صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«غناء فوق الأنقاض» و«بدائل اللحوم».. أبرز مظاهر احتفال السوريين بـ 2023

أحمد نزيه

الأحد، 01 يناير 2023 - 12:09 ص

يحتفل السوريون كغيرهم من سائر بقاع الأرض بحلول رأس السنة الميلادية الجديدة، التي تأتي هذا العام، في ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة في أنحاء متفرقة حول العالم، أتى صداها على السوريين بشكل أكبر، الذين يعانون أشد المعاناة جراء الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية على مدار سنوات عديدة، لم تعرف الفواق بعد منها، لم يكن شعبها غائبًا عن مشهد تحضيرات الاحتفال برأس السنة الجديدة.

منذ اندلاع الصراع في الأراضي السورية، التي جاءت نتيجة الاحتجاجات الشعبية، التي طالبت بإسقاط حكم بشار الأسد، والتي أفضت فيما بعد إلى نزاع مسلح رعته دول غربية، فيما كان أشبه بالحرب بـ"الوكالة" في الأراضي السورية بين المعسكرين الغربي بقيادة التحالف الدولي، الذي تزعمته الولايات المتحدة، والشرقي، الذي تزعمه روسيا، التي كانت داعمًا لنظام بشار الأسد، لم يهنئ السوريون بروائح الاستقرار في البلاد، وهو ما أثر على مناحي الحياة، في بلاد تحول عدد من شعبه إلى نازحين ولاجئين.

اقرأ أيضًا: أجواء مذهلة خلال احتفالات رأس السنة في دبي.. صور 

غناء ورقص فوق الأنقاض 

وقال تقرير لموقع "سوريا تي في"، "غناء ورقص فوق الأنقاض، وصف ينطبق على ما يجري في سوريا من تحضيرات لاستقبال العام الجديد، وسط أزمات اقتصادية ومعيشية متكررة تعصف بالبلاد، التي تضم أكبر عدد للنازحين والمهجرين قسرًا في العالم (6.9 ملايين نازح)، من دون نسيان اللاجئين والمشردين والمعتقلين".

وأضاف التقرير: "يقبل فنانون سوريون ولبنانيون إلى دمشق واللاذقية لإحياء حفلات رأس السنة، لطبقة الأثرياء وأمراء الحرب والسلطة، حيث إن 90% من السوريين يرزحون تحت خط الفقر وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وأشار التقرير إلى أنه اللافت هذا العام هو الإقبال الشديد من الطبقات الميسورة على حضور هذه الحفلات حيث يبدأ سعر البطاقة من 400 ألف ليرة، وأفاد مصدر بأن "معظم حجوزات حفلات الفنانين اللبنانين كاملة"، ويرى المصدر أن "تحدّي إقامة حفلة رأس السنة والميلاد في ظلّ الأوضاع الراهنة هو تحدٍّ كبير وأشبه بمعركة وجود".

وبحسب أحد منظمي حفل في فندق الشيراتون بدمشق فإن "الإقبال جيّد هذا العام نسبةً لأوضاع البلد، غير أنّه لا يمكننا تحديد العدد النهائي إذ ما زلنا نتلقّى الحجوزات حتّى الساعة".

الخضار المشوي بدل اللحوم

وقال تقرير لوكالة "أثر برس" السورية إن السوريين تحايلوا على احتفال رأس السنة بـ"مشاوي خادعة" وبدائل بنفس النكهة، وذلك في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وعدم تناسبها طردًا مع دخل الشريحة الأكبر في المجتمع.

وأشار التقرير إلى أنه كما اعتاد السوريون على اختراع الحلول البديلة والتماشي مع الظروف الراهنة، ابتكر عدد من أهالي طرطوس حيلًا عدة وأطعمة بديلة تحضر على مائدة الاحتفال في غياب اللحوم البيضاء والحمراء التي باتت حكرًا على ميسوري الحال.

ونقل التقرير عن فاتن، موظفة وأم لثلاثة أطفال، قولها، إن "شراء دجاج أو سمك أو لحم غنم أو عجل، بات ضربًا من المستحيل، فالأسعار نار ولا استطاعة لنا على تحمل هذه النفقات التي يوجد هناك أشياء ضرورية أكثر منها"، مضيفةً "احتفال بليلة رأس السنة يمر بأقل التكاليف إذا استطاعت ربة المنزل تدبر أمرها، كاشفة أنها ستستبدل اللحوم بـ«باربكيو» من نوع آخر لا يحتوي أيًا منها إطلاقاً، وإنما يتألف من مشاوي بصل وبطاطا وبندورة، مع الخبز المحمّص والفليفلة «الحدّة»، إلى جانب السلطات أو التبولة".

وتابع التقرير، "في جعبة أم أيهم (ربة منزل) حيلة أخرى، مستخدمة منتج يعرف باسم «بديل اللحمة»، شارحة: هو عبارة عن فول الصويا مع بهارات خاصة لها طريقة تحضير معينة، أستطيع من خلالها إعداد عدة أكلات تجعل الذي يتذوقها يشعر أنه يأكل حقًا لحم، مبينة أنها ستستخدم بديل اللحمة لتحضير المحاشي والصفائح، والتي ستكون الأطباق الأساسية على مائدة الاحتفال التي ستجمع العائلة لاستقبال العام الجديد بـ«لمة العيلة»، على حد تعبيرها".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة