الأربعاء، 04 يناير 2023 - 06:41 م

ستظل لعبة كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، ومعها تستمر الحكايات والاحتفالات واللقاءات التى يلتف حولها الجميع فى أحداث لا تخلو من البهجة أو حتى من الشد والجذب وستظل فى ذات الوقت مرآه للكثير من الأحداث الاقتصادية والسياسية.. فيكفيك أن تراقب الحالة المرورية وأماكن تزاحم المواطنين فى الشوارع وكيف أصبحت فى أوقات اذاعة المباريات.. وستظل أكثر مظاهر البهجة التى ترتبط بالمنتخبات الوطنية، فتجتمع حولها الشعوب والأمم خاصة إذا ما مثل أحد المنتخبات أمة أو حتى قارة، وتتحول الملاعب إلى ساحات للمعارك فيها النصر والهزيمة أو حتى الثأر.

ساحرة مستديرة بكل ما حملت من معانى تتخدر معها المشاعر وتفجر الطاقات وتسعد النفوس بالأداء المميز والمباريات الجيدة.. والدليل على ذلك نتائج مركز معلومات مجلس الوزراء الذى أعلن وعلى غير العادة نتائج استطلاع حول أفضل احداث العام الماضى ٢٠٢٢. وكأنه يريد أن يخرج الناس من دوامة عام تزاحمت علينا فيه احداث حرب مريرة دخل معها العالم فى ضيق وأزمات اقتصادية واجتماعية.. فنجد أن بطولة كأس العالم فى قطر تسيطر على اجابات المصريين رغم عدم تمثيل مصر فى هذه البطولة، لكن نجاح الشقيقة قطر فى تنظيم البطولة وتفوق المنتخبات العربية وظهورها بمستوى جيد ومشرف ونبوغ لاعبين مثل ميسى وإمبابى كان له الأثر الطيب فى نفوس عشقت الساحرة المستديرة على مدار شهر من مباريات كروية عالمية.

وتستطرد نتائج الاستطلاع فى اعلان المصريين عن انحسار فيروس كورونا، الذى وصفوا انتهاءه بأنه من أفضل الاحداث.. ويظهر الوعى بشكل واضح فى تفاعل المصريين مع حدث تنظيم مصر لمؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، والنجاح الذى حالف التنظيم لدرجة اهتمام رجل الشارع العادى بقضايا المناخ.. ثم توالت قضايا الشأن المحلى والتى حازت على اهتمام المصريين.. كقضايا لمس فيها المواطن العادى التحسن فى حياته اليومية وحل مشكلات كانت توصف بالمزمنة وأبرزها شبكة الطرق التى أصبحت تتمتع بمقاييس دولية مما انعكس فى انخفاض حوادث الطرق، وكذلك مشروعات حياة كريمة والحماية الاجتماعية.

دائما ما ترى النفس بارقة الأمل حتى ولو عانت مرارة الظروف وصعوبتها، فبرغم ما يعانيه العالم من تردى فى الأحوال الاقتصادية والاجتماعية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، لكن حب الحياة يدفع الناس دائما إلى مزاحمة الحزن والآسى بالأمل والسعادة حتى ولو كان بسيطاً، فنحن من نخلق منه حياة.