عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

نبأ سار

عمرو الديب

الأحد، 01 يناير 2023 - 08:14 م

للبدايات دائمًا بريق أخاذ، وعبير جذاب، وهى تحمل فى طى غموض مآلاتها سحرًا خاصًا يستثير الرغبة فى اكتشاف المكنون، واستبانة القادم المبهم، ومعرفة المخبأ المجهول، وبدايات الأعوام ليست استثناء فهكذا تبدو، وهى تطرق أبواب ساحات أعمارنا، وما أروع أن يحل العام الجديد وهو يحمل فى سلته أنباء سارة كهذا النبأ المبهج المقبل علينا من أحد صروحنا الثقافية العملاقة -التى لطالما شغلت الفراغ الذى خلفته مؤسساتنا الثقافية القومية الأخرى، مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة التى انشغلت طويلاً بتلبية طلبات بعض مرتزقة الثقافة،

وتدليل حفنة من أهل السبوبة المنقطعين لاستنزاف مواردها، واقتناص خيراتها وبدلًا من أن تنزل إلى الشوارع والميادين والقرى والنجوع لتقديم خدمات ثقافية للملايين المتعطشة لقطرات المعرفة والمتروكة فى عراء الفراغ نهبًا مستباحًا لعصابات التطرف وتجار الدين ومرتزقة الغلو، راحت تدلل شلة من المنتفعين الذين جلسوا على أبوابها يصرخون وينبحون كى ينالوا العطايا، ويقتنصوا المكافآت والمنح مقابل خدمات شكلية غير مؤثرة، وتفتقد القيمة والفعالية، لأنها صادرة من معدومى الموهبة، وللأسف لولا جهود هذا الصرح الرابض فى أحضان ثغر مصر المبتسم لبدا الفراغ الثقافى رهيبًا، ترتعد لهوله أوصال المخلصين والمشفقين على خواء أذهان الملايين من ناسنا الطيبين الذين لم يجدوا خدمة ثقافية تضىء أذهانهم، والنبأ السار حقًا المقبل من إحدى قلاع بناء الوعى المصري.. مكتبة الإسكندرية هو إتاحة استعارة الكتب من الرصيد الهائل الذى يمتلكه هذا الصرح المرموق فى مختلف ميادين المعرفة، حيث بدأت التجربة بالفعل مع مطلع العام الوليد بالسماح للباحثين باستعارة كتاب أو اثنين لمدة أسبوعين، يمكن أن تجدد لفترة أخرى وهى خطوة بناءة تسهل على الباحثين وطلاب الدراسات العليا الاستفادة من كنوز مكتبة الإسكندرية لأول مرة فى تاريخها منذ إنشائها، ونتطلع أن تتسع التجربة لتشمل كل الراغبين فى الاستعارة من أهل الثغر كخطوة تالية، ثم لعشاق القراءة من المحافظات القريبة من الإسكندرية بعد أن يقوموا بالاشتراك فى المكتبة، وفق الإجراءات المتبعة، وبمقابل مادى يسير فما أحوج المحيط إلى هذه الخطوة البناءة، وكم أسعدنا هذا النبأ واستبشرنا به خيرًا، ونحن نستقبل عامنا الجديد مفعمة صدورنا بالتفاؤل والرجاء، وكما ورد فى الحكمة المأثورة   « تفاءلوا بالخير تجدوه»  ولاعزاء لإخوان الهدم والفناء!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة