الأربعاء، 11 يناير 2023 - 07:37 م

إلى متى يستمر هذا الانفلات فى الأسواق، ولأن الحكومة تأتى دائما متأخرة تزداد مشكلة الغلاء تعقيدا!!.
جانب كبير من المشكلة يتعلق بالتجارة الداخلية وعدم وجود آليات محددة تحكم دورها وترشد وتهذب أى خروج عن القواعد الأخلاقية للأسواق.

زيادة الأسعار ليس سببها فقط الحرب الروسية الأوكرانية ولا نقص الدولار ولكن حالة الجشع التى أصبحت سمة أساسية لدى جانب ليس بالقليل من التجار ورجال الأعمال والذين يمارسون نفس سلوك أغنياء الحروب بلا حسيب أو رقيب.
هناك غياب كامل للرؤية فيما يتعلق بعمليات الاستيراد وكذلك توفير العملة الصعبة.

تعالوا معى نخرج رءوسنا من الرمال ونناقش بموضوعية أمثلة من الأسواق قد يعلو وجوهنا الخجل لو تحدثنا عنها رغم معايشتنا ومعرفتنا الكاملة بها.
الارتفاع غير المبرر فى أسعار الصرف ليس سببه سداد الحكومة لبعض ديونها وحاجتها الملحة للعملة الصعبة ولكن سببه أيضا ملايين إن لم تكن مليارات من الدولارات تمثل تجارة الذهب وتجارة المخدرات وأنواعا كثيرة من الأدوية المحرم استيرادها ومنها المقويات والفيتامينات والحبوب الزرقاء التى تعددت ألوانها اليوم لتصبح حمراء وخضراء وعلى كل لون، منها أيضا بيع السلاح والذى لايزال يستخدم وخاصة فى عمليات الثأر.

سل نفسك من أين يأتى أباطرة المخدرات بالدولارات اللازمة لاستيرادها؟
أيضا من أين يأتى تجار الذهب بملايين الدولارات اللازمة لتجارتهم وغيرها من الأمثلة التى تدعونا لضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية لتهريب الدولارات للخارج والتى تلحق أبلغ الضرر بعملتنا الوطنية التى وصلت إلى الحدود الدنيا فى قيمتها.

على حين تظهر الحكومة عيونها الحمراء للمواطنين فى أسعار الخدمات تمارس نوعا من «الحنية» المريبة مع أباطرة السوق.
لقد أصيب الناس بحالة من الضجر وعدم الثقة تجاه قرارات هزيلة يتخذها بعض الوزراء والذين تركوا الأزمة تشتعل وأعادوا علينا أسطوانة ضبط الأسواق والتسعيرة وطرح كميات كبيرة من السلع وهى الإجراءات التى تتشدق بها أى حكومة وهى تواجه حالة فشل ذريع فى القيام بدورها. وكان الله فى عون رئيس يصفق بيد واحدة!!.