أسامة السعيد
أسامة السعيد


قنوات كانت «رصينة» تسقط فى فخ «الرذيلة»!!

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 06:51 م

بعد تبنى العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية للدعوة لأفكار المثلية والشذوذ، ومحاولة فرضها عبر أفلام السينما والكارتون وتسريب تلك الشخصيات فى نسيج الأعمال الدرامية الأجنبية، يبدو أن تلك الخطوة لم تكن كافية لفرض تلك الأفكار، فلجأوا إلى حيلة أخطر.

هذه الحيلة تمثلت فى طرح الأمر عبر القنوات الإخبارية، التى لم يكن أحد يتصور أنها يمكن أن تنزلق إلى هذا المستنقع، ليس فقط بتناول الموضوع، ولكن من خلال مناقشته بفجاجة وإسفاف، يليق بقنوات إباحية، وليس بقنوات إخبارية!!

الأسبوع الماضى فوجئت بقناتين إخباريتين توصف بأنها «دولية» تسقط فى هذا المستنقع، فى القناة التى تحمل اسم فرنسا، فوجئت بحلقة نقاشية كاملة عنوانها»المثلية الجنسية.. متعة بدون رجال»!! وتخيلوا مشهد رب أسرة يهوى التنقل بين القنوات الإخبارية وهو جالس مع أبنائه لتناول الغذاء، فإذا بهذا الإسفاف يقتحم تلك الجلسة العائلية، ورغم الارتفاع المفاجئ لضغط الدم نتيجة الغضب، إلا أننى تمسكت بالهدوء، وحمدت الله على اختراع «الريموت كنترول»!

فى اليوم التالي، وبعدما اتخذت قرارا بمقاطعة القناة الفرنسية، ذهبت خلال جولتى اليومية على القنوات الإخبارية، وقادتنى الصدفة هذه المرة إلى القناة البريطانية الشهيرة التى طالما كان يحلو لأجيال من الإعلاميين وصفها بـ»الرصينة»، فإذا بها تمارس «الرذيلة»!!

والرذيلة هنا لا تقتصر على المفهوم المهني، لكنها تمتد إلى المدلول الأخلاقي، فالقناة تعرض فى أحد أوقات ذروة المشاهدة التليفزيونية فى الفترة المسائية فيلما وثائقيا يستعرض بالتفصيل كيف يمكن أن تتخلى المثليات عن الرجال، وبفجاجة متناهية لا تليق بخدمة إخبارية، تعرض إحدى المتحدثات أدوات جنسية تستخدم لتحقيق هذا الغرض، وكيفية استخدامها!!!

تخيلوا .. هذا يحدث على شاشة قناة إخبارية موجهة باللغة العربية إلى مجتمعات ترفض تلك الأفكار والممارسات، فيجرى تقديمها وكأنها أمور «عادية» و»طبيعية»، وأنها جزء من الحياة اليومية، حتى أن قنوات الأخبار التى تناقش كل ما يتعلق بالشأن العام تطرحها بلا خجل، وتتناولها بغير حياء.. وهنا يكمن الخطر الحقيقي!

هذا فى حد ذاته صورة من صور الغزو الفكري، ووسيلة لفرض نمط غير متفق عليه حتى فى الغربى ذاته، فهناك تيارات ترفض مثل تلك الممارسات والانحيازات الفجة لجماعات شاذة، فلماذا هذا الإصرار «الفاحش» من بعض الحكومات والمنظمات الغربية على دعم المثليين بهذه الطريقة؟!

الإجابة - فى شق منها-  ترتبط بالمصالح السياسية والمادية، لكنها ترتبط كذلك بإفلاس الحضارة الغربية أخلاقيا وروحيا، وهى مشكلة عميقة وقديمة، حذر منها فلاسفة ومفكرون غربيون كُثر، فالتقدم المادى الذى يحققه الغرب لا يوازيه تقدم أخلاقى وروحي، بل يعانى انهيارا وتراجعا فادحين.

المؤكد أن الغرب الذى يصرخ اليوم من تأثير موجات الهجرة ويغلق حدوده فى وجه اللاجئين سيدفع ثمن أفكاره «الشاذة» مرتين، الأولى عندما يتواصل تقلص عدد سكان تلك المجتمعات نتيجة تغييب فكرة الأسرة كنواة لبناء المجتمع، والثانية عندما تزداد وتيرة الكراهية والغضب ضد الأفكار الغربية، فلا فرق هنا بين الدواعش وبين من يحاولون فرض أفكارهم المثلية على المجتمعات الأخرى، فكلاهما يمارس إرهابا فكريا يجب التصدى له بحسم وبكل ما أوتينا من عقل وقوة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة