بن جاڤير أثناء اقتحامه للمسجد الأقصى
بن جاڤير أثناء اقتحامه للمسجد الأقصى


رسوب نتنياهو في السيطرة على الائتلاف المتطرف بعد اقتحام الحرم القدسي

محمد نعيم

الأحد، 08 يناير 2023 - 10:30 م

بعد ساعات من تنصيب الحكومة الجديدة، سقط قناع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو وائتلافه؛ فوزير الأمن القومى إيتمار بن جاڤير أطاح بكل المحاذير واقتحم الحرم القدسى الشريف تحت حراسة مشددة، لاسيما وهو يعلم استباقيًا عجز نتانياهو أو حتى مجلس الأمن الدولى عن إدانة للخطوة الاستفزازية كما حدث قبل أيام. أما وزير المالية بيتسلئيل سيموتريتش، المسؤول عن التنسيق الأمنى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فتجاوب بالصمت مع تصرف قرينه فى معسكر اليمين.

وتجاهل تمامًا مقاله المنشور فى صحيفة نيويورك تايمز عشية تنصيب الحكومة، الذى ادعى فيه خلافًا لكافة التقديرات صلاحيته والحكومة الوليدة فى الشراكة السياسية مع الفلسطينيين.


السياسات غير المسؤولة التى مارستها الحكومة الإسرائيلية فى أول أيامها، كشفت زيف شعارات نتانياهو، التى روَّج لها عبر وسائل إعلام عربية قبل أيام، وزعم فيها قدرته على التحكم فى مفاصل الائتلاف الحاكم، وكبح جماح عناصره اليمينية.

والعمل على توسيع دائرة السلام، وإذابة الخلافات الجوهرية فى مختلف القضايا الشائكة؛ لكنه ومع أول اختبار للسيطرة على انفلات الائتلاف، اكتفى بإبلاغ الإدارة الأمريكية اعتزام بن جاڤير اقتحام الحرم القدسي، واعتبر الإبلاغ ضمانًا لتفادى ردود فعل غاضبة قد تؤثر على زيارته المرتقبة للبيت الأبيض.

وفى محاولة لاحتواء الموقف مع واشنطن قبل خطوة بن جاڤير المتطرفة، بعث نتانياهو برسالة إلى چو بايدن، وجاء فيها: «زيارة الوزير الجديد للحرم القدسى ستكون قصيرة، ولن تغير الوضع القائم فى المكان»؛ لكن نتانياهو تلقى ردًا عاصفًا، حسب «يديعوت أحرونوت»، بدأ بسؤال استنكاري: «ما الداعى وراء إصراربن جاڤير على الخطوة؟!».

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول فى البيت الأبيض قوله: «قبل توليه الحقيبة الوزارية، كان لبن جاڤير حرية زيارة المكان، لكنه بات مسؤولًا حاليًا، ويتحتم عليه مراعاة حساسية ملف القدس برمته، إلا إذا كان يرغب فى مغازلة معسكره المتطرف عبر بوابة الـ«تيك توك»!».. إذا كان ذلك هو الموقف الأمريكي.

ولا يستبعد مراقبون انسحاب موقف نتانياهو من خطوة ابن جاڤير على خطوات استفزازية أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يرشح المشهد لاشتعال الأراضى الفلسطينية المحتلة.

ويعيد إلى الذاكرة مشهد اقتحام أرئيل شارون للأقصى عام 2000، الذى أدى إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وربما يتفاقم الوضع الراهن أكثر من السابق تزامنًا مع قرار حكومة نتانياهو فرض عقوبات على رام الله، يأتى فى طليعتها تجميد البناء فى المناطق المصنفة C، ردًا على اعتزام أبو مازن مقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية فى «لاهاي».

اقرأ أيضًا | آلاف الإسرائيليين يتظاهرون وسط تل أبيب ضد حكومة نتنياهو

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة