صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حصاد 2022 | 10 أشهر من الحرب الروسية الأوكرانية «دون توقف أو مهادنة»

أحمد نزيه

السبت، 24 ديسمبر 2022 - 04:50 م

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية هي الحدث الأبرز الذي شهده العالم في عام 2022، في وقت يستعد سكان البسيطة لاستقبال العام الجديد، ومعهم ستظل الحرب قائمة خلال عام 2023 كحد أدنى وسط غياب الأفق السياسية لحلحلة الصراع العسكري الدائر في الأراضي الأوكرانية.

10 أشهر بالتمام والكمال دارت الحرب في رحاها، وهي لم تضع أوزارها بعد أو تأذن لانطفاء الرماد الذي يتناثر بشكل دائم من تحت جمر الحرب الموقودة في الأراضي الأوكرانية.

بين 24 فبراير و24 ديسمبر الكثير من الأحداث المتعاقبة حول تلك الحرب، يصعب حصرها في موضوع أو اثنين، فخلال أكثر من 300 يوم من الحرب عايش العالم الحرب، وليس فقط أوكرانيا وروسيا، وتضررت كثير من الدول من وقع تلك الحرب الضروس.

ولم تفلح المفاوضات التي عُقدت بين الجانبين في أكثر من جولة في إنهاء الحرب، لتستمر الحرب قائمة دون توقف إلى الآن، أو التوصل لهدنة زمنية لإيقاف تلك المعركة المسلحة.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء الإيطالي السابق: بوتين الوحيد القادر على إنهاء الصراع في أوكرانيا

السبب المباشر للحرب

ولم تكن الحرب الروسية الأوكرانية وليدة اللحظة، حينما اندلعت أواخر فبراير الفائت، بل كانت لها الكثير من المقدمات ترجع إلى 8 أعوام إلى الوراء، حينما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية، عبر استفتاء شعبي نُظم في المنطقة في منتصف مارس عام 2014، لم تعتد أوكرانيا بشرعيته، وكذلك حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وظلت كييف طوال هذه المدة تعتبر روسيا محتلة لجزء من أراضيها، في حين كانت موسكو تقول إنها استردت حقًا تاريخيًا لها في القرم، حسب رأيها، وفرضت منطق القوة في منطقة القرم، وضمتها لسيادتها عنوةً رغم الاحتجاج الأوكراني الكبير.

وقبل أسابيعه من اندلاع الحرب، قامت روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي على حدودها مع أوكرانيا، وعللت موسكو الخطوة بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

لكن دوائر الغرب رفضت تصديق الرواية الروسية حول الهدف من نشر هذا الكم الكبير من الجنود، وتحدثوا عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت"، وهو ما حدث لاحقًا بالفعل.

كان ذلك يحدث وسط أقاويل ومحادثات تخرج حول احتمالية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما كانت ترفضه موسكو بشكل قاطع، وترفض مسألة توسيع حلف "الناتو"، في وقتٍ سعت فيه كييف لتلك العضوية.

أما القاضية لمساعي التهدئة والبعد عن الحرب، كانت في 21 فبراير الماضي، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، وبدا وقتها أن بوتين قد حسم قراره، ونوى دخول الحرب في الأراضي الأوكرانية.

تحول ذلك إلى واقع لم يتأخر كثيرًا، فبعد ثلاثة أيام، بدأت القوات الروسية في شن هجماتها في الأراضي الأوكرانية، لتندلع الحرب، التي خشى العالم من أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة.

عقوبات ضد روسيا

ومنذ الوهلة الأولى للحرب شرع الاتحاد الأوروبي في فرض عقوباته ضد الاتحاد الروسي، في محاولة لثني بوتين عن المضي قدمًا في تلك الحرب، لكن مآربهم لم تفلح في جعل الرئيس الروسي يتراجع عن خطوة الحرب التي اتخذها.

ووصفت حينها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين العقوبات المفروضة على روسيا بأنها "الأقسى على الإطلاق"، حسب تعبيرها.

وفي 16 ديسمبر الجاري، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من عقوباته ضد روسيا، وصلت إلى الرقم 9، حيث فرضت بروكسيل قبلها 8 حزم عقوبات ضد موسكو، منذ اندلاع الحرب.

وتشتمل قائمة العقوبات الجديدة وزراء الثقافة والكهرباء والتعليم الروس، إضافة لوزراء العمل والطوارئ والعدل، وتتضمن مجموعة من القيود الاقتصادية الجديدة، بالإضافة إلى عقوبات شخصية ضد ما يقرب من 200 فرد ومنظمة.

ويتم تجميد أصول الأشخاص المدرجين في القوائم في الأراضي الأوروبية، كما سيتم منع الأفراد من السفر إلى الاتحاد الأوروبي.

تشمل قائمة العقوبات مسؤولين ونوابًا وقضاة وممثلين عن وكالات إنفاذ القانون وشخصيات إعلامية روسية.

إدانة جمعية الأمم المتحدة

وعلى الصعيد الدولي، أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع شهر مارس الحرب الروسية في أوكرانيا، في خطوة بدت موسكو فيها معزولة عالميًا بعض الشيء، حيث لم يقف في صفها خلال التصويت داخل أروقة الأمم المتحدى سوى 4 بلدان فقط.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

انضمام 4 مناطق أوكرانية لروسيا

وظلت الحرب قائمة بمنحنى واحد، إلا أن حلّ أواخر سبتمبر لتكتسب الحرب نقطة فارقة جديدة، أججت الصراع بين الطرفين المتناحرين على الأرض.

ففي 30 سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام 4 مناطق أوكرانية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك بعد تنظيم استفتاءات في المناطق الأربع، في خطوة رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا الاعتداد بشرعيتها.

والمناطق الأربع هي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك، وجميعها تقع شرق أوكرانيا. وقد صادق الدوما الروسي مطلع شهر أكتوبر المنصرم على انضمام الأقاليم للاتحاد الروسي.

وفي 5 أكتوبر الماضي، وقع الرئيس الروسي قوانين بضم 4 مناطق أوكرانية في روسيا، في خطوة تضع اللمسات الأخيرة على خطوة الدمج التي أقدمت عليها موسكو.

جاء ذلك بعدما صادق مجلس الدوما الروسي (البرلمان) على انضمام المناطق الأربع إلى السيادة الروسية، مطلع شهر أكتوبر المنصرم، ليكون الأمر بمثابة منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني المشتعل على الأرض.

خسائر الجيش الأوكراني والروسي المعلنة

وبعد مرور 10 أشهر على الحرب، أعلنت أوكرانيا أن قواتها المسلحة، قتلت منذ بدء الحرب الروسية للبلاد في 24 فبراير حوالي 101ألفا و430 جندياً روسياً، من بينهم 480، أمس الجمعة، دون أن تقدم دليًلا رسميًا على إحصائها.

وجاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، أضاف أنه "إلى ذلك، دمرت القوات الأوكرانية 3006 دبابة روسية و 5994 عربة قتال مدرعة و1988 منظومة مدفعية و 418 منظومة صواريخ متعددة الإطلاق "إم.إل.آر.إس"، و 212 منظومة مضادة للطائرات".

ولم تعلن روسيا إلى حد الآن خسائرها من الجنود في الحرب، أو تخرج أي بيانات رسمية من موسكو حول ذلك.

وحول خسائر الجيش الأوكراني، أعلنت أوكرانيا، مطلع ديسمبر الجاري، على لسان مستشار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن القوات المسلحة خسرت ما بين 10 و13 ألف جندي منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير الماضي.

لكن رئيسة المفوضية الأوروبية كشفت عن رقم مغاير للخسائر، وقالت إن خسائر أوكرانيا من الحرب تبلغ 100 ألف جندي، وهو ما تسبب في غضب أوكراني صوب المفوضية الأوروبية، وقالوا إن أرقامها غير دقيقة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة