صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكايات.. رحلة الزواج من «زوجتك نفسي» لـ«العرض على لجنة وتحليل المخدرات»

منى ماهر

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 10:43 ص

"إجراء كشف طبي وتحليل مخدرات للطرفين، والعرض على لجنة برئاسة قاضي وعضوية أطباء للتأكد من مناسبة الشاب للفتاة وإعطاء الإذن للمأذون بتوثيق الزواج، ثم دفع اشتراك لصندوق دعم الأسر الذي سيتم إنشاءه في المستقبل"

تلك الإجراءات هي بعض من ملامح قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي يتم وضعه في الآونة الأخيرة، وتعكف الدولة على تطبيقه في المستقبل القريب.

وبالرغم من أن هذه الإجراءات جاءت بسبب إنكار الحقوق وكثرت الخلافات، حتى أصبحت المحاكم تعج بالخلافات الأسرية، إلا أنك عزيزي القارئ لابد أنك تمنيت لو خلقت في «زمن الزواج الجميل»، حينما كان يتم الزواج بجملة "زوجتك نفسي" أو "زوجتك موكلتي". 

"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"

 

الزواج في بدء الخليقة


عاش سيدنا آدم وحيدا في الجنة وشعر بالوحشة، فخلق الله حواء من ضلعه وهو نائم، فلما استيقظ وجدها بجواره،  فسألها: من أنت؟! قالت : امرأه .. قال: وما أسمك؟ قالت: حواء. قال: ولم خُلقت؟ قالت: لتسكن إلىّ 
كانت تلك قصة أول زواج في البشرية، وبدء الخليقة، وهكذا بدأت الحياة على الأرض بالتزاوج والتكاثر

 

ما هو عُمر مؤسسة الزواج؟


ربما خطر في بالك عزيز القارئ هذا السؤال من قبل، فإذا كانت علاقة الزواج قديمةٌ قِدم الإنسان، إلّا أننا هنا نبحث عن الفترة التي تمّ فيها تنظيم مؤسسة الزواج.

ويُعرّف الزواج على أنّه ارتباط يقرّه القانون بين الرجل والمرأة يقوم على التوافق بينهما ليكملا حياتهما سويةً لإضفاء الشرعية على الأولاد الذين سينجبوهما.

 

تبادل المنفعة


أقدم أشكال الزواج على الإطلاق اخترعه الإنسان البدائي لسد احتياجاته، حين كان وحيدًا تمامًا دون قبيلة أو مجموعة ينتمي لها، فالمرأة هنا لم تكن تحتاج إلا للحماية بينما الرجل كان يحتاج لمن يقوم بالطهي بدلًا منه، لذا ارتبط الاثنان في علاقة زواج لتبادل المنفعة.

 

زواج التحالف وتمديد المصالح


لم يكن الزواج في البدء إلا للتحالف وتمديد المصالح بين العائلات المختلفة، أو داخل العائلة الواحدة.

فكرة اقتران الحب بالزواج نعلم جيدا في القرن الـ21 أنها بديهية، لكن عند أسلافنا الأوائل لم تكن هناك أي علاقة

 

بين الزواج بل كان يتم لاعتبارات أخرى، كالحفاظ على السلطة في الزيجات التي تتم في الوسط الملكي والطبقة الحاكمة، وكذلك الأمر في الطبقات الدنيا التي كانت تُزوّج بناتها بهدف الحفاظ على الميراث.

فقد عاش الإنسان حينها في مجموعاتٍ قد تصل إلى 30 شخصاً بينهم القادة الذكور ومجموعة من الإناث الذين يتشاركونهم بالإضافة إلى الأطفال.


مع الانتقال من حياة الصيد إلى الحياة الزراعية والاستقرار، شعر الإنسان بضرورة تنظيم هذه العلاقات، سُجّل أول زواج في التاريخ بين رجل وامرأة في بلاد الرافدين حوالي عام 2350 قبل الميلاد، ثم انتشر هذا المفهوم لدى الشعوب الأخرى كاليونانيين والرومان والعبرانيين وغيرهم الكثير.


الزواج في الإسلام


يتم عقد الزواج الإسلامي بين الزوج ووالد العروس أو وليها ومن شروط الزواج أن يُقدّم الزوج لعروسه المهر الذي تمّ الاتفاق عليه مسبقاً، وهو عبارة عن مبلغ من المال يعتبر كهدية للعروس.


وفي الإسلام هناك شروط ومراحل للزواج وهي حل للرجل التزوج بالمرأة التي يريد الاقتران بها، فلا تكون محرمة عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤقت أو المؤبد، والإيجاب والقبول، والاشهاد على الزواج من شاهدين. وموافقة الولي للقاصر فقط أما الأيم؛ فلا بد من موافقتها وإذنها لوليها لقوله.

توثيق الزواج في مصر

مسألة التوثيق في الزواج هي مسألة إجرائية لجأ إليها المشرع المصري لحفظ الحقوق، فعندما ظهر التناكر وظهر إنكار الحقوق والزيجات ولجأ القانون المصري إلى الإنزال بالتوثيق حتى لا ينكر الزوج أو الزوجة الزواج، وأنه قبل عام 1931 لم يلزم المشرع القانوني التوثيق لعقود الزواج.


 

5 % من المصريين لديهم أمراض وراثية


وبحسب مشروع الجينوم البشري (قاعدة بيانات الحمض النووي المصري)، "فإن نسبة 4.5 لـ5 في المئة من المصريين لديهم أمراض وراثية، أي بمعدل 5 ملايين مصري، ويرجع السبب الأكبر في ذلك إلى زواج الأقارب، التي تصل نسبته في أسباب حدوث المرض لـ95 في المئة".

كما قد تحد فحوص الحالة النفسية والعقلية من حالات العنف الأسري، الذي يتعرض لها 42 في المئة من المصريات، وفق تصريحات لوزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج في سبتمبر 2021.


 وقالت عضو مجلس النواب إيريني سعيد، أحد الموقعين على مشروع القانون، إنه "سيضمن حل المشاكل النفسية، وبالتالي تقليل هذه النسبة وتخفيف حدة المشاكل الأسرية"، مضيفة في تصريحات تلفزيونية، أنه "بعد تطبيق القانون لن نسمع عن العنف الأسري واعتداء زوج على زوجته مرة أخرى".

 

 


الفحوصات الطبية


كانت بداية إجراء فحوصات طبية قبل الزواج في مصر عام 2008، حين تم إقرار تعديل قانون الأحوال المدنية يشترط على الراغبين في الزواج تقديم شهادة تدل على خلوهما من الأمراض التي تؤثر في حياة أو صحة كل منهما أو صحة نسلهما، لكن عدم تحديد ضوابط للفحوص وغياب الرقابة جعل تطبيق ذلك التشريع غائباً أو صورياً في أغلب الأحيان.


 

 

 

 

 

 

 

 

قانون الأحوال الشخصية الجديد 


ونظرا للتطور الكبير الذي أصاب المجتمع، أصبحت بنود القانون الحالي غير قادرة على مواكبة متطلبات الأسر، فنادت الكثير من الأسر بضرورة وضع تعديلات لـ  قانون الأحوال الشخصية.

ووجه  الرئيس عبدالفتاح السيسي، عدداً من الرسائل بشأن قانون الأحوال الشخصية في مايو 2022، قائلا إن "قانون الأحوال الشخصية من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع، ومطلوب وضع قانون منصف ومتزن، كما أن الدين يضع الضمير عامل ضبط، وهذ لا يُغيب إجراءات الدولة".

وأضاف الرئيس السيسي، أن التفكك الأسري يؤثر على مستقبل الأجيال القادمة ومشاكل الأحوال الشخصية؛ تؤدي لعزوف الشباب عن الزواج وتكوين أسرة.

كما قال إن عقد الزواج هو الحاكم، والقانون منظم لقضية الطلاق، مؤكدا أن نفس المشاكل موجودة من أكثر من 40 سنة، ونحتاج أن يكون هناك توازن في الخصومة، وحث القضاة على الاهتمام بالأمر لصياغة قانون جديد.

وفي نهاية الحكاية.. يبقى السؤال الأهم.. سيتم تطبيق القانون الجديد بشكل رادع وجدي؟.. وهل سيصبح الأمل في إنهاء الخلافات الزوجية وخفض قضايا الأسرة في المحاكم؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة