صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


اللاعبون يعتقدون بالخطأ أنه علاج للإجهاد .. والخبراء يدقون ناقوس الخطر

التبغ الرطب ظاهرة عالمية تطرق ملاعبنا.. «القاتل Snus» شيطان جديد يهدد الكرة المصرية

محمد العقاد

الخميس، 29 ديسمبر 2022 - 08:35 م

"الضرر والمرض نشتريه بإيدينا!".. فهى مقولة تلخص ما سيقال إذا كنت لاعبا أو مُدخنا بشكل عام.. الـ"سنوس" أو ما يعرف باسم "التبغ الرطب" والذى يهدد لاعبى الدورى المصرى الممتاز وأقرانهم فى الدوريات الأخرى، وهو ما يتسبب فى انخفاض مستوى اللاعب المصرى أو بشكل أدق الذى يحصل عليه بالإضافة إلى أنه فى الأساس لا يصل اللاعب دائمًا إلى مستوى ثابت أو عال بشكل تدريجى وهو واحد من الأسباب التى تعانى منها بشكل عام الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة.

كرويف «أسطورة قتلته السيجارة».. فهل يتعلم اللاعبون الدرس ؟ !

إذن ما هو؟
سنوس هو واحد من التبغ الممضوغ ويعرف باسم التبغ الرطب، يتم استخدامه حاليًا بدلًا من السجائر لتقليل أعراض التدخين، والهدف منه عدم التعود على النيكوتين لأنه يعرض المدخن للإدمان، وتم صنع سنوس نيكوتين ليكون حلا أفضل، وهو عبارة عن أكياس نيكوتين صغيرة توضع بين اللثة والشفة العليا، وهى تستخدم بديلًا عن السجائر، ويقال إن مادة الصنع من سيليلوز طبيعى وتحتوى على نكهات غذائية بروائع مختلفة مثل «الكولا والفواكه والنعناع» ولا يوجد بها تبغ أو دخان أو روائح السجائر كما هو معتاد من السجائر العادية، وتم صنعها من أجل استخدامها فى الأماكن العامة بدون أى تأثير سلبى على من حول متناول الـ"سنوس"، وبالتالى حتى وإن لم يؤثر على الآخرين لكن هو بالتأكيد يؤثر على من يتناوله فهو نيكوتين له آثار فورية على الجسم ويتسبب فى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، وتغيير جدران الأوعية الدموية ولها مخاطر بالإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى تسوس الأسنان والإصابة بأمراض اللثة وتراجعها عن الأسنان وتؤدى لتدمير الأنسجة الرخوة والعظام.

مدير مركز أبحاث جامعة كاليفورنيا: فيه سم قاتل ويسبب السرطان

تحذير من البروفيسور
حذر البروفيسور ستانتون جلانتز، مدير مركز أبحاث مكافحة التبغ فى جامعة كاليفورنيا، من خطورة تناول لاعبى كرة القدم لـ"التبغ الرطب"، واصفا هذه المادة بـ"السم"، وتحدث قائلًا فى وقت سابق لصحيفة "ذا صن" البريطانية: إن اعتقاد الرياضيين بتحسين التبغ الرطب لأدائهم غير صحيح، فهو يلوث أفواه هؤلاء اللاعبين بمواد سامة ومسرطنة.

كما ربطت مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، بين استخدام التبغ الرطب ونوعين من السرطان، وهما سرطان البنكرياس والمريء، وأكدت بأن هناك عددا كبيرا من لاعبى كرة القدم يتناولون التبغ الرطب لاعتقادهم بقدرته على تحسين أدائهم فى المباريات التى يخوضونها، ورفع تركيزهم فى الملاعب.

الاتحاد الأوربى يحظر « سنوس» والبريميرليج أكثر الدوريات الحاضنة له

عادى.. عادى
وعلى الرغم من أنه قد تم حظر بيع السنوس فى كلّ من المملكة المتّحدة ودول الاتحاد الأوروبى -باستثناء السويد- منذ عام 1992، لكن من السهل الحصول عليه عبر الإنترنت، ولا يُحظر امتلاكه أو استهلاكه فى المملكة المتّحدة، مثلما نلجأ بالمقارنة دائمًا إلى اللاعب الإنجليزى والبريميرليج أشرس دورى فى العالم لكرة القدم لكن التبغ الرطب منتشر بين اللاعبين فى إنجلترا، وقد اعترف نجم ليستر سيتى جيمى فاردى فى سيرته الذاتيّة التى نُشرت عام سنة 2016 بأنه يستهلك هذه المادة، وخلال بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016، التقطت كاميرات المصورين جيمى فاردى، وهو يغادر الفندق الذى يقيم فيه فريقه، وهو يمسك علبة تحتوى على التبغ الرطب، وقد صرح وقتها لوسائل الإعلام: وجدت أنها ساعدتنى على الاسترخاء، وهناك عدد كبير من اللاعبين يستخدمونها، حتى إن بعضهم يلعب وهى فى فمه.

وفى وقت سابق تجاهل الإنجليزى آشلى كول تحذيرات الأطباء بشأن عدم استخدام التبغ، بعدما ظهر يتناول التبغ فى أحد المقاهى رفقة صديقته الإيطالية شارون كانو، بينما ظهرت صديقة أشلى كول تدخن السجائر فى المقهى خلال رحلتها مع اللاعب المحترف فى الدورى الأمريكى فى وقت سابق.

وقالت صحيفة بريطانية سابقًا إن دانى هيجينبوثام، النجم السابق فى نادى ستوك سيتى وساوثامبتون قال: استخدمت منتجات التبغ الرطب لسنوات، ولكنى لم أستفد منها من حيث الأداء، إلا أنها كانت تشعرنى بالاسترخاء فقط.

وأوردت الصحيفة فى تقريرها أيضاً تعليق تشارلى آدم، لاعب فريق ستوك سيتى والذى بين أن استخدام التبغ الرطب شائع فى مباريات كرة القدم على اختلاف درجاتها.

درس قاسِ
صحيح نتحدث عن السنوس لكن إذا أشرنا إلى التدخين بشكل عام وبالعودة إلى الخلف عدة سنوات وتحديدًا فى أبريل 2016، توفى يوهان كرويف الأسطورة الهولندية ولاعب برشلونة وأياكس السابق عن عمر 69 عامًا بعدما عانى من عديد الأمراض فى الرئة، نتيجة شراهته فى التدخين، وهو مصنف واحد من أشهر المدخنين فى التاريخ على صعيد كرة القدم بما أنه جمع بين المجد التدريبى والممارسة كلاعب.. فكرويف اشتهر بالتدخين أثناء التدريب حيث كان يتناول السجائر لتقليل الضغط الواقع عليه، وهو أمر كان متعارفا عليه وقتها، وكان هناك مدربون آخرون يقومون بنفس الشيء، لكن التدخين كان متلازمة لكرويف، قبل أن يتوقف عنه عند تدريب برشلونة فى مطلع تسعينيات القرن الماضى.

حين كان كرويف لاعباً بين صفوف أياكس الهولندى فى ستينيات القرن الماضى، كان التدخين عادة لدى الكبار والبالغين ولم يكن الأمر يختلف من رياضى لشخص عادى، وفى تلك الفترة، لم تكن التدريبات البدنية الشاقة والحفاظ على الوزن والصحة مهتما بهما، مثلما هو الوضع الآن فى الرياضة العالمية.

تلك العادة كانت منتشرة فى هولندا أكثر من أى بلد أوروبى آخر، ودخن يوهان أول سيجارة له بقميص البارسا ما بين شوطى أولى مبارياته مع الفريق، ثم ذهب للاستحمام قبل أن يتناول الثانية، واشتهر فى فترة تدريب أياكس بتناول السيجارة طوال الوقت سواء على مقاعد البدلاء أو واقفا، ومع توليه قيادة البارسا عام 1991، قرر الإقلاع عن عادة التدخين السيئة، مستبدلاً إياها بالمصاصة.

كرويف الذى اعتاد على تدخين 20 سيجارة أو أكثر يوميا، خضع لجراحة فى القلب عام 1991، مما جعله يتوقف عن التدخين، وأجرى كرويف جراحة فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، بعدما عانى من نوبة قلبية مما اضطره لترك تدريب برشلونة فى 1996، وتوفى يوهان كرويف فى أبريل 2016، بعدما عانى فى الـ6 أشهر الأخيرة من عمره من سرطان الرئة الذى اكتشف فى أكتوبر 2015، عند وفاته كانت العبارة الأشهر هى ما قاله كرويف عن علاقته بكرة القدم والسجائر: "كانت لى عاداتان، كرة القدم والتدخين، الأولى منحتنى كل شيء والثانية أخذت منى كل شيء".

مسئول تنفيذى بالجبلاية ينصح الأندية بتوقيع عقوبات رادعة على المدخنين

متى تتحرك الأندية ؟!
نصح مسئول تنفيذى بالجبلاية رفض ذكر اسمه كبار المسئولين بالأندية بأن يكون هناك تحليل دائم للاعبين حول اكتشاف من هم يتناولون السنوس أو التدخين بشكل عام والتعامل مع هذا الملف الخطير الذى ربما يضرب الكرة المصرية صحيًا وفنيًا ويتناوله البعض على أنه "موضة" وبالتالى سيوقع كل نادِ غرامة على اللاعبين الذين يتناولون أشياء مشابهة لذلك حتى وإن كان العقاب بشكل سرى لكن لابد من الوقوف والتصدى لهم علمًا بان السنوس غير منتشر فى مصر بصورة كبيرة ولا نعلم مصدره حتى الآن.

د. طارق سليمان خبير الطب الرياضى يقدم حلًّا سحريًّا لمواجهة الفيروس المميت

التحليل الإجبارى
أكد د. طارق سليمان رئيس الجهاز الطبى للمنتخب الأوليمبى لكرة القدم والمنتخب الأول سابقًا وهو واحد من أشهر خبراء الطب الرياضى حيث إنه قال من السهل أن يكون هناك رقابة على اللاعبين فى موضوع السنوس أو التبغ الرطب لأن به نسبة نكوتين عال وبالتالى التحليل ستكون أرقامه مرتفعة ومن هنا يبدأ التعامل مع اللاعب.

وأشار الدكتور إلى أن السنوس غير مدرج تحت المنشطات لأنه غير منشط تمامًا وهو على عكس ما يظنه اللاعبون، وطالب الاتحاد الأفريقى لكرة القدم والاتحاد المصرى بسرعة تحضير التحاليل الخاصة بالكشف عن نسبة النيكوتين قبل أى بطولة محلية أو قارية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة