الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 12:42 م

..سمعت كثيرا عن الوحدات النموذجية المتطورة للأحوال المدنية والتي استحدثتها وزارة الداخلية ببعض المولات التجارية الكبرى تيسيرًا على المواطنين الراغبين في استخراج الأوراق الرسمية الهامة مثل بطاقة الرقم القومي وشهادات الميلاد ووثائق الزواج والطلاق.
وعلى الرغم من رغبتي الملحة في زيارة هذه الوحدات النموذجية والتأكد على أرض الواقع من الكلام الايجابي الذي سمعته عنها من خلال بعض الأصدقاء إلا أن انشغالي في العمل من ناحية وكذلك استمرار سريان بطاقة الرقم القومي الخاصة بي كانا سببين قويين لتأجيل هذه الزيارة.
ولكنني الاسبوع الماضي وجدت الفرصة سانحة للقيام بهذه الزيارة المؤجلة وذلك لتغيير العنوان في بطاقة الرقم القومي الخاصة بي.
وبالفعل بحثت على الإنترنت عن أقرب وحدة من الوحدات النموذجية المتطورة إلى منزلي ووجدت بالفعل وحدة بأحد المولات التجارية الكبرى بالتجمع الخامس.
وكانت النقطة الايجابية الأولى انني علمت انها تعمل حتى التاسعة مساءً وهو ما يعني انني استطيع التوجه إليها بعد انتهائي من عملي.
وبالفعل توجهت إلى هناك وأول ما لفت انتباهي نظافة المكان وأناقته الشديدة التي تجعل من مشوار الأحوال المدنية  الذي كان فيما مضى كابوسًا ثقيلا يتحول إلى مهمة سهلة ويسيرة لا تستغرق دقائق معدودة.
حصلت على رقم من ماكينة صغيرة بجوار الباب وجلست في انتظار دوري الذي لم يتأخر سوى دقائق معدودة في ظل السرعة  التي يعمل بها الموظفون المتواجدون خلف الشبابيك التي حمل كل منها لافتة حول الخدمة المقدمة من خلاله.
هذا شباك لتسليم استمارات الرقم القومي وهذا لاستخراج شهادات الميلاد وذاك لتسليم البطاقات.
وحينما حان دوري حصلت على استمارة قمت بملء بياناتها وأرفقت بها إيصال كهرباء يحمل العنوان الجديد الذي انتقلت اليه.
وعند تقديم الأوراق اصطدمت بمفاجأة غير سارة وهي وجود خطأ في تاريخ الميلاد الخاص بي وزوجتي في قسيمة الزواج.
وهذا الخطأ يجب تصحيحه قبل استخراج البطاقة.
وشعرت بالحيرة والدهشة لتأكدي أن تاريخ ميلادي انا وزوجتي صحيح في قسيمة الزواج الورقية ولكن هذا خطأ الموظف الذي أدخل بيانات القسيمة على الكمبيوتر.
وانتشلني من هذه الحيرة ضابط شاب برتبة رائد اسمه احمد طارق وهو مدير الوحدة الذي قدم لي الحل ببساطة وهو استخراج شهادتي ميلاد لي وزوجتي بتاريخ الميلاد الصحيح ورافقني بالفعل إلى ماكينة استخراج شهادات الميلاد وأرشدني إلى طريقة استخدامها بصبر وتعاون صادق.
وقدمت شهادات الميلاد مع أوراق البطاقة وقدمت معها نموذجًا لتصحيح البيانات.
كل هذه الإجراءات تمت في دقائق معدودة لتصحيح خطأ كان من الممكن أن يستغرق اسابيع عديدة ومشاوير منهكة فيما مضى.
ووجدت نفسي أتوجه بالشكر ليس فقط لهذا الضابط المحترم الذي يمثل نموذجًا لما يجب أن يكون عليه رجال الشرطة.
بل وجدت الشكر ضروريًا ومستحقًا للسيد محمود توفيق وزير الداخلية الذي شهدت الوزارة في عهده  تحديثًا غير مسبوق بكافة قطاعاتها انعكس على راحة المواطنين المتعاملين مع قطاعات الوزارة الخدمية.
والشكر موصول ايضا لسيادة اللواء طارق صابر مساعد وزير الداخلية لقطاع الأحوال المدنية وصاحب منظومة التطوير التي شهدها القطاع والتي جعلتنا نتأكد ان الأحوال المدنية.. فيها حاجة حلوة.