إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

أحياء ولكن أموات!

إيمان راشد

الأحد، 08 يناير 2023 - 08:31 م

أحداث كثيرة مرت الأيام السابقة تشعرنى بغربة شديدة وتصيبنى بالتوتر والحزن.. وكان اخرها هذا المشهد من خارج محكمة الأسرة.
أربعة أطفال أكبرهم فى الرابعة عشرة وأصغرهم لم يكمل عامه الرابع يجلسون فى بهو المحكمة وبجانبهم حقائب ملابسهم وكتبهم منتظرين خروج الأم من جلسة المحكمة لتحديد النفقة.. تتوالى الساعات وتغيب الشمس والأطفال فى أماكنهم فيسترعون انتباه محام بدرجة انسان يستفسر منهم عن سبب تواجدهم لهذا الوقت فيجيب أكبرهم أن والديهم تركوهم فى المحكمة بعد مشاجرة بينهما وهم لا يعرفون ماذا يفعلون،

فيقرر المحامى اصطحابهم الى منزله محاولا محادثة الأب والأم اللذين يرفضان هما الاثنان استلام ابنائهما فلا يجد مفرًّا من اللجوء لقسم الشرطة الذى يتمكن من إحضار الاب ويقرر أنهم فى حضانة امهم وأن النفقة التى قضت بها المحكمة لم تعجبها فتشاجرت معه ويخشى من المشاكل التى قد تسببها له اذا استلم اطفاله! وبجلسة ودية من ضباط القسم والمحامى يقنعونه باستلامهم حتى لا يتم وضعهم فى دار رعاية، وعلى مضض يتم تسليمهم الى الجد والجدة.... السؤال للزوجين: إذا كنتما فقدتما التفاهم لماذا انتظرتما حتى تنجبا أربعة أطفال يتحملون أخلاقكما ولا ذنب لهم سوى أنهم نتاج زواج فاشل؟! وهل من الدين أن ينتظر الأب المسئول الأول عن أبنائه قرار المحكمة لينفق على أولاده رغم يسره المادى؟! أما الأم فأنا لا أصدق ما سمعت.. أى قلب هذا فى جوفها الذى تحمل ترك اطفالها فى الشارع عرضة للخطر بين عصابات التسول او بيع الأعضاء البشرية؟! وبصرف النظر عن أم وأب خسارة فيهما حمل تلك الألقاب،

فما أحزننى جدا هو شعور الأطفال الأربعة وهم يسمعون ويشاهدون انهم مرفوضون وأشخاص غير مرغوب فيهم من اكثر اثنين من المفترض انهما الحنان والأمان لهم..
أعلم أن القانون سيعاقب هذه السيدة بتهمة تعريض أطفال للخطر وأقصى عقوبة لذلك -على ما أعتقد- الحبس ستة اشهر... ولكنى أطالب المشرع بسَن قانون يعاقب الوالدين على جرح أحاسيس صغارهما وكسر قلوبهم وخاطرهم... منكم لله، أنتم أموات على قيد الحياة ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة