كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

شكراً سيادة المستشار

كرم جبر

الثلاثاء، 03 يناير 2023 - 06:48 م

القاضى لا يمدح ولا يذم، القضاء يحكم بالقانون ولا ينتظر ثناء ولا إشادة من أحد، ولكن أتجاوز هذه القاعدة، وأشيد بالمستشار خالد الشيبانى بمحكمة جنايات شبرا.

لأنه أصدر حكماً بالسجن المشدد 5 سنوات، على شاب حاول ابتزاز خطيبته السابقة بنشر صور فاضحة أثناء الخطوبة للحصول على مقابل مادى وجنسي، وهددها بتلويث سمعتها وملاحقتها.

قال الحكم أنه أخذ المتهم بقسط من الشدة والحزم، لمجابهة مثل تلك النوعية من الجرائم التى انتشرت كالوباء فى المجتمع.. ورفض دفاع محامى المتهم بأن هاتفه سرق منه، وأن السارق هو الذى قام بالابتزاز، لشعور القاضى - بضميره - أن تلك مجرد حيلة للإفلات من العقاب.

والحكم - لو تكرر مثله - يكون بداية حقيقية لتطهير المجتمع من كثير من الجرائم، والضرب بيد من حديد على أيدى العابثين والمستهترين وأولاد الشوارع، الذين ينتهكون سمعة الناس ويلوثون الأجواء ويفلتون من المساءلة والعقاب.

أولاً: حدثت جرائم كثيرة راح ضحيتها أبرياء بسبب الابتزاز الإلكتروني، فتيات أقدمن على الانتحار، وأسر تفككت وعائلات ضربت فى مقتل، بسبب العبث الإلكترونى الفاضح.

ثانياً: انعدام الضمير هو الوازع، ولا يفعل ذلك إلا شخص مريض يمشى بين الأسوياء، ويستثمر علاقة من أى نوع للانتقام والتشفى والابتزاز للوصول إلى أهداف دنيئة.

ثالثاً: الفوضى فى ظل الاستشراء المخيف لصفحات فيس بوك وأمثالها، ويكفى أن نعلم أن فى مصر 75 مليون حساب، أى لدى معظم الناس حسابات يتحكم فى مصيرها الشيطان الذى اخترع فيس بوك.

رابعاً: تعانى كل دول العالم من هذا الوباء، فلا نذهب إلى بلد إلا ونسمع هذه الشكوى، دون ضوابط تمنع الضرر قبل وقوعه وتضع قوانين وأحكاماً عادلة للاستخدام.

خامساً: تعدد صور وأشكال الاختراق بالصوت والصورة، وأصبحت الموبايلات شيطاناً رجيماً فى أيدى الجميع، إذا لم يُحسن استخدامها.

والحل هو ما فعله المستشار الجليل، بأن تكون يد القانون مطرقة قوية فوق رءوس العابثين والمستهترين والمجرمين، دون رحمة أو شفقة أو هوادة، أو إجراءات طويلة وحيل ألاعيب للإفلات من العقاب.

والحل هو التربية فى البيت والمدرسة والمساجد والكنائس والأندية، ونشر الوعى والمبادئ والقيم، فى زمن تراجعت فيه القيم الدينية والأخلاقية، وسادت الممارسات السيئة.

الفتاة التى انتحرت فى إحدى قرى الوجه البحري، لأن شاباً مجرماً نشر صوراً فاضحة لها، لم تجد مفراً للهروب من عيون وألسنة الناس إلا بتناول «حبة الغلة»، لتتخلص من الحياة وظلمها، وبدلاً من فستان الفرح ارتدت الكفن.

زمن ارتفعت فيه معدلات الشماتة إلى الذروة، وتنهال حروب التشفى والقذف والسب دون رحمة أو هوادة، وكأن الشخص المستهدف بينه وبين الجمهور الافتراضى المتعطش للانتقام « ثأر بايت».

أنها منظومة متكاملة للتصدى للابتزاز الإلكتروني، الأشد خطورة على المجتمعات من الفيروسات القاتلة.. فشكراً سيادة القاضي.. حكمك جاء فى وقته.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة