صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عيد على وقع الأزمات.. إضراب العمال يفسد «الكريسماس» في أوروبا

سامح فواز

الإثنين، 26 ديسمبر 2022 - 09:33 م

عكرت أزمة الاضطرابات العمالية فرحة عيد الميلاد واحتفالات رأس السنة في القارة العجوز هذا العام بعد أن تسبب بعضها في تعطل القطاع الطبي عن استقبال المرضى، وتأجيل عدد من الرحلات سواء الجوية أو البرية، احتجاجا على ظروف المعيشة الصعبة وتدني الأجور.  

ويبدو أن مظاهر الاحتفال برأس السنة هذا العام في عدد من الدول الأوروبية ستشهد اختلاف عن المألوف، حيث تغير المشهد قبل أيام قليلة من ليلة عيد الميلاد، من النزول إلى الشوارع للاحتفال إلى تنظيم إضرابات ورفع لافتات تطالب بزيادة الأجور وتحسين مستوى المعيشة.

فرنسا

استعدت فرنسا لعيد الميلاد باضطرابات في حركة السفر، بعدما اضطرت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية "إس إن سي إف" (SNCF) لإلغاء قطار من بين 3 قطارات فائقة السرعة "تي جي في" (TGV) جراء الإضرابات.

وأعلنت الشركة في بيان إن خدمات القطارات فائقة السرعة كانت الأكثر تضررًا من هذا الإضراب الذي أدانته الحكومة الفرنسية وطالبت الفرنسيين بعدم تحميلهم المسؤولية عن أفعالهم وعواقبها خلال هذه الفترة.

وأدى إضراب عام لعمال المترو في باريس لحالة شلل في النقل العام، بعد أن دعت إليه نقابات "الهيئة المستقلة ذاتيا للمواصلات الباريسية" (إر آ تي بي) من أجل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، فيما كان الحشد أقل حجما في قطاعات أخرى.

وحاول نحو 200 ألف مسافر إنقاذ عطلة عيد الميلاد في فرنسا بعد إلغاء رحلات قطاراتهم بسبب إضراب جديد للمراقبين.

وشهدت عدة مدن على رأسها باريس مظاهرات احتجاجية في إطار يوم للتعبئة الوطنية والمهنية بدعوة من "الاتحاد العام للعمل" (سي جي تي).

بريطانيا بلا قطاع طبي
 
وفي بريطانيا ذكرت صحيفة" الجارديان" أن أكثر من 100 ألف ممرض وممرضة، شرعوا في تنظيم إضراب في العديد من المدن، معلنين مطالبهم برفع الأجور بنسبة 19%، وفقًا لـ"رويترز".

وشرعت طواقم التمريض في تنظيم إضراب آخر في الـ20 من ديسمبر، وزاد الوضع سوءًا بانضمام حوالي 10 آلاف موظف من طواقم الإسعاف الذين يعتزمون تنظيم إضراب في 29 من الشهر الحالي في بريطانيا وويلز. 

فيما بدأ موظفو فحص جوازات السفر في مطارات بريطانيا إضرابا، الجمعة الماضي في أحدث موجة من الإضرابات لرفع الأجور، وسط أزمة تكلفة المعيشة.

وأفادت فرانس برس، بأن المسافرون جوا قد يواجهون تأخيرات محتملة في مطارات المملكة المتحدة بسبب إضراب الموظفين، وكان من المقرر أن يستمر إضراب عناصر قوة الحدود حتى نهاية العام باستثناء يوم الثلاثاء المقبل.

البرتغال

كما ألغيت مئات رحلات القطارات منذ الجمعة 23 ديسمبر في البرتغال بسبب إضراب عمال السكك الحديد، الذي استمر للمطالبة بمنحة مالية في ظلّ ارتفاع التضخّم وفق ما أفادت نقابات  عمالية برتغالية.

وألغيت اليوم الإثنين، 278 من أصل 427 رحلة قطار كانت مبرمجة حتى الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، وفق بيان صادر عن شركة السكك الحديد البرتغالية.

ورغم ذلك، جرى الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمة الذي يعادل 25% من الرحلات المجدولة، ما حدّ من تأثير الإضراب.

ونفّذ عمال السكك الحديد، ثاني يوم إضراب بناء على دعوة النقابات في الشركة العامة للسكك الحديد.

وفي اليوم الأول للإضراب، الجمعة، ألغيت أكثر من 1100 رحلة وفق الشركة التي حذّرت أن حركة القطارات ستتأثر «في الأيام التي تسبق فترات الإضراب والتي تتبعها»، وتعتزم النقابات تنفيذ يوم إضراب ثالث في 1 يناير 2023، إضافة إلى عمال السكك الحديد، يطالب موظفو قطاعات أخرى بزيادة الأجور، ونفّذ العاملون في مراكز الاتصال والتوزيع والتجارة إضرابات خلال نهاية الأسبوع.

إسبانيا
 
فيما ألغيت عشرات الرحلات الجوية في إسبانيا يوم الجمعة 23 ديسمبر بعد أن بدأ موظفو الطائرات منخفضة التكلفة إضرابًا قبل عطلة عيد الميلاد.

واضطرت شركة الطيران المحلية والدولية إلى إلغاء 78 رحلة في اليومين الماضيين بعد أن دخل الطيارون في إضراب.

ووفقًا لشركات الطيران، سيتم أيضًا إلغاء حوالي 35 رحلة يوميًا في 26 و27 و 29 و30 ديسمبر واليومين التاليين للعام الجديد.

وفي غضون ذلك، تتعامل شركة الطيران الإسبانية Vueling مع إضراب مستمر لطاقم الطائرة، حيث أشارت إلى إنها اضطرت إلى إلغاء 10% من الرحلات الجوية خلال أيام الإضراب.

كما تم الإبلاغ عن طوابير طويلة في مطار مدريد، حيث بدأ عمال الأمن الخاص إضرابًا إلى أجل غير مسمى.

وعلى الرغم من كل الإجراءات العمالية، فإن وضع السفر الجوي في إسبانيا مهدد بأن يكون أسوأ بكثير.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة