسمبر 2022 - 03:11 م

 

[email protected]

أمضيتُ وقتا طويلا وممتعا حقا فى إعادة قراءة كاتب جنوب أفريقيا المعاصر والحاصل على جائزة نوبل عام 2003 ج . م . كوتزى (وتكتب أحيانا كوتسى) ، والوحيد الحاصل على جائزة البوكر مرتين وهو كاتب معاصر مازال يعيش وينتج، كما أنه من حُسن حظنا- نحن الذين لانتمكن من القراءة بالإنجليزية للأسف- أن يترجم القسم الأعظم من أعماله إلى العربية، ومن حُسن حظنا أكثر أن أربعة من أعماله الروائية قام بترجمتها مترجم كفء هو الشاعر عبد المقصود عبد الكريم.


أتيح لى فى وقت مبكر أن أقرأ له رواية محكمة وفاتنة حقا هى «فى انتظار البرابرة» . الرواية ليست تحت يدى، وإن كنت أتمنى الحصول عليها مرة أخرى وإعادة قراءتها. لاأتذكر مترجمها للأسف لكننى أتذكر أنها صدرت قبل عقدين من السنين، إذا لم تخنى الذاكرة.

وعن المجلس الأعلى للثقافة قبل تأسيس المركز القومى للترجمة. وحسبما أتذكر، كانت هناك وشائج تربط بينها وبين قصيدة كافافيس الشهيرة «فى انتظار البرابرة» بكل ظلالها واحتمالاتها وتداعياتها التى تخطف الروح.


ومن جانب آخر، كانت لدى فرصة لإعادة قراءة ماتوافر من أعماله المترجمة، وهى سبعة أعمال، من بينها عمل واحد لم يتوافر لى لإعادة قراءته، وإن كنت قرأته منذ سنوات واستمتعت به، وهو «حياة مايكل وأوقاته».


 وأريد أولا أن أؤكد سهولة الحصول على أعمال كوتزي، فمن بينها خمسه روايات صدرت فى سلسلة واحدة هى سلسلة الجوائز التى تصدرها هيئة الكتاب، كما أنها متوافرة واشتريتها من مكتبات الهيئة البعيدة عن فروع وسط البلد.


لاتسمح المساحة بطبيعة الحال، ولا من أهداف هذه السطور، الكتابة التفصيلية عن كاتب ضخم بحجم وإنتاج كوتزي، وكل ما أتمنى هو لفت الأنظار له، خصوصا أن هناك سبعة أعمال تمت ترجمتها له.


وعلى أى حال، بين عام 2007 و2019 صدرت له تلك الأعمال المتوافرة حاليا وهى» الرجل البطىء» عام 2007 ترجمة عبد المقصود عبد الكريم عن رجل عجوز تطيح به سيارة مسرعة وهو يقود دراجته، وتكون النتيجة هى فقدانه لساقه.

وتنقلب حياته رأسا على عقب ويتورط فى علاقة حب مستحيلة والواقع أن كل شخصيات كوتزى من الرجال والنساء يتورطون بسرعة شديدة فى علاقات حب مستحيلة، وإن كان الرجال أكثر تورطا، وخصوصا كبار السن منهم، وهو أحد المجالات الأثيرة لدى الكاتب، وطالما عبّر عنها فى كثير من أعماله.


وفى عام 2008 صدرت عن السلسلة نفسها وللمترجم نفسه رواية «إليزابيث» كستللو «وهى شخصية روائية ابتدعها كوتزى وتتردد فى كثير من أعماله. وفى العام التالى صدرت ترجمة روايته «العار».

وهى تقترب فى العالم الذى تقدمه من «الرجل البطىء» حيث يتورط الأكاديمى العجوز فى التحرش بطالبته. وفى العام نفسه صدرت ترجمة غير موفقة أبدا وتنتمى للغة قديمة مهجورة هى «يوميات عام سيئ».


ثم ترجم عبد المقصود عبد الكريم فى السلسلة نفسها عام 2017 رواية «طفولة جيسوس» ذات الوشائج الغائمة بطفولة المسيح.


أكرر أن أغلب هذه الأعمال متوافرة ويمكن الحصول عليها، لكننى أريد أن أتأمل قليلا فى آخر ماوصلنى من أعماله وهى روايته «سيد بطرسبرج» الصادرة عن دار ورد وترجمة ربا زين الدين، وهو ما أنوى أن أفعله - إذا امتد الأجل - فى الأسبوع القادم.

اقرأ ايضًا | محمود الوردانى يكتب : بمناسبة بهاء طاهر (4)

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة