آمال عثمان
آمال عثمان


آمال عثمان تكتب: الأخلاق ونزيف الوعي

آمال عثمان

الجمعة، 06 يناير 2023 - 09:03 م

يغمرنى شعور بالتفاؤل والأمل والرغبة فى تغيير الواقع، ونحن فى بداية عام جديد، لذا قررتُ أن أتشارك معكم أحلاماً وأمنيات أشتاق لتحقيقها، وأشاطركم سلوكيات وسلبيات أتوق إلى أن تتوارى وتندثر، ولعلكم توافقونني أن أغلب المشاكل التى نعاني منها فى بلدنا، مبعثها تدهور الأخلاق وانهيار السلوكيات فى المجتمع، ومنبعها نزيف الوعي، وتعاظم وتيرة الجهل الذى استعر مثل النار فى الهشيم، وتسيّد الجشع والغش وطغيان المادية والفردية.

لدينا يا سادة.. مشكلة حقيقية فى البناء الفكري والثقافى والأخلاقي والسلوكي للمواطن، وصارت معضلة انتشار الجهل، وعدم الوعي تشكل نمطاً شائعاً فى المجتمع، وأضحت «الفهلوة» والجشع والغش من سمات الشخصية المصرية لدى قطاعات متزايدة من الشعب، بل إن انهيار منظومة الأخلاق والسلوكيات، بات لا يُمثّل جانباً مظلماً من واقعنا فحسب، وإنما أمسى يشكل خطراً على حاضر المجتمع ومستقبله، والأمثلة كثيرة حولنا، تربّح من الدولار والذهب، والاتجار فى الأعلاف والأرز وخلافه، والتلاعب فى أسعار قوت الناس، وتشجيع الأهل للغش فى المدارس والجامعات، وأصبح الهدف من التعليم الحصول على شهادة، وليس بناء مواطن صالح لديه علم وفكر وإحساس بالواجب والمسئولية المجتمعية!

أحلم بصحوة الضمير المجتمعي، ودستور أخلاقى وسلوكى، ووضع رؤى وأهداف وخطط لإعادة بناء الإنسان المصرى وتنمية وعيه، ليس فقط من خلال فنون المسرح والسينما والكتاب، ومناهج التعليم والبرامج والأعمال الدرامية الهادفة التى تعمل على تشكيل الوعى وليس تشويشه ومسخه!، وتقويم وإصلاح التقصير فى الأدوار التى تؤديها وزارات الثقافة والإعلام والتعليم والشباب وغيرها من أسلحة القوة الناعمة، فتلك المعركة الوجودية تحتم علينا استخدام القوة الذكية فى بناء شخصيات قوية وسوية، تؤمن بالمواطنة والاحترام المتبادل بين البشر، وتدرك أهمية الوعى بالآخر، تلك القوة التى تمزج بين القوتين الصلبة والناعمة، ويرجع مفهومها إلى «جوزيف ناي» و«سوزان نوسل» اللذين استطاعا ربط القوتين معا، لتنتجا القوة الذكية دون استخدام العصا والجزرة!

أحلم أن نأكل مما نزرعه وتصنعه أيدينا، ونولد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى الصحراء الشاسعة، أحلم أن يكون فى بلدى تعليم بجد، وإعلام حقيقى، وثقافة وفنون تصل إلى أضيق زقاق، وأن تعيد مؤسسات الدولة الثقة بينها وبين المواطن، وتخلق مناخاً يشجع على إعادة بناء الشخصية المصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة