ياسين سعيد
ياسين سعيد


كل يوم

ظاهرة التحرش

ياسين سعيد

الثلاثاء، 10 يناير 2023 - 06:29 م

‎الحارة كانت هي الوطن الصغير لأبناء البلد و‎كان يطلق علي أبنائها و بناتها (إبنة الحتة) أو‎ بنت الحتة» و ذلك إمعانا في إقرار الانتماء بين‎(بنت الحتة) و الوطن و كانت «بنت الحته» رمز من الرموز التي تتجلي فيها شهامه أولاد‎البلد ، فلم يكن‎ ليجرأ أحد في النظر الي ( بنت الحتة ) بأي شكل بل كانت العادة أن يسير الشاب وراء إبنة الحتة ليحرسها حتي تدخل بيتها .

‎وكانت حماية النساء و الفتيات سمة واضحة بين سمات المجتمع المصرى حتي في المشاجرات لم يكن من المقبول للرجل أو الشاب أن يتشاجر مع امرأة أو فتاة مهما كان تجاوزها فلقد كانت المرأة تسمى (حرمة) و الحرمات لا‎بد و أن تُصان .

‎تغيرت الظروف عبر تاريخ ليس بالقليل و ضاعت (أو كادت) حُرمة الفتاة أو حرمة المرأة ‎أن تضيع. الحروب كانت من عوامل تشرد الأسر و كان ‎لها دور ليس بالقليل في النيل من هذة الحرمة و ذلك الاحترام ،و الفقر وربما هذا التطور التكنولوجي فائق السرعه وما يحمله من مخاطر إضافًة إلي عوامل اخرى كثيرة أضاعت هذة (الهيبة) حتي فوجئ المجتمع بظاهرة لم تكن في الحسبان و هي ظاهرة التحرش التي حرمتها كل القيم و الاعرف و الأديان .

 ‎الظاهرة خطيرة جدًا لأنها تفقد المجتمع الجانب‎الأهم في كيانه و هو (الأمان) حتى أن بعض الأسر التي لها دخل أقتصادي أقل من المقبول يكون همها الأول أن تمتلك بناتها خاصة الصغار‎(الهاتف النقال) حتي يتم التواصل‎بین الفتاة ‎الأسرة في كل خطوة من خطواتها.. ‎لقد حار المتخصصون في تفسير أسباب‎الظاهرة فمنهم من ألقى باللائمة على الفقر.

 لما للفقر من جوانب سلبية. و منهم من أشار بإصبع الأتهام الي البطالة و غياب الأهداف الشخصية .

‎ويري بعض اللوامين من أصحاب الأرائك أن الفتاه بملابسها الضيقة (جدا) و الملاصقة لمفاتنها مسئوله مسئولية مباشرة عن الظاهرة.

 ‎أصحاب منهج البحث العلمي يرون الأمر بشكل ‎مختلف تمامآ إذ يرون أن ضياع المشروع الشخصي لأفراد المجتمع خاصة من الشباب و‎الفتيات هو السبب المباشر في تفشي الظاهرة إذ أن المشروع الشخصي يحتوى علي كافة الأهتمامات التي يملكها الأنسان فيفرغ فيها كل‎ طاقاتة.
‎الظاهرة تحتاج الي تضافر كل الجهود خاصة علماء الأجتماع و علماء التربية و النفس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة