جانب من الاحتفالية
جانب من الاحتفالية


الأمين العام لمجمع الخالدين: اللغة العربية بحر لا ساحل له ولا توجد لغة تضاهيها

حاتم نعام

السبت، 24 ديسمبر 2022 - 11:34 م

شهدت كلية دار العلوم جامعة القاهرة، احتفالية خاصة باليوم العالمي للغة العربية، وذلك تحت رعاية   الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وبإشراف الأستاذ الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، وبحضور الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية السابق، والدكتور عبد الحميد مدكور، أمين عام مجمع اللغة العربية والدكتورة صبورة السيد عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، وعدد من المتخصصين في اللغة من الدول العربية.

وفي بداية كلمته وجه الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية الشكر للأستاذ الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم . 
وقال الأمين العام لمجمع اللغة العربية: إن اللغة العربية هي تاريخ عريق، ماضٍ مجيد، وإبداع شامخ، وخصوصية فردية ثقافية، وهوية قومية عربية، وانتماء إلى دين كريم عند المؤمنين به يرتقي إلى أن يكون عقيدة دينية وحتى الذين لا يؤمنون بهذا الدين ينتسبون إليها انتماء ثقافيا عربيا هو الذي يحرك الأفكار وتخرج به إلى الوجود  إبداعاتهم ومؤلفاتهم ودراساتهم .
 وأضاف الأمين العام لمجمع اللغة العربية أن اللغة العربية بحر لا ساحل له لا توجد لغة تضاهيها أو تقاربها في كثرة جذورها ودقة قواعدها وتقاليدها اللغوية وهي لغة نشأة في التاريخ نشأة عجيبة لا يعلم الناس كيف ارتقت إلى هذا المقام العلي لأن السوابق الأولى لها  ليست مدونة وقد شهدها الناس شامخة سامقة يقال فيها الشعر في أبدع صوره وفي أجمل تراكيبه  ولم يعلم الناس من هذا التاريخ قبل الإسلام إلا أربعة قرون ولكنها كانت في أول النشأة مخصوصة في بيئة ثقافية محدودة هي الجزيرة العربية ولكنها تحت ظل الإسلام انتقلت إلى أن تكون لغة عالمية يخدمها العلماء بعقيدتهم والحكام بالمؤسسات التي أقاموها من أجلها ويذكر لنا المؤرخون الفتوحات الإسلامية أن أي بلد كان يفتح كان يقام فيه مسجد.

ويتحول المسجد إلى جامعة أو مدرسة تعلم فيها العربية حتى نطق أهل الشعوب الذين تركوا لغاتهم وتركوا كلماتهم إلى هذه اللغة الشريفة لغة القرآن الكريم يكتبون بها ويؤلفون فيها حتى في علوم اللغة العربية وفي علوم الحديث الشريف وفي علوم التفسير للقرآن العظيم وفي علوم البلاغة والنقد والأدب والشعر وسائر ما أبدعته العقيدة العربية الإسلامية وتحولت من كونها لغة قبيلة أو قبائل إلى أن تكون لغة العالم تقريبا أو أكثر من نصف العالم المعروف آنذاك حينما وصلت في أقل من مائة عام حتى ظل القوة العربية التي فتحت الدنيا أن تكون هي اللغة التي يتحدث بها جميع الناس وتكتب بها الدفائر وتدون بها الدواوين وتوضع بها القوانين ويتعلم الناس أحكام الله عز وجل بها فهي اللغة الوحيدة في العالم التي لا نستطيع أن نعرف مراد الله من عباده إلا بها هي اللغة التي بها القرآن العظيم وسنة النبي الكريم سنة الأئمة الأولين في سائر ما أبدعته العقول العربية الإسلامية التي ارتضت هذا الدين بقلبها وعقلها وجعلت كلماته على لسانها وألفت بذلك في سائر العلوم فانتقلت من كونها لغة قبيلة إلى أن تكون لغة عالمية.
ثم ارتقت مرة أخرى بعد القرآن لما ترجم إليها من تراث الأوائل في تراث الهند والفرس والسريان  واليونان واللاتيني وسائر الشعوب نقل هذا التراث كله إلى اللغة العربية فأصبحت اللغة العربية تحتوي تراث العالم كله ويتعلم الناس علم اليونان والسريان  والهند والفرس في اللغة العربية وزادت هذه العالمية قيمة أن بعض الأصول في تراث الأمم الأخرى ضاعت ولكن بقيت ترجماتها إلى اللغة العربية فلم تعرف الشعوب في تراثها إلا عن طريق اللغة العربية فهذا هو الذي يجعل لها صفة العالمية ثم انتقلت    مرحلة أخرى إلى أن تكون مرحلة العلم في العالم كله مدة لا تقل عن خمسة قرون وزادها بعض المنصفين في التأريخ لهذه اللغة إلى أن تكون ثمانية قرون وعلموا العلم كله بأدبه وفلسفته وتاريخه  والعلوم العملية والرياضية وسائر العلوم التي عرفها الإنسان كتب هذا كله باللغة العربية ثم انتقل بعد ذلك إلى أوربا وترحم إلى اللغة اللاتينية ودرست بعض علومه باللغة العربية قرونا عديدة في عواصم أروبا الآن التي تعلمت هذه اللغة وأبدعت بها ووجدت تعلمها شرطا لإبداعها في لغاتها والذين ارتقوا مرتقى العلم الأكبر هناك اعترفوا بأنهم لم يصلوا إلى هذا المقام وهذا المكان وهذه المكانة إلا بعد أن تعلموا هذه اللغة العربية.
فهي لغة عالمية في تاريخها منذ نزل القرآن بها وإلى عصرنا الحاضر. وأضاف الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور أن اللغة العربية هي الظهير الأكبر في البلاد  الإسلامية  التي تجعل اللغة العربية لغتها الثانية وأحيانا تقدمها على لغاتها لأنهم لا يستطيعون أن يؤدوا العبادات لله عز وجل إلا بألفاظ من ألفاظها ونصوص من نصوصها ولا يستطيعون أن يتحولوا إلى مجتهدين إلا إذا تعلموها فهي حاضرة في العالم الإسلامي الذي يزيد عدده الذين ينتسبون إليه إلى أكثر من مليار وستمائة مليون .
وأضاف أن اللغة العربية حاضرة في العالم كله ومن ثم تتحقق لها تلك العالمية التي لا تكاد تنافسها فيها لغة من لغات العالم حتى اللغات الإنجليزية والصينية التي تأتي في المقدمة في الترتيب العالمي بينما تأتي العربية في المرتبة الرابعة ولكن إذا نظرنا إلى الظهير. العربي إلى الظهير الإسلامي فإن اللغة العربية تكون من السابقات الأوليات في هذا  العالم الذي نعيش فيه الآن.

اقرأ أيضا| «دار العلوم» جامعة القاهرة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية| صور

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة