نزار السيسي
نزار السيسي


نزار السيسي يكتب:‏ متعة وفائدة القراءة

أخبار الحوادث

الأربعاء، 04 يناير 2023 - 03:33 م

..حين تُعدّ القراءة فعلَ انتصار للكيان والوجود الإنسانيّ، وحين تصبح خلاصًا بشريًّا في الوجود، تتغيّر عندها الكثير من المفاهيم والمجتمعات والحضارات والقيم!
يقول الكاتب والأديب نجيب محفوظ متحدّثًا عن نفسه وعن عارضٍ أصاب عينيه بعد كبر سنّه: «إنّ أكبر هزيمةٍ في حياتي هي حرماني من متعةِ القراءة بعد ضعف نظري»..!
المتعة!! 

مصطلح لن يفهمه من يطلب «السهل» من الحياة!
فالقراءة تحتاج الى التسلّح بالكثير من الأشياء المهمّة والأساسية والضرورية من أجل الولوج إلى عالمها بالشكل السليم والمناسب..نعم نحتاج إلى خوض المعارك! 
أن نتخلّى عن النوم والنعاس، أن نقاوم الملل، أن نستغني عن ملذّات وسائل التواصل الاجتماعي بما تقدّمه من محتويات فارغة بأغلبها، أن ننفرد وننعزل ونتّخذ حُجُبًا من عالم المادّة والملذّات، وأن تكون لدينا عزيمة الاستمرار والمثابرة!

وبعد…ما هذا كلّه سوى مقدّمة مختصرةٍ وموجزةٍ لا تفي موضوع القراءة حقّه!
يقول الشاعر الغواتيمالي أمبرتو أكابال عن القراءة مقولة عظيمة: «تعلمت أنّ القراءة فِعلُ خشوع. فأنت حين تنهي قراءة كتاب لا تعود الشخص الذي كنته قبل القراءة»..
يطرح«أمبرتو» هنا مسألتين أساسيّتين، أو فلنقل شرطين أساسيّين يؤدّيان الى جوهر القراءة الحقيقية، الشرط الأوّل هو الخشوع!

الشرط الأول... حضور جميع الحواسّ من النظر والسمع والشمّ فالذوق وليس انتهاءً باللمس، وهناك كذلك الروح التي تحضر بإيقاعها الخاص لتضيف الى المعنى بعدًا آخر غير مسبوق، وأثرًا مختلفًا عن أي عمليّة أخرى!

الشرط الثاني..فهو تغيّر الحال!هل سنبقى على حالنا بعد القراءة؟... قطعًا … لا!
على القراءة أن تغيّر فينا الكثير لكي تصبح قراءة ناضجة وحقيقية، لا بدّ أن تغيّر فينا بعض المفاهيم، وبعض العادات وبعض الموروثات العمياء، وبعض السلوكيّات الهوجاء، وبعض التقاليد السيئه وتهذّب الرّوح ..ولا بدّ للقراءة أن تفتح الآفاق صوب عوالم أوسع في العلم والمعرفة والإنسانية!

ويمكن وضع خطّين تحت كلمة «إنسانية» فالقراءة التي لا تُؤنْسِنُنا لا يعوّل عليها، والقراءة التي لا تقرّبنا من ذواتنا وتعرّفنا حقيقتنا وأصلنا وجوهرنا لا تعدو أن تكون قراءة سطحية وعرضية لن يثبت منها شيء في باطن الإنسان ولا في سلوكيّاته!

العجيب في القراءة هو أننا نبحث عن ذواتنا فيها، نفتش عن صورنا بين كلماتها وأحداثها وتفاصيلها، نهرب من حياتنا إلى حياةٍ أخرى نعيش تفاصيل مجنونةً في رواية ما ولو لدقائق معدودة، ونعيش قصص آخرين وتجاربهم والحكم التي استخلصوها والتي لا تشكّل أكثر من جزءٍ في هذا العالم الفسيح!
ختامًا أيها القُرّاء الأحبّة… أودّ أن أسألكم :تُرى ما هو الاقتباس .. الذي قرأتموه ووجدتم أنفسكم فيه؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة