الإثنين، 02 يناير 2023 - 10:47 ص

يحتفظ كوكب الأرض بمساحات شاسعة من الرمال الحارقة والمناطق الجليدية، وهو ما يطرح سؤالا حول طبيعة الصحاري الساخنة والباردة الأكثر ضخامة على هذا الكوكب.

يقول جوناثان ويلي عالم المناخ بجامعة جرونوبل في فرنسا، إن أي منطقة تشهد هطولًا أقل من (25 سم) من الأمطار سنويًا تعتبر صحراء، وعلى النقيض عندما يتم النظر في جميع هذه المناطق، فإن القارة القطبية الجنوبية تعتبر أكبر صحراء باردة على الأرض.

القارة القطبية الجنوبية

عالم المناخ بجامعة جرونوبل أكد أن مساحة القارة القطبية الجنوبية تبلغ 14.2 مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر صحراء في العالم، حيث يعتقد أن بعض مناطق القارة القطبية الجنوبية، مثل وديان ماكموردو الجافة، لم تتلق أي هطول للأمطار منذ 14 مليون سنة.

ولفت إلى أن هذا النقص الشديد في هطول الأمطار يرجع إلى درجات الحرارة الباردة، والجبال القريبة التي تحجب السحب، والرياح القوية التي تمتص الرطوبة من الهواء حتى بالنسبة للصحراء، فإن هذه المنطقة شديدة الجفاف.

وأوضح علماء مؤسسة العلوم الوطنية، أن أنتاركتيكا تحتوي على عدد قليل من البحيرات المتجمدة بشكل دائم، لكنها ليست قاحلة تمامًا وبها ميكروبات وطحالب يمكنها تحمل التجمد الجاف العميق.

الصحراء المتجمدة

وبالنظر إلى هطول الأمطار في القطب الجنوبي، يعتقد أن هذه الصحراء المتجمدة غالبًا ما يتم تجاهلها، على الرغم من أن المناطق الداخلية البعيدة في أنتاركتيكا خالية في الغالب من الحياة، إلا أن المزيد من الكائنات الحية، مثل طيور النوء والبطريق يعيشون على التقاط الأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى من المياه المتجمدة.

اقرأ أيضا | «ذوبان نهر جليدي في القارة القطبية الجنوبية يهدد العالم»

ومن المتوقع أن الصحراء الكبرى، التي تمتد عبر شمال إفريقيا، هي النقيض تمامًا للقارة القطبية الجنوبية، حيث تبلغ مساحتها (9.2 مليون كيلومتر مربع)، ولكن على الرغم من أن البعض قد يعتبرها أرضًا قاحلة، إلا أنها متنوعة بشكل مدهش.

ولا تشمل المناظر الطبيعية المتنوعة للصحراء الكثبان الرملية الشهيرة فحسب، بل تشمل أيضًا التضاريس الصخرية والمسطحات الملحية والجبال والسافانا التي قد تحتوي على مياه حدثت تحولات جذرية في مناخ الصحراء في الماضي، مما أدى إلى تنوع بيولوجي واسع في مناطق مختلفة من الصحراء؛ وتم استكشاف أنواع الحيوانات الصحراوية التي لم تحظ باهتمام كبير من قبل في الصحاري الحارة.

برك الصخور

هناك بعض المناطق، مثل برك الصخور المعروفة باسم "Gueltas"، حيث يكون التنوع البيولوجي مرتفعًا بشكل خاص لأنها تعمل كملاجئ للأنواع التي اضطرت إلى الفرار من موائلها بسبب تغير مفاجئ وغير محتمل في الطقس.

تُعرف هذه المناطق باسم ملاجئ التنوع البيولوجي وهي مثيرة للاهتمام بشكل خاص لتخطيط الحفظ في السياق الحالي للطوارئ المناخية ، حيث يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا كعوامل مناخية".

لذلك يمكن أن تكون الصحاري أماكن خادعة تبدو بلا حياة حتى يزحف شيء ما أو ينزلق، وقد تكون جافة، لكن هذا يعني أي شيء غير رتابة.