أغرب وأصعب لغة في العالم.. قبيلة تتحدث بـ«النقر»
أغرب وأصعب لغة في العالم.. قبيلة تتحدث بـ«النقر»


أغرب وأصعب لغة في العالم.. قبيلة تتحدث بـ«النقر»| صور

هناء حمدي

الإثنين، 09 يناير 2023 - 07:07 م

قد تكون المرة الأولى التي تسمع فيها عن تلك القبيلة أو عن هذه اللغة، وربما تكون المرة الأخيرة أيضا التي تسمع فيها عن واحدة من القبائل التي كانت يوما ما هي الأكبر بثقافتها ولغاتها المهددة بالانقراض إذا لم يتمكن ما تبقى من متقنيها الحفاظ عليها.


وربما يشهد العالم خلال سنوات قليلة قادمة موت إحدى أقدم الثقافات للقبائل في العالم ذات التاريخ الطويل لجماعة امتدت جذورها لآلاف السنين تمكنت خلالها من هزيمة العديد من التهديدات التي أعلنت عن قرب اختفائها من تغير للمناخ مرورا بوصول المستوطنين الأوروبيين وحتى منع ممارستهم لعاداتهم الثقافية التي ابقتهم كل هذه السنوات على قيد الحياة وسط بيئات غير مضيافة.

اقرأ أيضًا| عمرها 280 سنة.. وثيقة تحالف شيخ العرب همام مع قبائل الصعيد


قبيلة من ملوك الكوكب قديما تحولت لجماعة مهددة بالانقراض هي وثقافتها ولغتها الفريدة.. فأهلا بك في عالم ملوك الأدغال «الخويسان» قبيلة الصيادين وجامعي الثمار الأمهر في جنوب إفريقيا.


تاريخ خويسان


لم يكن ظهور الجزء الجنوبي من قارة أفريقيا وشهرتها على يد الأوروبيين في القرن الـ 17 مجرد صدفة لاكتشاف أجزاء من قارة قديمة؛ بل كانت هناك جماعة من البشر تدعى خويسان يعود تاريخ وجودهم في هذه المنطقة إلى أكثر من 22 ألف عام هم أصحاب الفضل في ذلك.


ليس لأنهم كانوا أكبر مجموعة من البشر على وجه الأرض في ذلك الوقت فقط ولكنهم ايضا كانوا أول من استوطن اراضي بعيدة في جنوب القارة الأفريقية مثل بوتسوانا وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وليسوتو ليتعرف عليهم العالم باعتبارهم أول من يعيش على الأرض المعروفة اليوم باسم بوتسوانا وجنوب إفريقيا وسكانها الأصليين وفقا لموقع "كلتشر تريب".


من أكثرية لأقلية


ورغم أن أفراد قبيلة خويسان هم السكان الأصليين لجنوب إفريقيا إلا أنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على ثقافتهم أو هويتهم كما حدث مع العديد من السكان الأصليين في قارات العالم، وذلك بسبب الكثير من التهديدات التي تعرضوا لها والتي بدأت بقدوم المستوطنين الأوروبيين الأوائل في منتصف القرن الـ 17.

 


بدأت الأمور تزداد صعوبة على أفراد خويسان فبعد أن كانت الادغال ملكهم والأراضي منطقتهم والرعي البدوي والصيد البري رزقهم للاستمرار في الحياة تبدلت الأحوال وطالب المستوطنون الوافدون بملكية تلك الأراضي التي كانت بكاملها في يوم ما ملك خويسان وحدهم واستخدامها يقتصر عليهم ومع عدم وجود ما يثبت أنهم ملوك الأدغال وضع بعض المستوطنين حدود وأسيجة حول ممتلكاتهم المكتسبة حديثا من أجل منع مرور الناس عبر أراضيهم.


ومع تعرض أفراد قبيلة خويسان إلى اضطراب أنماط الرعي واستغلال الموارد الطبيعية وانتشار الأمراض المستوردة والصراعات المختلفة، أثر ذلك عليهم بشكل مباشر وعلى تعداد أفراد القبيلة حتى أن حضر الجفاف لينهي أسطورة ملوك الادغال.


تغيرات المناخ


فبمجرد أن زار الجفاف الجزء الجنوبي من إفريقيا حيث يعيش الخويسان تحولت من منطقة أكثر رطوبة مع مزيد من الأمطار إلى منطقة جافة واكثر حرارة ما يعني عدد أقل من الحيوانات البرية ونسبة أقل من المياه وكمية أقل من الطعام وهو ما تم ترجمته إلى عدد أقل من الأطفال وانخفاض أعداد الخويسان بشكل كبير لتصبح ثقافتهم ولغاتهم وأسلوب حياتهم القائم على الصيد والقطف والذي تم تبديله إلى الرعي والزراعة في خطر.

 


فبسبب تناقص أعداد أفراد قبيلة خويسان ضاعت هوية ما يميزهم وهي لغتهم  «لغة النقر»، إحدى أصعب لغات العالم والتي تكون فيها النقرات مثل الحروف الساكنة وكلما زاد عدد النقرات التي تحصل عليها كلما كانت اللغة أقدم.


كما أصبحت معرفتهم عن الحيوانات البرية والبيئة التي تعيش فيها وقدرتها على استخراج العناصر الغذائية من النباتات التي تبدو غير واضحة والبقاء على قيد الحياة في البيئات القاحلة في خطر.

 


فإحدى مميزات أفراد الخويسان والتي تم اكتسابها على مر التاريخ كونهم ملوك الادغال هي معرفتهم الكبيرة بالبيئة البرية ففي حين انك لا ترى سوى النباتات والأشواك والخشب الجاف فإنهم يرون الكثير من الأشياء التي يمكن تناولها وما يمكن أن تكون سبب في علاج مرض ما فصيدليتهم هي تلك الأعشاب والنباتات الطبيعية الجاهزة لعلاج مئات الأمراض.


وعلى جانب الصيد فكان لدى أفراد خويسان قدرة لا تصدق على تتبع الحيوانات عبر الأرض وتحديد أماكن وجودهم وفي لحظة إنقضاض مناسبة كانوا يقومون بإنزال الهدف مستخدمين قوس صغير وسهم قصير مصنوع من المواد الطبيعية مثل الأغصان والأعشاب والأوراق وعلى طرف السهم يضعون السم الذي ينتجونه من اليرقات ليكونوا سادة الاصطياد وفقا لموقع " إن بي ار".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة