مصطفى محمود
مصطفى محمود


في ذكرى ميلاده.. مصطفى محمود بين العلم والناي ومعمل قتل الحشرات

حماده لملوم

الإثنين، 26 ديسمبر 2022 - 12:42 م

صوته كان ينتظره المصريون في برنامجه الشهير "العلم والإيمان" ليأخذهم في رحلة نحو عظمة الكون وإبداع الخالق، يسرح بهم في رحلة نورانية وروحانية نحو الصفاء والنقاء والتأمل والتدبر والتفكير في الله وملكوته.


اسمه بالكامل مصطفى كمال محمود حسين محفوظ وهو من مواليد 27 ديسمبر 1921 في شبين الكوم بمحافظة المنوفية درس الطب وتخرج في كلية الطب عام 1953.


من غزارة علمه ومعلوماته لقب بأنه عالماً مستنيراً وفيلسوفاً مبدعاً وطبيباً يأسر القلوب ومفكراً يستلب العقول بشرحه السليم ومنطقه القوي وحجته الدامغة.

بدأ حياته متفوقاً في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة.

وفى بداية حياته أنشأ معملاً صغيرًا في منزل والده يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ المشرحجي، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
محطات في حياة الراحل:

وفي حياة مصطفى محمود محطات ومعلومات واعترافات ربما تخفى على الكثيرين ولكنه أباح بها في مذكراته ولقاءاته ومقابلاته الكثيرة مع وسائل الإعلام.

يحكي  في مذكراته أنه أثناء دراسته الجامعية عشق العزف على الناي ويقول "لقد شاء القدر أن أتعرف على عبدالعزيز الكمنجاتي والراقصة فتحية سوست، وكانا أصحاب فرقة لإحياء الأفراح والطهور واتفقا معي أن أنضم لفرقتهما ووافقت دون مقابل مادي وهذا ما أثار دهشتهما، لكني قلت لهما أنا أهوى العزف فقط ولا أنوي احترافه".


ويضيف قائلاً: "لقد انزعجت والدتي من عشقى للناي خاصة بعد تكرار مجيء الأسطى عبدالعزيز لمنزل العائلة ولسانه يردد لها عبارة واحدة يختلف فيها اسم المكان الذي يشير إليه لحضوره الحفل سواء في درب البغالة أو في الأنفوشي أو في السيدة، ولذلك كانت الوالدة تعنفه بشده وتغضب لما يقوم به.

وقد تزوج  مصطفى محمود مرتين الأولى من السيدة سامية وقال عنها في مذكراته إنها نصفه الآخر الذي لازمته قرابة 10 سنوات، وكان أكثر ما يؤرق حياتهما أنها كانت غيورة رغم أنها كانت تصغره وأنجب منها أولاده أمل وأدهم، ثم تزوج بعد ذلك من السيدة زينب حمدي التي استمرت معه 4 سنوات حيث كشفت عن تفاصيل عشق المفكر الراحل للغناء وعلاقته القوية بالمطرب والموسيقار محمد عبد الوهاب وتقول في حديث لها إن الكثيرين لا يعلمون أن مصطفى محمود يمتلك حنجرة ذهبية ويتمتع بصوت جميل وكان دائما يدندن على العود الذى يمتلكه وفى أول لقاء بينهما أهدى لها أغنية "الحبيب المجهول".

ومن أشهر كتبه وقصصه كتاب "تأملات في دنيا الله" و"الإسلام في خندق"، و"زيارة للجنة والنار" و"عظماء الدنيا وعظماء الآخرة" و"عنبر ٧" وشلة الأنس" و"المستحيل"، و"رجل تحت الصفر" وحوار مع صديقي الملحد" و"العنكبوت" و"رائحة الدم" وألاعيب السيرك السياسي" و"إسرائيل البداية والنهاية" و"أكل عيش"
حيث قدم الدكتور مصطفى محمود للمكتبة العربية نحو 80 كتاباً في فروع الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم ذلك بالإضافة للقصص القصيرة والمسرحيات.
قصته مع تشكيل الوزارة:
من المعلومات التي ربما لا يعرفها إلا القليل أن الرئيس الراحل أنور السادات عرض على الدكتور مصطفى محمود تشكيل الوزارة ولكنه رفض وقال للرئيس لقد ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ الأسرة وقمت بتطليق زوجتي فكيف أنجح في إدارة وزارة كاملة.


مصطفى محمود كثيراً ما اتهم بأنَّ أفكاره وآراءه السياسية متضاربة إلى حد التناقض إلا أنه لا يرى ذلك، ويؤكد أنّه ليس في موضع اتهام، وأنّ اعترافه بأنّه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته هو درب من دروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم القدرة على الاعتراف بأخطائهم.

ولا شك أن التجارب صنعت منه مفكراً دينياً خلاقاً، لم يكن مصطفى محمود هو أول من دخل في هذه التجربة، حيث فعلها من قبل الجاحظ ، وفعلها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة، ان كان الغزالي ظل في محنته 6 أشهر فان مصطفى محمود قضى ثلاثين عاماً  التى أنهاها بأروع كتبه مثل حوار مع صديقي الملحد ورحلتي من الشك إلى الإيمان ولغز الموت، ولغز الحياة، وغيرها من الكتب شديدة العمق وهذه المراهنة التي خاضها ألقت بآثارها عليه.
أم عن أزمات مصطفى محمودفقد تعرض لأزمات كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه الله والإنسان وطلب من جمال عبد الناصر تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب، بعد ذلك أبلغه الرئيس السادات أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى.

اقرأ أيضا | «الكشف على 1997 مواطنا في قافلة طبية بقرية زوير بالمنوفية»


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة