الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين


بقلم : جمال حسين

جابر الخواطر.. وسيدة الرصيف

جمال حسين

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 09:38 م

لم تكن المرة الأولى التى ينحاز فيها الرئيس السيسى للبسطاء ولن تكون الأخيرة.. عَرفناه جابرًا لخواطر المُنكسرين، مُدافعًا عن المظلومين، ناصرًا للمستضعفين.. القائمة طويلة واللفتات الإنسانيَّة للرئيس لا تنتهى، وبالأمس رأينا لفتةً جديدةً منه.. إذ فوجئ الجميع بالرئيس يُوقف موكبه، أثناء عودته من منطقة أبو روَّاش بالجيزة، عقب افتتاح مصنعى إنتاج الغازات الطبيَّة والصناعيَّة، عندما لمح سيدةً سبعينيَّةً تجلس فى هذا الجو القارس شديد البرودة على الرصيف، والرياح الباردة تلفح جسدها النحيل.. على الفور اقترب منها، وفُوجئت السيدة العجوز بأنها وجهًا لوجهٍ أمام رئيس الجمهوريَّة.. أدار الرئيس معها حوارًا إنسانيًا من القلب، سجَّله أحد أفراد حِراسته، عبر هاتفه المحمول، مُرحِّبًا بها، ومُسْتفسرًا عن مشاكلها.

قال للسيدة المُسنَّة: ازيك يا حاجة، عاوزه حاجة؟.. قالت: أنا عايزه سلامتك.. فرد الرئيس: ربنا يسلِّمك، قالت: ربنا يخليك ويعلّى مراتبك ويزيدك من نعيمه ويوسَّع رزقك ويخليك للناس كلها تخدمهم.. وقالت للرئيس عمَّا تُريده.. قال الرئيس: هنعملك كل حاجة وهناخد الورق والبطاقة.. فردَّت بتلقائيَّةٍ: معنديش بطاقة يا باشا.. ابتسم الرئيس وقال هنعملك كل حاجة، وهنعملك بطاقة، دا انتى غالية علينا قوى، من عينينا، لتُجيب السيدة العجوز نوال حسن: أنت غالى عندى قوى، وبدعيلك ليل نهار.. ربنا يخليك لينا، أنا ليا الشرّف، والشارع كله منوَّر بيك، ليرد الرئيس: لا أنا اللى ليا الشرَّف، متقلقيش هنعمل كل حاجة.. وعلى الفور توجَّه فريقٌ من المُختصين إلى منزل السيدة العجوز؛ لتنفيذ توجيهات الرئيس بتحقيق كل مطالبها، حيث تمَّ إجراء الفحوصات الطبيَّة اللازمة لها بأحد المستشفيات؛ للاطمئنان على صحتها، وقام التحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموى بإهدائها مجموعةً من الأجهزة الكهربائيَّة الأساسيَّة، وتقديم دعمٍ نقدىٍّ لها، وتوفير وظيفة لنجلها فى أحد المصانع، وتحقيق حلمها بأداء العُمرة، وإنهاء جميع إجراءات السفر الخاصة بها من خلال مؤسَّسة صُنَّاع الخير، وأيضًا توفير دعمٍ شهرىٍّ دائمٍ لها؛ من خلال مؤسَّسة حياة كريمة..

هذا هو السيسى جابر الخواطر، الذى رأيناه فى احتفاليَّة "قادرون باختلاف"، يجبر خاطر أصحاب الهِمم، ويُؤكَّد أن أسعد لحظات حياته، هى مُشاركته فى أىِّ احتفاليَّةٍ تخص ذوى الهِمم والقدرات الخاصة من كل عامٍ؛ لرسم البسمة والبهجة على وجوههم، فهو مَنْ حقَّق حلم الشاب عبد الرحمن عزَّام، ليُصبح مذيعًا ويُشارك فى تقديم برنامج ٩٠ دقيقة على قناة المحور، وحقَّق حلم الطفلة "بسملة" فى ركوب الطائرة، ووجَّه بقيام رحلةٍ لها ولعددٍ من الأطفال من ذوى الهِمم فى جولةٍ بسماء القاهرة بالهليكوبتر، وحقَّق حلم الشاب أحمد طارق من ذوى الهِمم بالالتحاق بالنادى الأهلى، حيث استقبله الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادى، وكلنا يعلم أن مثل هذه المشاهد المُثيرة للإعجاب تكرَّرت مع كثيرٍ من المواطنين البسطاء، حيث خالف الرئيس كل قواعد الـبروتوكولات وطقوس المُقابلات الرسميَّة، ورأينا البسطاء لأول مرَّة فى التاريخ يدخلون القصر الجمهورى، ويلتقون الرئيس، ويلتقطون الصور معه، بل ويُودِّعهم بنفسه حتى باب السيارة.. 

فها هو يقوم بتقبيل رؤوس أهالى الشهداء بتلقائيَّةٍ شديدةٍ وإنسانيَّةٍ بالغة، خاصةً مع أم الشهيد، ويحتضن بروح الأبوَّة أطفال الشهداء، بعيدًا عن مراسم البروتوكولات الرئاسيَّة، مؤكِّدًا أن "أولاد كل شهيدٍ هم أولاده وأولاد كل المصريين"..

وها هى فتاة التروسيكل "منى السيد" تدخل قصر الاتحاديَّة، وتجلس إلى جوار الرئيس السيسى، تتحدَّث معه، مُعلنًا أمام الجميع إعجابه بكفاحها وحُبها للعمل، ومؤكِّدًا استعداده للاستجابة لأىِّ طلبٍ تطلبه منه، وتوفير سكنٍ لها ومنحها سيارة هديةً منه شخصيًا من ماله الخاص.. 

كما استقبل الرئيس بالقصر الجمهورى الحاجة زينب، صاحبة الـ90 عامًا، التى رحلت مؤخرًا بعد أن ضربت مثالًا فى التضحية، حيث تبرَّعت بقِرطها الذهبى لصندوق تحيا مصر..

كما حرص الرئيس على استقبال الحاجة صيصة، الأم المثاليَّة بمحافظة الأقصر، التى اضطرتها ظروف الحياة إلى التنكُّر فى زِى الرجال مدة أربعين عامًا؛ لتربية أبنائها.. كما استجاب الرئيس لاستغاثة السيدة كريمة جاد الرب، التى عَرضت عليه مشكلة نجلها الذى يُعانى من الصرع، وأمر الرئيس بنقل نجلها إلى مستشفى الدفاع الجوى؛ لتلقى العلاج..

كما أجرى الرئيس حوارًا إنسانيًا مع سيدتين، التقى بهما أثناء جولةٍ تفقُّديَّةٍ له بحى الأسمرات 3، وسألهما عن حالهما وشئونهما.. وتعاطف مع حالة "السيدة عزيزة"، التى تُعانى من مرض السُّمنة المُفرطة، وتمّ نقلها بسيارة إسعافٍ مُجهَّزة إلى المستشفى للعلاج.. كما وجَّه بتحقيق حلم "نحمده"، سائقة الميكروباص، بدفع مُقدَّم شراء سيارة خاصة بها، ولبَّى نداء الفتاة الصعيديَّة "مروة العبد" التى تعمل على تروسيكل؛ لتعول أشقائها الأربعة، واستقبلها فى القصر الرئاسى، وتكفَّل بمصروفات زواج شقيقتها، وأمر بتوفير منزلٍ لها فى الأقصر، وتوفير احتياجاتها.

ويظل مشهد الرئيس السيسى وهو يُكرِّم الفتاة العراقيَّة الإيزيديَّة "لمياء حجى بشار"، الهاربة من اغتصاب الدواعش، محفورًا فى أذهان المصريين، عندما حرص فى أحد مؤتمرات الشباب بشرم الشيخ، على التحدُّث معها وتطييب خاطرها، وقام باصطحابها إلى منصة التكريم فى لفتةٍ إنسانيةٍ رائعة..

قائمة اللفتات الإنسانيَّة للرئيس السيسى طويلة، وحالات جَبر الخواطر بلا انتهاء، والتى قَصد من ورائها الرئيس أن يبعث برسالةٍ مهمةٍ لنا جميعًا، وهى التركيز على فضيلة جَبر الخواطر، هذه الصفة الجميلة التى تتضاءل أمامها كل الفضائل والصفات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة