حرص الحضور على متابعة مختلف جلسات المؤتمر
حرص الحضور على متابعة مختلف جلسات المؤتمر


في دفء صرح المعرفة السكندري: المثقفون يطرحون الأسئلة.. ويقدمون المقترحات

الأخبار

الأحد، 01 يناير 2023 - 06:43 م

 

على مدى يومين التأم جمع  من المثقفين مؤخراً فى رحاب مكتبة الإسكندرية التى دعت مجموعة من الوجوه الثقافية البارزة لمناقشة مشكلات الثقافة وأدوارها فى المرحلة المقبلة، عبر مؤتمر حمل عنوان «المثقفون والثقافة.. آفاق جديدة»، وقد افتتح عالم الاجتماع د.أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، الفعاليات بكلمة قال فيها: «أسعد لحظات حياتى أن أكون متحدثًا بين المثقفين».

وأفصح عن رؤيته حول الثقافة بشكل عام، بداية من كيف تعرف الثقافة، والحق فى الثقافة والذى لا يتحدث عنه الكثيرون على الرغم من أنه أصبح مفهومًا عالميًا مثل حقوق المواطنة والتعليم والصحة، وكذلك الحق فى المعرفة فبدونها لا يوجد ثقافة.

وأى شخص فى المجتمع له الحق فى المعرفة، وخاصة من يعمل فى مجال الثقافة والإبداع، وأوضح «زايد» فى -كلمة الافتتاح- ما تلعبه الثقافة من دور فى بناء الأمة، فهى الملاط الذى يحافظ على هوية الأمة وتماسكها، والاهتمام بها هو اهتمام أصيل وجوهرى عند بناء أمة.

ولا يتحقق ذلك إلا بتنمية القدرة الإبداعية والتى بدورها تتأسس على قاعدة فكرية يحفظها التعليم، متابعًا: «لا ثقافة دون تعليم، لأنه عندما يصبح العقل فارغًا تخترقه الأفكار المتطرفة»، وحول رؤيته لمكتبة الإسكندرية، قال «زايد» إن نطاق عمل المكتبة بمدينة الإسكندرية، فهى أيقونة التعددية، ودور المكتبة التقاء الحاضر بالماضى.

والنطاق الثانى مصر حاضنة الحضارات ودور المكتبة سيكون تقديم نموذج إنسانى مصرى للعالم، أما النطاق الثالث الإقليم العربى فهو الظهير الثقافى، ولذلك تسعى المكتبة للتعاون الثقافى العربى، وأخيرًا النطاق العالمى، حيث تسعى المكتبة لتصدير فكرة أن الثقافة مصدر للسلام والتنمية المستدامة.


وقال «زايد» إن هناك عدة مبادرات يجرى التفكير فى تنفيذها من بينها المسابقة القومية للقراءة، ومنتديات الثقافة للسينما والشعر والمسرح والدراما، كما بدأ مشروع تطوير شبكة التواصل الفكرى والثقافى من خلال إصدار نشرة بصورة دورية تتضمن فعاليات المكتبة، وشدد «زايد» على بدء خطوات تنفيذ فكرة «مكتبة التراث الإنسانى للنشء والشباب» لتلخيص التراث الإنسانى فى كتيبات صغيرة وبأسعار مقبولة، والذى يستغرق تنفيذه ما بين ٣ إلى ٤ سنوات.

لإنتاج ما يقرب من ٢٠٠٠ كتاب مختصر، ومن جانبه؛ أكد د. سامح فوزى، أن المؤتمر يأتى فى لحظة تحول محليًا وإقليميًا ودوليًا مما يستوجب النظر فى قضايا الثقافة والمثقفين، والنظر إلى ما ينتجونه من توصيات وأفكار مما يوفر التفاعل الجيلى بين الأجيال المختلفة، والبحث عن آفاق جديدة بين الثقافة والمثقفين.


وأضاف «فوزى» أن المؤتمر جاء ضمن استراتيجية مصر للتنمية المستدامة رؤية مصر 2030 فيما يتعلق بالثقافة، ويظل البحث عن آفاق جديدة فيما يتعلق بالثقافة والمثقفين، كما يأتى فى أجواء الاحتفال بمرور عشرين عامًا على إحياء مكتبة الإسكندرية وفى ظل قيادة جديدة.


وبعد عدة جلسات شارك فيهاعدد من المفكرين البارزين والمتخصصين اللامعين ومنهم: المؤرخ د.صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، ود.عبد المنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، ود.هشام عزمى، أمين المجلس الأعلى للثقافة والشاعر د.حسن طلب، وجيهان زكى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

ود.حنا جريس، نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والأديب الكبير يوسف القعيد، والأديبة الكبيرة سلوى بكر، ود.نهلة إمام، الأستاذة فى أكاديمية الفنون.

وقد شهدت الجلسة الختامية للمؤتمر، عددًا من التوصيات التى أثمرت عنها الجلسات المتوازية التى ناقشت قضايا الأدب والفن، والإنتاج الفكرى والفلسفى، وحماية التراث المادى وغير المادى، إلى جانب الثقافة المصرية فى أبعادها الإقليمية والدولية.

وتحدث د.أنور مغيث، أستاذ الفلسفة المعاصرة، عن ملخص وتوصيات جلسة «الثقافة والإنتاج الفكرى والفلسفي»، قائلاً: إن المناقشات ركزت على أهمية الإنتاج الفكرى بوصفه مؤشراً على ثلاثة أشياء ضرورية للمجتمع، أولها أن الإنتاج الفكرى وازدهاره علامة على حيوية المجتمع وقواه الحية، فعندما يكون هناك جمود أو ثبات أو فكر واحد مسيطر يكون المجتمع خاملًا.

 

وأشار إلى أن الإنتاج الفكرى يبين هل المجتمع يعيش مشاكل عصره أم يعيش مشكلات عصر سابق، ومن خلال ذلك يمكن معرفة هل المجتمع يدرك مشكلاته الحقيقية أم مستغرق فى حل مشكلات زائفة، بالإضافة إلى أنه يعطى مؤشرًا حول وعى المجتمع بالعصر وإلى أين تذهب البشرية.

كما يمكن للإنتاج الفكرى أن يدلنا على وعينا بالمستقبل وهل سنجد الاستجابات الملائمة للتحديات التى يطرحها المستقبل، وأشار مغيث إلى توصية الجلسة بفكرة طرحها الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بشأن تلخيص الكتب الفلسفية بشكل مبسط يطرح موضوع الكتاب.

ونشر الفكرة لتشمل ما يتعلق بتراث الفكر الإنسانى، بما يتيح للشباب الإطلاع عليها لتصبح الفلسفة جزءًا من ثقافتهم العامة الضرورية.


وأكد ضرورة العمل على تبسيط الإنتاج العلمى الجديد باعتباره ثقافة ضرورية لكل إنسان فى هذا العصر وثقافة ملهمة للتفكير الفلسفى، بحيث يكون هناك تبسيط للعلوم وإتاحتها للناس، فضلاً عن إمكانية إصدار مجلة فلسفية، مشيرًا إلى أن فرنسا يصدر بها نحو 30 مجلة فلسفية، بينما يصدر فى مصر مجلتان أو ثلاث.

إلى جانب ضرورة الاهتمام باستضافة مفكرين وفلاسفة عالميين فى مكتبة الإسكندرية لتقديم قضايا ومناقشات مع أساتذة مختصين باعتبارهم نجومًا فى عالم الفلسفة واهتمام العالم بكلماتهم.


من جانبه تحدث الناقد المتميز د.حسين حمودة؛ أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، فى الجلسة الختامية للمؤتمر عن ملخص وتوصيات الجلسة النقاشية الموازية التى حملت عنوان «الأدب والفن: آفاق المستقبل»، مشيرًا إلى أن الوسائل الحديثة أنتجت أنواعًا جديدة من الكتابة ومنها «القصة التويترية» على سبيل المثال.

وتحدث عن ضرورة مواجهة بعض التضليلات التى كانت هناك محاولات لإشاعتها فى بعض الفترات مثل تعبير الرواية الإسلامية وغيرها من التعبيرات التى اتصلت بتوصيف أدباء بأنهم يدعون إلى الرذيلة، فضلًا عن مناقشة قضايا تراجع الثقافة السمعية.

وحلول الثقافة البصرية بأشكال متعددة جدًا، وأشار إلى أن الجلسة أوصت بضرورة تجاوز الوقوف عند القضايا الراهنة إلى القضايا الخاصة بالمستقبل، مع ملاحظة أن الذهنية العربية مستهلكة ومتكلسة وأن الانتقال إلى المستقبل يرتبط بالتخلص من تلك الذهنية من خلال الخيال الإبداعى واعتماد العقل النقدى.


وتطرق حمودة إلى ملاحظة حول صعود ثقافة الصورة بشكل عام والمنتجات الإبداعية البصرية بشكل أشمل، وضرورة ترسيخ مفهوم العدالة الثقافية على كل المستويات، إلى جانب الإشارة إلى أن الحركة النقدية مفقودة ويجب أن تتم معالجة هذا الأمر وحضور كتابات بسيطة توصيلية الطابع كانت تؤدى وظائف نقدية مهمة.

وأوضح أن الجلسة أوصت بأن علاقة الأدب بالسينما فى حاجة إلى نظرة جديدة، وهناك ما يمثل حلقة مفقودة فى هذه العلاقة ويمكن أن تسهم مكتبة الإسكندرية فى حل تلك المشكلة، ويتصل بهذا ضرورة إعادة التفكير فى استعادة تجربة مؤسسة السينما مرة أخرى.


كما تحدث د. مصطفى جاد، الخبير فى التراث اللامادى بمكتبة الإسكندرية وعميد المعهد العالى للفنون الشعبية، عن ملخص وتوصيات الجلسة التى حملت عنوان «حماية التراث المادى وغير المادى»، مشيرًا إلى ضرورة توثيق وإتاحة التراث المادى وغير المادى فى المؤسسات سواء الحكومية.

أو غيرها بصورة ممنهجة مرقمنة بحيث يكون من السهل الوصول إلى أى معلومات تخص التراث الثقافى لكل محافظات مصر بما يفيد النصوص الدرامية، مشيرًا إلى أن بعض المثقفين ليس لديهم دراية بالجهات العاملة فى حفظ التراث المصرى من متاحف ومعارض وغيرها.


وأضاف أن الجلسة أوصت بتيسير وصول المادة التراثية لأكبر قطاع من المثقفين وخاصة المبدعين، لافتًا إلى أن إتاحة بعض القصص والمعلومات التراثية بصورة ميسرة تكون ملهمة لكثير من المبدعين، مستشهدًا بمثال حكايات ألف ليلة وليلة التى أثرت فى العالم.

وأثمرت إنتاج أفلام عالمية مثل علاء الدين، وأشار إلى وجود لجنة عليا للتراث الثقافى غير المادى برئاسة وزيرة الثقافة من أجل تلك المسألة.


وتحدث جاد عن مقترح بعمل جائزة كبرى تقدم من مكتبة الإسكندرية فى مجال التراث الثقافى المادى وغير المادى للباحثين والممارسين على أن تكون جائزة تليق بالمكتبة وتأثيرها فى المنطقة، على أن يكون ذلك بمثابة نوع من الاحتفال والتأكيد على دور العاملين فى المجال سواء من الباحثين أو المبدعين.

كما تطرق إلى توظيف التراث فى مجالات التنمية وعقد مؤتمر قوى يسمح بتفعيل المنتج التراثى الذى يحقق مكاسب بالملايين.


ومن جانبه تحدث الناقد د.أحمد مجاهد عن توصيات الجلسة الرابعة بعنوان «الثقافة المصرية: الأبعاد الإقليمية والدولية»، مشيرًا إلى مقترح بضرورة عودة وزارة الثقافة للمشاركة فى اختيار من يتولى منصب الملحق الثقافى فى السفارات المصرية بالخارج.

وباعتبار أنه سيؤدى دوراً ثقافياً مما سيؤدى أيضاً إلى دور أكبر فى السياحة، مستشهداً بالفترة الزمنية التى تولى فيها الشاعر صلاح عبد الصبور منصب المستشار الثقافى المصرى فى الهند.


وأشار إلى ضرورة عدم اقتصار القوى الناعمة على الأدب والفنون فقط، لأن العاملين بالخارج يمثلون أيضاً قوى ناعمة لمصر، فضلاً عن التوصية بمراجعة العلاقات الثقافية المصرية الدولية خاصة مع أوروبا، لاسيما وأنها ترتكز حالياً على خمس دول تقريباً، هى إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، ومراجعة بحث هذا الأمر مع الدول الأخرى.


وتطرق إلى مقترح بضرورة التواصل مع أبناء الجاليات المصرية فى الخارج وبخاصة فيما يتعلق بتحديات اللغة التى تعد المدخل الأساسى للثقافة وبدونها سيتم فقد الاتصال الحقيقى بهؤلاء الأشخاص، فيما جرى طرح فكرة تطبيق مبادرة اتكلم عربى داخل مصر وليس خارجها فقط، خاصة مع تعدد أشكال التعليم ما قبل الجامعى.

وتحدث عن الاهتمام بالبعد الإفريقى إلى جانب البعدين العربى والأوروبى، كما يجب عدم الاعتماد فقط على هذه الإنتاجات الجغرافية ولكن أيضاً على ما يمكن أن يطلق عليه امتدادات التماثل الثقافى مثل أدب أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى أهمية البحث عن صيغة تكاملية لمنظومات التعليم والثقافة والإعلام وغير ذلك.

وتدعيم فكرة التعليم الدولى التعاونى عبر المنصات الإلكترونية، كما أشار إلى الحفاظ على المحور الإسلامى من خلال الاستفادة من طلاب إفريقيا وآسيا الذين يدرسون بالأزهر الشريف بوصفهم سفراء للثقافة المصرية.

اقرأ ايضًا | مكتبة الإسكندرية: ندرس إصدار سلسلة لملخصات التراث الإنساني العالمي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة