صورة موضوعية
صورة موضوعية


بلغت نصف مليار جنيه.. أفلام 2022 كثير من المال قليل من الفن!

أخبار النجوم

الجمعة، 30 ديسمبر 2022 - 11:26 م

أحمد عادل الجمل

شهدت سينما 2022 عرض ما يقرب من 30 فيلما، وهو استكمال لحالة الكساد التي عاشتها السينما على مدار عدة سنوات، وتحديدا بعد جائحة “كورونا”، وهو ما أثر سلبيا على الإنتاج، والربح المادي أيضا، ورغم تحسن الوضع السينمائي إلى حد ما، إلا أن صناع السينما لم يستغلوا الفرصة في تقديم أفلام جيدة، سواء من حيث الكم أو الكيف، لذلك يرى النقاد أن سينما 2022 تعد من أسوأ الأعوام التي مرت بها الصناعة، كما أن العام شهد عديد من الظواهر السينمائية سواء الإيجابية أو السلبية، وهو ما نرصده إلى جانب أراء بعض النقاد.

من أبرز الظواهر الإيجابية التي شهدتها سينما 2022، تقديم عديد من نجوم الشباك أفلام خلال المواسم المختلفة، وتحقيق إيرادات كبيرة، أبرزهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وتامر حسني ومحمد إمام وغيرهم، وفي نفس الوقت شهد العام غياب عدد من نجوم السينما الذين أعتادوا على التواجد بأفلام من بطولتهم في السنوات الأخيرة ويعدون من نجوم الشباك إذ تحقق أفلامهم إيرادات مرتفعة، منهم أمير كرارة ومحمد رمضان ومحمد هنيدي.

حجم الإيرادات

ورغم كم الأفلام التي عرضت هذا العام، والتي تعد ضعيفة نسبيا، إلا أن الإيرادات شهدت انتعاشة، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السينما منذ “كورونا”، حيث حققت أفلام 2022 إيرادات بلغت نصف مليار جنيه، وهي إيرادات جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، ويعد فيلم “كيرة والجن” أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات، حيث حقق 120 مليون جنيه، وجاء في المرتبة الثانية فيلم “واحد تاني” بـ64 مليون جنيه، وحقق “عمهم” إيرادات بلغت 56 مليون جنيه، وحقق “بحبك” إيرادات بلغت 55 مليون جنيه، أما “العنكبوت” فحقق إيرادات بلغت 37 مليون جنيه، وهي الأفلام الأكثر تحقيقا للإيرادات خلال هذا العام، وإن كان ينم على ضعف على المستوى العام مقارنة بعدد الأفلام التي تم عرضها في هذا العام، حيث كان يأمل عشاق السينما بإنتعاشة قوية سواء على مستوى الكم أو الكيف نظرا لتحسن الأجواء المحيطة بالصناعة.   

الثنائيات

من بين الظواهر الإيجابية في أفلام 2022، اعتماد عدد من الأفلام على الثنائيات، وأشهرهم ثنائية كريم عبدالعزيز وأحمد عز في “كيرة والجن”، ومنة شلبي وكريم محمود عبدالعزيز في “من أجل زيكو”، وأحمد السقا ومنى زكي في “العنكبوت”، وماجد الكدواني والتونسية هند صبري في “فضل ونعمة”، وأحمد عز ومنة شلبي في “الجريمة”.

مخرجون جدد

شهدت أفلام 2022 دخول عدد من المخرجين الجدد في أولى تجاربهم الإخراجية، ولكن المثير فى الأمر أن أفلامهم لم تحقق المرجو منها من الناحية الفنية أو حتى على مستوى الإيرادات، وبالتالي لم تساهم في تقديمهم بشكل جيد على الساحة الفنية، ومن أبرز الخاسرين بدخوله عالم الإخراج لأول مرة هو تامر حسني من خلال فيلمه “بحبك”، الذي لم يكن على المستوى الفني الجيد على الرغم من تحقيق الفيلم إيرادات جيدة، لكن رأي النقاد أنه متواضع فنيا، خاصة أن تامر في هذا العمل كان بـ”3 أرواح” مؤلف وممثل ومخرج، كما ظهر المخرج عصام نصار من خلال فيلم “هاشتاج جوزني”، والذي لم يضف جديدا له على المستوى الفني وحجم الإيرادات، وهو ما تحقق أيضا مع أسامة عرابي بفيلم “حظك اليوم”، ووائل فرج بفيلم “الدعوة عامة”.

“الأوسكار”

من الظواهر السلبية التى شهدها هذا العام، والذي يؤكد على ضعف المستوى الفني للأفلام، هو قرار لجنة “الأوسكار” المشكلة من نقابة السينمائيين بعدم ترشيح فيلما ليمثل مصر في “الأوسكار”، وهو الأمر الذي يعد من السلبيات التي طغت على سينما 2022، كما كان هناك انفراجة لأفلام كانت حبيسة الأدارج مثل “أشباح أوروبا”، المتواضع فنيا أيضا، فضلا عن أن الفيلم لم يحقق إيرادات جيدة، حيث لم يتجاوز 4 ملايين جنيه، كذلك عرض فيلم “تسليم أهالي”، الذي شهد عودة دنيا سمير غانم، وكان أيضا حبيس الأدارج، وقد ساهم هذا الأمر في التأثير سلبيًا على الفيلم.   

أما عن رأي النقاد، فقد أجمعوا أن هناك ضعف في المستوى الفني لأفلام 2022، وهو ما يؤكد عليه الناقد طارق الشناوي، مضيفا إن هذا العام من أسوأ الأعوام التي مرت بها السينما فنيا، سواء من حيث الكم أو الكيف، باستثناء فيلم “كيرة والجن”، حيث مزج المخرج مروان حامد بين التاريخ والتشويق، ونجح فيها رغم وجود قدر من الترهل في الإيقاع ببعض أجزاء الفيلم، كما أن مدة الفيلم كانت تتضارب مع مواعيد عرضه، خاصة في مواسم الأعياد، ورغم ذلك نجح في تحقيق رقم غير مسبوق بشباك الإيرادات هذا العام.

ويضيف الشناوي: “مثلما أشيد بفيلم (كيرة والجن) لابد من القاء الضوء على تراجع أفلام أحمد حلمي، وحالة الإخفاق التي تلازمه في آخر أفلامه، وتحديدا منذ عرض فيلمه السابق (خيال مأتة)، الذي لم يكن أيضا على المستوى الفني المعهود من أحمد حلمي، خاصة أنه كان أحد نجوم الشباك لأعوام سابقة، لكن فيلمه الأخير (واحد تاني) حقق تقريبا نصف إيرادات فيلم (كيرة والجن)، ولم يكن على نفس المستوى الفني، أما على مستوى العنصر النسائي شاهدنا هذا العام منافسة دنيا سمير غانم والتي عرض لها فيلم (تسليم أهالي)، وهو عمل مبشر، وأتمنى أن تعيد التجربة وتكمل مسيرة كثير من النجمات اللاتي تراجعن عن تقديم أفلام منهن ياسمين عبد العزيز ومنى زكي، وأعتبر هذه الحلقة الأضعف في تاريخ السينما، وهي وجود أفلام لبطلات في دور العرض”.

ويوضح الشناوي: “السبب في هذا التراجع كما وكيفا هو وقف الدعم من الدولة منذ عام 2016، ويجب عودة الدعم مع وجود لجان متخصصة للمراقبة عن هذا الدعم، لأن السينما تعد أمن قومي، ويجب أيضا ظهور عديد من شركات الإنتاج إلى جانب الشركة التي تتصدر المشهد، خاصة أنها تقوم بأكثر من 30% من الكتلة الإنتاجية للأعمال السينمائية، وأرى أن الكوميديا كانت المسيطرة في هذا العام، وأنه لا يوجد موهبة ملحوظة للإخراج السينمائي هذا العام”.

مستوى متواضع

بينما يرى الناقد رامي المتولي إن عدد الأفلام جيد، لكن المستوى الفني ليس بالجيد، بالمقارنة بالأعوام السابقة، وأفلام هذا العام أيضا يعيبها التنوع، حيث أن أغلبها أفلام تجارية، ولا توجد أفلام متنوعة، أو كما يردد البعض أنها أفلام مهرجانات أو تحمل قيمة فنية عالية، وفي نفس الوقت تعبر عن السينما بميزانيات متفاوتة، منها الميزانية الضخمة والمتوسطة أو قليلة التكلفة، وأرى أن معظم الأفلام التي عرضت كان هدفها مخاطبة مواسم الأعياد في محاولة منهم للإستحواذ على شباك التذاكر أو كسب المال، كما أن كانت هناك أفلام موجهة مباشرة إلى المنصات وذلك في الأعوام السابقة، لكن هذا العام لم نشهد أفلام كان عرضها الأول على منصات، وأتصور أن السبب في ذلك رؤية صناع السينما والبحث عن مكسب مادي، خاصة ما زيادة أسعار التذاكر في بعض المراكز التجارية، وأرى أن هذا العام حققت الأفلام إيرادات جيدة، لكن على المستوى الفني ضعيفة”.   

ويضيف المتولي: “هذا العام على مستوى النجوم يمثل لهم إضافة حقيقية في مشوارهم الفني، وتحديدا أحمد عز وكريم عبد العزيز، وأتصور أن تقديم فيلمهما (كيرة والجن) خير دليل على ذلك، حيث حقق نجاحا كبيرا سواء على مستوى الإيرادات أو المستوى الفني، وأتصور أن مازال كل منهما محتفظ بنجوميته حتى الآن، في ظل تراجع نجوم آخرين، منهم أحمد حلمي وأحمد السقا، وكان يضع الكثير من عشاق السينما أملا كبيرة على هؤلاء النجوم بالعودة إلى السينما بأفلام جيدة، خاصة أنها جاءت بعد عامين عجاف، حيث شهدت فيهما السينما تراجع شديد في المستوى الفني والكم بسبب (كورونا)، كما لا يمكن أن تعتمد السينما المصرية على نجاح فيلم واحد هو (كيرة والجن)”.    
ويقول المتولي: “هذا العام ظهر فيه مجموعة من المخرجين الجدد الذين ينتظرهم مستقبل مشرق في صناعة السينما، مثل هشام فتحي ووائل فرج وغيرهم، ومن ساعدهم على ذلك أنهم كانوا قريبين من صناعة السينما سابقا بشكل مباشر”.

أفلام متوسطة

أما الناقد رامي عبد الرازق فيقول: “هذا العام لم يكن عظيم في حجم الإنتاج، وأغلبهم أفلام متوسطة وضعيفة الميزانية، ومتوسطة المستوى الفني أيضا، وأعتقد أن (كيرة والجن) الذي يعد أكبر ميزانية لعمل هذا العام،كان يحضر ويصور منذ 3 سنوات، فهو يعد ميزانية تراكمية وليس ميزانية عام فقط”.

ويضيف عبد الرازق: “ارتفاع الإيرادات هذا العام يعود لارتفاع أسعار التذاكر، والتي تخطت حاجز الـ100 جنيه، وأنه لا يجوز مقارنته بنجاحات الإيرادات سابقا، حينما كانت أسعار التذاكر أقل كثيرا”.
ويختتم رامي كلامه بالقول: “من النجوم الذين يستحقون الإشادة هذا العام هشام ماجد، الذي قام ببطولة فيلمين (تسليم أهالي) و(حامل اللقب)، اللذان ينتميان إلى الأفلام الكوميدية الاجتماعية، وتتوافر فيهما مقومات الأفلام التجارية الكوميدية التي تتناسب مع السينما المصرية، كما أشيد بالتجربة الأولى لعدد من المخرجين الجدد منهم هشام فتحي ووائل فرج، وأعتقد أن لهما مستقبل جيد، ويعتبرا إضافة حقيقية في الإخراج السينمائي، وأن كان ليسا بعيدين عن الساحة، حيث كانا يعملا كمونتيرين في كثير من الأعمال، وأتصور أنهما سيقدمان تجارب جديدة قريبا تثبت أقدامهما أكثر في مجال الإخراج”.

أقرأ أيضأ :حصاد 2022 | «كيرة والجن» ملك الشباك بـ117 مليون جنيه و«خرجوا ولم يعودوا» يتذيل القائمة
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة