جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

هل يتحمل العالم.. عاما جديدا من الحرب؟!

جلال عارف

السبت، 07 يناير 2023 - 07:22 م

فشلت الهدنة القصيرة التى أعلنت عنها روسيا بمناسبة عيد الميلاد.. عندما أعلن الرئيس الروسى «بوتين» عن هذه الهدنة لمدة ٣٦ ساعة كان الظن أن هناك توافقا ما مع الجانب الآخر حتى وإن قيل إنها هدنة من جانب واحد. لكن رد الفعل كان سريعا بالرفض..

ليس فقط من جانب أوكرانيا وإنما من جانب الداعمين الكبار من المعسكر الغربى وفى مقدمتهم الولايات المتحدة التى وصفت اقتراح الهدنة بأنه «مثير للسخرية» ولايستهدف إلا لإعادة تنظيم روسيا لقواتها.

لا أظن أن 36 ساعة من الهدنة المؤقتة كانت ستحدث فارقا كبيرا فى المشهد العسكرى، لكنها ـ من وجهة نظر أوكرانيا والغرب ـ كانت ستعطى لبوتين فرصة مخاطبة الكثير من الاوكرانيين من موقع الحريص على احتفالهم بالأعياد رغم قسوة الحرب.. وهو ما رفضته السلطة الأوكرانية والتحالف الغربى لتستمر القنابل تتساقط مع تبادل الاتهامات بين الجانبين عن مسئولية التصعيد الذى يبدو أنه سيسود فى العام الجديد.

الفشل لم يصب «هدنة بوتين» وحدها. وإنما يمتد إلى مجمل الموقف الذى لم تنجح معه أى محاولات لإعطاء فرصة للحل السياسى حتى الآن أبواب التفاوض الحقيقى مغلقة، والمواقف تتشدد وروسيا ماضية فى دعم قواتها، والغرب بقيادة أمريكا ماض فى إرسال السلاح إلى أوكرانيا بكميات أكبر ونوعيات أكثر تطورا، مع إعلان رسمى أمريكى بأن الجنود الروس هم هدف مشروع للجيش الأوكرانى!!

بالتأكيد.. يدرك الجانبان أن نهاية كل حرب ستكون بالتفاوض، لكن من أى موقع؟! كل طرف يتصور أنه سيكون الأقوى عند التفاوض ولهذا يتشدد فى شروطه.. بوتين يربط التفاوض بالاعتراف بالواقع الجديد... أى بضم المناطق الأوكرانية لروسيا. 

وعلى الجانب الآخر فإن انسحاب الروس الكامل هو الشرط الأساسى للتفاوض. والنتيجة أن الحرب مستمرة والتصعيد لايتوقف، والخطورة أن مستوى التسليح يتطور، وخطوط التماس أصبحت أخطر.. السلاح النووى الروسى يصل إلى بيلاروسيا، والصواريخ ـ على الجانب الآخر ـ تستطيع الوصول إلى داخل روسيا. والهدف أن يقتنع الجميع بأن النصر العسكرى مستحيل وفى انتظار ذلك يبقى الخوف من خطأ فى الحسابات يدخل الأطراف الرئيسية فى حرب لايتحملها أحد، بدلا من أن يذهب الجميع إلى مائدة التفاوض!!

وللأسف الشديد... لا يسأل الطرفان المتقاتلان: هل يتحمل العالم عاما جديدا من حرب لن يربحها أحد؟!
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة