محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: نعم قادرون.. وبمنتهى الاختلاف

محمد البهنساوي

الإثنين، 02 يناير 2023 - 06:24 م

 

ما أروعه من يوم عاشته مصر مؤخرا مع فئة مهمة من أبنائها، أصحاب العزيمة الصلبة والهمم الفلاذية . القادرون ليس باختلاف إنما بروعة وتميز هذا الاختلاف، تلك الفئة التى شاء المولى أن يمنحهم ميزة الحرمان من بعض نعمه لحكمة لا ندرك بقصر تفكيرنا مبتغاه سبحانه منها، لنتأكد أنها ميزة ومنحة وليست نقمة أو نقصان، تلك الفئة التى عانت من ظلم فوق طاقة البشر، لدرجة أنه كان يطلق عليهم فى عصور سابقة «أصحاب العاهات» ولنتخيل ما يستتبع تلك التسمية من ظلم مجتمعى، ليتحملوا وأسرهم حكمة و إختبار المولى وكذلك ظلم البشر، بالطبع كانت هناك دائما جهود شخصية وأهلية للتخفيف عنهم، لكنها لم تكن يوما توجها مجتمعيا يناسب معاناتهم وأسرهم.

اليوم، ومع جهود إعلاء قيمة الإنسان بجمهوريتنا الجديدة، يكتب لتلك الفئة ميلاد مجتمعى جديد، ميلاد يناسب قوة عزيمتهم وصلابة تحملهم، ويصبحوا فى أعماق قلوب المصريين، وبمنتهى الموضوعية لو لم ينجح أى رئيس أو مسئول إلا فى إعادة الحياة والكرامة والإنسانية لتلك الفئة التى ظلمت لعقود وقرون لكفاه ذلك مجدا وعطاء، لقد جعلهم الرئيس السيسى فى مقدمة اهتمامات الدولة والمجتمع، وكانت النتيجة المبهرة ليس فقط فى تغيير نظرة الجميع، ولا الخدمات العديدة التى تقدمها الدولة، ولا العطاء و التكريمات والرعاية، لكن الإنجاز الأهم إعادة إكتشاف قدراتهم الخارقة لهم، لنكتشف جميعا أنهم وبحق واستحقاق لديهم من الإمكانيات والمزايا ما يفوق الكثير من نظرائهم الأصحاء الذين أسبغ الله عليهم نعمه، لكنهم لم يكونوا يوما على قدر التحدى مثل أصحاب الهمم

لن أتحدث عن معاناة هؤلاء الأبطال وأسرهم والنماذج المضيئة من كفاحهم، ولا قسوة الظروف التى يمرون بها، لكنى اليوم أتوقف عند تلك النماذج التى أبهرتنا وفاجأتنا كالعادة فى احتفالات «قادرون باختلاف» التى نظمتها وزارتا الشباب والرياضة والتضامن والتى تؤكد ما أشرت إليه من إعادة اكتشاف ما حباهم الله من نعمة التميز باختلاف، الآن وبعد ما بدأه الرئيس من إعادة هؤلاء الأقوياء للحياة، أعتقد أن علينا جميعا التحرك ليس لتعويضهم عقود حرمان وظلم، إنما لإطلاق طاقاتهم الإبداعية لتصبح قوة دفع إضافية لمجتمعنا، وإذا بدأنا بالفنون والآداب، ماذا أعدت الجهات المختلفة وعلى رأسها وزارة الثقافة ؟، نحن بحاجة إلى خطة لإنتاج أفلام للموهوبين منهم وإطلاق مواهبهم فى الكتابة والشعر والغناء والتمثيل، وهل يأتى اليوم الذى نقيم فيه حفلات فنية للمميزين منهم بالأوبرا وبكل المحافظات واشتراك فى مهرجانات محلية وإقليمية ودولية، وفى الرياضة أدرك ما يتم من إنجازات، لكننا بحاجة للمزيد لتعميم التجربة بكافة محافظات ومراكز وقرى الجمهورية، وتخصيص جانب بكل مركز شباب وناد لهؤلاء الأبطال مثلهم مثل نظرائهم، وفى الاعلام أيضا نحن بحاجة لرؤية كتاب ومذيعين وصحفيين ومعدين وغير ذلك، أما فى المجال الدينى فكم يزخر القادرون بنماذج وسطية إسلامية ومسيحية نحن بحاجة لها.

أنه من الإنصاف أن نقر ونعترف بحاجة مجتمعنا الملحة لعطاء وإبداع أصحاب الهمم، ننتظر خطة قومية مدروسة تشملهم جميعا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة