نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

ليلة فى حب «رجل المستحيل»

نوال مصطفى

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 07:44 م

شيء عجيب، ومدهش فعلا ما حدث فى تلك الليلة، فى مبنى القنصلية بوسط البلد. شيء أشبه بالسحر الذى جعل كل الحاضرين - تقريبا - يندمجون مع الحوار حد التماهى والتوحد.

لم أشهد مثل هذا فى أى ندوة أو صالون ثقافى من قبل، كان موضوع الصالون الثقافى الثانى لروايات مصرية للجيب، والذى تقيمه المؤسسة العربية الحديثة بالتعاون مع منصة «أقرأ لى» عن الأديب الراحل الدكتور نبيل فاروق، وكان مقسما إلى جزءين، الجزء الأول كان محوره هو الجانب الإنسانى فى حياة نبيل فاروق، وكانت معنا على المنصة الدكتورة مرفت راغب، وابنتاه نورهان وريهام. حاورهن مصطفى حمدى رئيس مجلس المؤسسة، وأحمد المقدم المدير العام، وأنا.

ثم انتقلنا إلى الجزء الثانى فى الصالون وتبدلت المنصة، لتستضيف ثلاثة من أشهر الكتاب الحاليين الذين تتلمذوا على كتابات وأفكار واللون الأدبى الذى يقدمه نبيل فاروق، أدب الجاسوسية والمخابرات، والخيال العلمى. وهم الدكتور محمد فتحى، السيناريست محمد هشام عبية، وكاتب الرعب محمد عصام.

استمرت حوارات الصالون لأكثر من ثلاث ساعات، حضور غير مسبوق، البعض قادم من قنا، المنيا، دمنهور، وطنطا مسقط رأس نبيل فاروق. الكل مستمتع بحكايات ومعلومات ربما لم يعرفها من قبل عن كاتبه المفضل، الذى رغم رحيله عن عالمنا قبل عامين، مايزال يتصدر الكتب الأكثر مبيعا فى المؤسسة العربية الحديثة، فى مصر وفى كافة الأقطار والمعارض العربية التى تشارك فيها. حاولنا فى هذا الصالون أن نستدعى روح نبيل فاروق الذى غاب فازداد ألقًا، وحضورا فى وجدان أبنائه وقرائه وتلاميذه ومحبيه. تلك المشاعر التلقائية التى انطلقت من أحد الحضور، الذى أتى من طنطا من أجل أن يحضر صالون نبيل فاروق، أدهشتنا جميعا مداخلته التى رفض فيها تحويل رجل المستحيل إلى فيلم سينمائى، فهو وكذلك ملايين القراء الذين تابعوا تلك السلسلة الشهيرة من روايات مصرية للجيب كونوا فى خيالهم شكلا وملامح لأدهم صبرى، ولا يريدون لهذا الشكل الذى رسموه بخيالهم أن يتغير..

كشف مصطفى حمدى أسرارا عن رجل المستحيل، الذى كان جاهزا لتحويله إلى فيلم سينمائى وكان نبيل فاروق لايزال موجودا، واختار بنفسه النجم الذى سوف يلعب الدور وهو أحمد عز. الفكرة والموضوع كان بموافقته وكان سعيدا جدا بذلك.. مناقشة طويلة أشعلتها تلك المداخلة الغيورة على شخصيات وأعمال نبيل فاروق، من قارئ غيور على المحتوى الأصلى، ويرفض الاقتراب منه، أو التقليل من قيمته!

إلى هذا الحد كان التفاعل ساخنا ونابضا بالحب لنبيل فاروق. دكتور محمد فتحى، أقرب تلامذته قال إن النقد ظلم نبيل فاروق، رغم إنه يمثل ظاهرة من الصعب تكرارها ومؤسس لمدرسة مهمة وعظيمة فى أدب الجاسوسية والخيال العلمى.

المشاركون فى الصالون كانوا أصحاب قضية جاءوا ليساندوها، ويدعموها، وهى الحفاظ على الإرث العظيم لنبيل فاروق، ليصبح من كلاسيكيات الأعمال الأدبية التى يقرؤها الأجيال. ارتفعت الأصوات بحماس تناقش، توافق، وتعترض. سمعت تعليقا جميلا بعد الصالون «حسيت إنه ماتش كورة الكل متحمس، ومدافع، وكأن الموضوع يتعلق به شخصيا».. تحدث السيناريست محمد هشام عبية عن لقائه الشخصى الأول بنبيل فاروق.. وعن أول مسلسل كتبه «ستين دقيقة» قال وجدت نفسى أطلق على بطل المسلسل اسم أدهم نور الدين، أى أننى ودون أن أدرى دمجت اسمين من شخصيات نبيل فاروق الشهيرة.. أما الكاتب محمد عصمت فتكلم عن أثر نبيل فاروق وكيف مهد الطريق للأجيال المقبلة.

وتحدث أحمد المقدم عن مبيعات نبيل فاروق فقال: كانت الطبعة الأولى 100 ألف نسخة، وأضحك حين يقول أحدهم إن مصر لا تقرأ، من الذى كان يقرأ كل هذا الكم إذن؟
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة