الشلولو
الشلولو


«في محبة العذراء» .. «الشلولو» وجبة تراثية عشقها المسلمون والأقباط

أبو المعارف الحفناوي

الإثنين، 26 ديسمبر 2022 - 05:25 م

إن لم تكن تعرف مذاقها فربما يدفعك اسمها للفضول لتجربتها، أو على الأقل معرفة مكوناتها، فهي ليست غريبة على أهل مصر في أقاصي الصعيد، فمن الملوخيةَ إلى الشلولو رحلة في المطبخ المصري، منذ المصري القديم أو زمن السيدة مريم العذراء باختلاف الراويات.


وصفة ليست سحرية  ولا تخفى عن المصريين ولكنها اختصت بما يتعارف عليه بـ"النفس المصري"، فربما الأيادي الطيبة تكسبها ذلك المذاق المميز، بخلاف أنها تجمع الأقباط والمسلمون على مائدة واحدة.  


ويبقى وراء طبق "الشلولو" بخلاف اسمه المميز، قصة مثيرة عن أصلها وفصلها، فبعض الدراسات القديمة أشارت إلى أن السيدة العذراء خلال رحلتها إلى مصر، جلبت معها تلك الوجبة المكونة من الملوخية والماء البارد المضاف إليه عصارة الليمون والملح والثوم.


ولإضافة بعض النكهة في الحكاية على طبق "الشلولو" رجح بعض الباحثين التاريخ المصري القديم أن تلك الوجبة قديمة بقدم الحضارةالمصرية، إذ تعتبر وجبة فرعونية بامتياز، عرفها المصريون قبل 5 آلاف سنة.


وبغض النظر عن كيف بدأت وجبة الشلولو في مصر، فإن البعض يعتبرها ذات قيمة غذائية عالية، بالإضافة إلى حضورها الدائم في المناسبات الدينية، ولعل ارتباط تحضيرها بصوم السيدة العذراء مريم الذي يحتفل به المصريون سنويا، كوجبة رئيسية عند بعض العائلات القبطية، خير دليل.

وتعتبر وجبة الشلولو هي الوجبة الرئيسية للأقباط في صيام العذراء، ويشارك المسلمون الأقباط في تناول هذه الوجبة، تزامنًا مع صيام العذراء، كواحدة من آلاف الأشياء التي يتشاركها المسلمون والمسيحيون معًا في آن واحد.


كما تأتي الشلولو في مقدمة الوجبات التي تفضلها الأسر المصرية، وخاصة في صعيد مصر، نظرًا لرخص ثمن تكلفتها مقارنة بمكوناتها التي تكسب الجسم متزيدًا من المناعة.

تقول ناهد فاروق إحدى السيدات التي تفننن في تحضير "الشلولو"، والتي كشفت عن سر الخلطة متباهية بقدم ذلك الطبق الفريد، قائلة :"إن الشلولو وجبة غنية بالفيتامينات وهي وجبة تراثية قديمة، من أهم مميزات صيام العذراء هنا في قنا، ولم تقتصر فقط على الأقباط بل المسلمين أيضًا، وتتكون من مكونات بسيطة وتكلفتها أيضًا بسيطة وهي وجبة تراثية شعبية منذ القدم".

ليس عليك فعل شيء لكت تستمع بوجبة الشلولو إلا إحضار  ليمون، وملوخية ناشفة، وبصل، وملح، وثوم، ومياه باردة، وكزبرة، ويتم وضع هذه المكونات في طبق، مع عصر الليمون، وتجهيزه وخلط جميع المكونات في الطبق، في مدة لا تزيد عن بضع دقائق، وبعضها تصبح الوجبة جاهزة للأكل.

ووجبة الشلولو، هي وجبة تكون بديلة للحوم عند الفقراء، نظرًا لر خص تكلفتها، إذ تصل تكلفة الوجبة ما بين 10 و 15 جنيهًا، وهي تتميز بـ "اللمة"، لأن تناولها لا بد وأن يكون في جماعة كعادة الصعايدة، ويتم وضعها على " الطبلية أو صينية الأكل"، في مائدة واحدة تجتمع حولها الأسرة، وبالرغم من بساطتها إلا أنها تناولها يبعث البهجة في قلوب محبيها. 

وكعادة أهل الصعيد ، خاصة في القرى، يتناول المسلمون والأقباط ، الشلولو في صيام العذراء، وكأنهم يجتمعون على محبة السيدة العئراء مريم، كعادة اعتادوا عليها منذ زمن بعيد، فهي وجبة يتناولها مسلمون وأقباط على مائدة واحدة، في مظهر يدل على الارتباط والتآخي، أو تتناولها كل أسرة بمفردها.


تقول أم حسن، ربة منزل، إن هناك وجبات في الأعياد، سواء أعياد المسلمين والأقباط، تميز الاحتفالات، ولم تقتصر فقط على مسلم ووقبطي، مثل الشلولو في صيام العذراء، والفتة في عيد الأضحى ، والكنافة والحلويات الأخرى في رمضان، والملوحة في شم النسيم، فهي وجبات مرتبطة بأوقات ولا ترتبط بأعياد أو احتفالات طائفة بعينها.

وتشير إلى أن صيام العذراء، بالرغم من أنه مرتب بالأقباط، إلا أن المسلمين يشاركونهم الفرحة، سواء في تناول الشلولو أو تعليق الرايات احتفالا بمولد العذراء، وأيضًا السير في جماعة في احتفالات زفة أيقونة العذراء في القرى التي بها كنائس تحمل اسم العذراء مريم.

ويقول الدكتور محمد حمدي، إن الشلولو لا يمنع من الإصابة بفيروس كورونا، كما تداوله البعض، بل يمتلك مكونات قادرة على زيادة المناعة في الجسم، فضلًا أنه يستخدمه البعض كعلاج للمناعة لما يحتويه من مكنوات حديدية في الثوم والليمون.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة