محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: حكاية تاكسي

محمد قناوي

الجمعة، 06 يناير 2023 - 06:21 م

لم يعد نجاح أى عمل درامى الآن مرتبطًا فقط بالسيناريو المُحكم والإخراج المتميز، ونجومية البطل، ولكن يتطلب عناصر أخرى مبدعة منها الإنتاج، الذى يوفر كل مقومات النجاح من أماكن تصوير مختلفة، ومتميزة تثرى الصورة وتقنع المشاهد بحقيقية وطبيعية الأحداث فيصدقها ويتفاعل معها، هذا ينطبق على الحكاية الأولى من مسلسل «فى كل أسبوع حكاية» والتى انتهى عرضها الاربعاء الماضى بعنوان «تاكسي»، فقد كان الإنتاج وما وفره من إمكانيات رائعة والاهتمام بكافة التفاصيل عنصرًا مهمًا من عناصر النجاح، ولكن لا تشعر بالاستغراب عندما تعرف أن منتجة العمل هى «مها سليم» والتى اكتسبت خبرات إنتاجية طويلة اثناء عملها مع مدينة الإنتاج الإعلامي ومرورًا بتجاربها الإنتاجية المتميزة التى تشعر فيها بروح المنتج الفنان.

حكاية «تاكسى» التى كتب السيناريو والحوار لها مصطفى جمال هاشم وأخرجها محمد عبد الرحمن حماقى والذى تشعر معهما بأنهما يقدمان من خلالها حالة خاصة، فقد تمت صياغة المسلسل بحرفية شديدة، ليعكس دور الفن فى معالجة المشكلات الحقيقية للمجتمع، حيث ناقش أسباب الانفصال وأهمها الظروف الاقتصادية السيئة التى يمر بها العالم ومنها مصر وهذه جرأة تحسب للسيناريو كما تطرق لتأثيرات الطلاق الشفهى وهى القضية المثارة حاليا فى قانون الأحوال الشخصية الجديد والتى نبه لخطورتها على الأسر منذ فترة طويلة الرئيس السيسى.. الأحداث تدور فى حى شعبى، ترى شخصيات عادية نعرفها، بعيدًا عن حياة الكومبوندات والتجمعات الطبقية، فقدم المسلسل نماذج لمشكلات مختلفة فى المجتمع المصري من خلال خطوط درامية متوازية ولكنها متقاطعة لأسر مصرية متوسطة الحال، أسرة سائق تاكسى «رشدى» يقدم دوره الفنان دياب، المتمسك بالأخلاق والمبادئ الأصيلة يلتقى يوميًا بنماذج من البشر من كافة الأنواع، فيقدم السيناريو مشاكل أرباب هذه المهنة ومعاناتهم الاقتصادية، كما يقدم الشكل الحقيقى لأبناء هذه الطبقة الذين يتصفون بجدعنة ولاد البلد متمثلة فى شهامة «رشدى» مع زبائن التاكسى مثل «صلاح عبد الله» الذى تعرض لأزمة صحية فلم يتخل عنه واستمر معه حتى اطمأن عليه، وأيضًا موقفه مع «لى لى»، وتقدم دورها أيتن عامر، وهى الخط الدرامى الثانى الذى يتقاطع مع خط «رشدى» وهى فتاة من أسرة متوسطة تعمل بمحل كوافير، وتتحمل مسئولية أسرتها ولديها الاستعداد بالتضحية بنفسها من أجلها.

الفنان دياب قدم أداء رائعًا لشخصية «رشدي» وظل طوال الحلقات ممسكا بزمام الشخصية، مؤكدا وصوله لمرحلة النضح الفنى، أما الفنانة أيتن عامر فقدمت دورا دورا رائعا جسدت خلاله شخصية الكوافيرة بطريقة مختلفة عن النمطية فى بعض أدوارها السابقة فجاء أداؤها ناضجًا مقنعًا للمشاهد وغلفته بخفة دمها. 

الفنانة رشا سامى قدمت شخصية زوجة السائق «العقربة» كشكل وملابس ولغة جسد بصدق وإحساس ومشاعر حقيقية، وهو دور من أحلى أدوارها، وأبدع محمد على رزق فى دور صاحب الكوافير، وابتعد بالشخصية عن الصورة النمطية لكوافيرات «الستات» من الرجال. 

 بصراحة شديدة تكتشف أن كل الأدوار فى الحكاية رائعة لممثلين كبار بداية من الفنان صبرى عبد المنعم، لطيفة فهمى، جميل برسوم، عايدة فهمى، ومن الشباب «حاتم آدم، أحمد خيري، محمد الغريب».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة