الطبيعة الخلابة بشمال سيناء
الطبيعة الخلابة بشمال سيناء


عيون سيناء.. مورد طبيعي يجذب السياحة والتوطين

صالح العلاقمي

الخميس، 05 يناير 2023 - 12:30 م

تمتلك محافظة شمال سيناء العديد من العيون الطبيعية، التي تعد عامل جذب ومورد طبيعي هام، ومن بينها عين الجديرات بالقسيمة والتي يعتمد عليها سكان المنطقة في توفير مياه الشرب النقية علاوة على ري  الزراعات.

وتعد عين الجديرات موقعا للدراسات العلمية لطلبة الكليات، كما تمثل العيون الطبيعية في سيناء عصر السياحة البيئية الغير تقليدية، والتي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام للانطلاق إلى أفاق جديدة تتيح فرص عمل للشباب واستغلال المناطق الصحراوية.

منذ عهد الرومان

وقال الدكتور قدري يونس العبد خبير التنمية المتكاملة بإقليم القناة وسيناء، إن اسم عين الجديرات يرجع إلى اسم قبيلة القديرات التي تعيش بقرية القسيمة في المنطقة، حيث كانت العين تنضح بالمياه وتنتشر حولها الخصب والعشب وتعج بالحياة في عهود الرومان، ولكنهم عمدوا إلى دفنها بالرمال وإخفاء معالمها عندما زحفت الجيوش الإسلامية بقيادة عمر بن العاص، ولم يتم انتشالها إلا منذ عام 1920 م.

واسترعى انتباه أحد البدو من القبيلة أن عنزته «الماعز والأغنام»، التي استبد بها العطش راحت تمتص الحياة من  بلل ونشع في الأرض الرملية.

ودعا أهل القرية لحفر بئر في المكان فإذا بالمياه الغزيرة تتدفق من تحت الرمال  لتعود العين الرومانية إلى الحياة من جديد .

وقام الرومان بعدها  ببناء خزان صخري لتجميع المياه وأثاره موجودة حتى الآن، كما يوجد بئر مياه بمنطقة القسيمة في وسط سيناء تم حفره عن طريق قوات الجيش التركي أثناء وجودها في مصر في عام 1915 م، وهي عبارة عن خزان مياه تتجمع فيه مياه عين القديرات في القسيمة وهي موجود حتى وقتنا الحالي .

مقومات سياحية

وأشار، إلى أن  المنطقة تتمتع بتوافر الإمكانيات التي تتيح إقامة تجمع سياحي بيئي  علي طراز بدوي للاستمتاع بجمال الطبيعة ..حيث أن عين الجديرات تعد  مدخل جديد لتنشيط السياحة  السفاري و تسلق الكثبان الرملية والجبال الي جانب السياحة  الدينية.

كما توجد  أثار بالمنطقة للأميرة هيلانا الرومانية  ،  الي جاني وجود تنوع بيولوجي للنباتات الطبية المتنوعة ، وللطيور المهاجرة مثل الشنار والحيوانات البرية.

ولفت إلى أن هذا النوع من السياحة يحتاج إلى إمكانيات لاستقبال السياح الأجانب الذين ملوا الحياة العصرية ولديهم الاستعداد للخروج إلى الطبيعة للاستمتاع بها، وفرضت الظروف لهذه المناطق أن تنبع منها المياه من وسط الجبال.

اقرأ ايضاً : مصايد السمان بشمال سيناء.. الرزق الطائر |صور

ففي الصيف تكون المياه وكأنها في ثلاجة مع وجود فارق كبير لصالح الأولى.

وفي الشتاء تكون المياه دافئة، دون أن يعرف أحد كيف تخرج هذه المياه من باطن الجبال وما مصدرها .

 

عيون طبيعية أخرى

ويوجد كذلك عين قديس، وتقع جنوب شرق القسيمة وهي مصدر للمياه الشرب وتصل درجة ملوحتها نحو 500 جزء في المليون وتخلو تماما من الملوثات الكيمائية وتعطي تصرف 120 م3 يوم ويعتمد الأهالي مصائد المياه الفاقدة من العين في الزراعة .

كما يوجد عين طابا على بعد 3 كيلو متر من طابا، وهي عبارة عن بئر طبيعية نتيجة سريان مياه الأمطار الموسمية على حوض الوادي.

وكذلك عين حمام فرعون والمعروف منذ القدم وتبلغ درجة حرارته به حوالي 70 درجة مئوية .

وعين قرطاجة التي تقع قرب مصب وادي وتير وهي أكبر العيون الطبيعية المنتجة للمياه في جنوب سيناء بمتوسط نحو 800 م3 يوميا.

 

مشروع تطوير

وسبق أن نفذ فرع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء: «مشروع تنمية منطقة عين الجديرات»، بقرية القسيمة مركز الحسنة بوسط سيناء، بالتعاون مع جمعية عين الجديرات، بهدف تخزين المياه وإعادة استخدامها في الشرب وري الزراعات، حيث تم  زيادة المساحة الزراعية من 600 فدان إلى 850 فدانا، علاوة على توطين البدو بالمنطقة من خلال ارتباطهم بمصدر مياه دائم وتحويل المنطقة لمنطقة جاذبة للسكان.

ويضم المشروع إنشاء سد خرسانى لحجز مياه العين المتسربة، وترميم 20 غرفة تفتيش، وإنشاء 26 غرفة جديدة، وترميم 3 كيلومتر من القنوات الأسمنتية، وإنشاء خطوط ناقلة للمياه قطر 4، بطول 4 كيلومترا من مصدر مياه خزان “الدبة” وصولا للأراضي الزراعية، وإنشاء خط مزدوج 4 ناقل للمياه من السد حتى خزان “الدبة”، بطول 12 كيلومترا،  وإنشاء مبنى الجمعية المنفذة للمشروع، وبلغت التكاليف الإجمالية 921.056 ألف جنيه.


ونفذ فرع الجهاز «مشروع تطوير عيد قديس»، بمركز الحسنة في وسط سيناء.

وتضمن المشروع مد خطوط مياه بطول 13.5 كيلومتر للمناطق المحرومة من المياه، وهي «الجايفة»، و«البريكات»، و«العزازمة»، وتم في وقتها تنفيذ 4 خزانات مياه لخدمة هذه المناطق.

ووفر وجود خزانات  المياه  نحو 50 متر مكعب مياه في اليوم لكل تجمع من هذه التجمعات، والتي كانت من قبل محرومة من المياه، مما ساعد على تحقيق استراتيجية توطين الأهالي في المكان واصبحت من اهم عوامل الجذب والاستقرار للسكان.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة