الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 06:24 م

تشير الدلائل القائمة فى ساحات المعارك المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حاليا، إلى غيبة الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتورطة فى الحرب، لوقف القتال وانتهاء المعارك والركون إلى الحل السياسى والطرق الدبلوماسية لحل الصراع والوصول إلى حل توافقى يرضى جميع الأطراف.

وهناك من الشواهد الطافية على السطح، ما يؤكد غياب السعى الجاد من الطرفين الأوكرانى والروسى للتوصل إلى حل توافقى، يمكن أن يكون مقبولاً من كل منهما لوقف القتال وإنهاء الحرب.

وفى ظل عدم المرونة البادية من الطرفين يصبح من الصعب التكهن بموعد لإنهاء الحرب، حيث تشير المواقف المعلنة والمعطيات القائمة على الجانبين، إصرار كل منهما على موقفه وعدم استعداده للتنازل أو القبول بموقف الآخر.

ففى الوقت الذى قام فيه الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» بزيارة مفاجئة للعاصمة الأمريكية الحليف الأول له، حيث لقى ترحيباً كبيراً من البيت الأبيض ومجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين، فى الاجتماع المشترك الذى عقداه لاستقباله والترحيب به فى الكونجرس.

 نجد الرئيس الروسى «بوتين» يعقد اجتماعاً موسعاً لمجلس الحرب فى الكرملين، لبحث الموقف العسكرى وتطوراته المستجدة فى ظل الزيارة التى رأى أنها تأتى فى إطار العداء الأمريكى لروسيا.

وبينما يعلن الرئيس الأمريكى زيادة الدعم العسكرى لأوكرانيا، ومدها بمنظومة «باتريوت» المتطورة للدفاع الجوى، يعلن الرئيس الروسى «بوتن» أن بلاده سوف تدمر كل شحنات منظومة الدفاع الجوى الأمريكى «باتريوت» فور وصولها إلى أوكرانيا، ويتهم أمريكا بالسعى لاستمرار الحرب وعدم رغبتها أو سعيها لوقف القتال، انطلاقاً من رغبتها وسعيها للنيل من روسيا وإضعافها.

ولكن رغم كل ذلك وبالرغم من المواقف المتشددة الواضحة للجانبين الأمريكى والروسى، هناك بعض التصريحات والتلميحات الصادرة من موسكو أحيانا، ومن واشنطن وبعض العواصم الغربية أحيانا أخرى تعطى من الدلائل ما يشير إلى وجود بعض المحاولات لإيجاد قنوات اتصال جانبية غير معلنة، تسير على طريق البحث عن نهاية لما هو قائم الآن.. فهل هذا صحيح؟.. أم إنها مجرد استنتاجات متسرعة ومتفائلة لا تقوم على أساس قوى ولا توجه أو دافع حقيقى للسلام؟!
«وللحديث بقية»