محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

«آمال.. وطموحات» (2/2)

محمد بركات

الثلاثاء، 03 يناير 2023 - 06:10 م

لا نبتعد كثيراً عن الواقع إذا ما قلنا، أن بدايات الأعوام الجديدة عادة ما تحمل معها آمالاً جديدة تراود البشر، يتمنون تحقيقها وتحويلها إلى كيانات وحقائق على الأرض.

ولكننا يجب أن نعترف فى ذات الوقت أن البعض من الناس سواء منا أو من غيرنا، يكتفون بالأمل ويحلمون بتحقيقه دون جهد أو عمل يحوله من مجرد حلم إلى حقيقة موجودة وقائمة على أرض الواقع.

أما الحكماء من البشر فهم فقط الذين يدركون أن الآمال والأمنيات لا تتحقق بذاتها وبمجرد التمنى، ولكنها تحتاج إلى جهد كبير وعمل مكثف، حتى تتحول من نطاق الخيال والتمنى إلى واقع قائم ومتحقق وملموس.

ذلك بالقطع لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد إلى الجماعات والشعوب أيضا، إذا ما جمع بينهم الأمل فى تغيير واقعهم إلى الأفضل، وإذا ما تحول هذا الأمل إلى هدف قومى واحد يتمنى الكل تحقيقه ويسعون للوصول إليه.

وهذا ما يجب أن نؤمن به ونعمل من أجله، إذا ما أردنا حقاً وصدقاً السير على ذات الطريق، الذى سارت عليه وتسير عليه الدول والشعوب الساعية للتقدم والراغبة فى التنمية الشاملة والمستدامة.

وأحسب ان الوقت قد حان الآن، كى ندرك أن الطريق إلى التقدم ليس لغزاً ولا طلسماً مجهولاً، بل هو معلوم تدركه كل الدول والشعوب الساعية للتقدم،...، وهو العمل والمزيد من العمل والجهد والعرق الصادق والأمين.

وأعتقد باخلاص بأن الوقت قد حان كى ندرك ونؤمن، بأنه لا قيمة فى هذه الحياة تعلو على قيمة العمل، وأنه لا شىء فى هذه الدنيا يمكن تحقيقه دون عمل من أجله بكل الجد والإصرار.

وأزيد على ذلك بالقول، أن ذلك ليس قانون الحياة الدنيا فقط، بل هو أيضا أساس الحساب فى الآخرة، فمن عمل خيراً يجزى بالخير، ومن عمل شراً فلا يحصد سوى الشر، ذلك مؤكد ومنصوص عليه فى كل الأديان وكل الشرائع وجميع الرسالات السماوية.

وفى ضوء ذلك علينا أن نؤمن بأن أحداً لن يستطيع تغيير واقعنا إلى الأفضل، إلا إذا غيرنا من أنفسنا، وأدركنا إدراكاً كاملاً وآمنا إيماناً صادقاً بقيمة العمل، وأنه القيمة الوحيدة والوسيلة الوحيدة للعبور بنا إلى الواقع الأفضل، والدولة الحديثة والقوية.

حمى الله مصر ونصر شعبها وجيشها على قوى الشر والإفك والضلال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة