صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: الأسعار.. الأسعار

صالح الصالحي

الأربعاء، 11 يناير 2023 - 08:49 م

لا حديث يعلو على حديث ارتفاع الأسعار الذى يمتد ويتطور على مدار الساعة.. فلا يجتمع أحد مع قريب أو بعيد إلا وتجد الحالة الاقتصادية والظروف التى يمر بها العالم هى المسيطرة على جُل الحديث، والذى يُختم بعبارة واحدة ربنا يستر وتنتهى الحرب الروسية الأوكرانية، آملين أن تنصلح الأحوال ويعود الهدوء إلى مواقع الإنتاج وتستقر الأوضاع الاقتصادية، وما يترتب عليها من استقرار فى أسعار الطاقة والذهب.. وتنضبط أوضاع سلاسل إمداد الطعام والأدوية، وتعود كل مظاهر الحياة التى حرم منها العالم بين ليلة وضحاها إلى طبيعتها.. ووسط هذا الحديث الذى يجتاح كل الأسر المصرية لا ينكر أحد الجهود الحكومية فى توفير السلع، فلا اختناقات فى سلع رئيسية رغم جشع التجار  وتعمدهم زيادة ورفع الأسعار طمعا فى رزق حرام من جيوب المطحونين.. ولا أحد ينكر أيضا الحالة الأمنية المستتبة فى كافة ربوع البلاد، وتأمين الحدود المصرية عبر كافة المنافذ رغم الانفلات الأمنى الذى تعانى منه الدول المجاورة.. العالم فى حرب تحت لواء مطامع عديدة ونحن نعانى ولا أحد يعلم متى ستنتهى هذه المعاناة، التى لم نخلقها بأيدينا.

وسط كل هذه الظروف الصعبة التى فُرضت علينا تبذل القيادة السياسية أقصى ما فى وسعها وتعقد الاجتماعات اليومية لمتابعة الهم الوطنى على كافة الأصعدة.. وتصدر التوجيهات والتعليمات للمسئولين للعمل على راحة المواطن والتخفيف من وطأة المعاناة عنه بكافة السبل.. فرغم هذه المعاناة لم يضطرب دولاب العمل الحكومى ولم تتعثر الخطط والمشروعات .. فالأمل معقود على هذه المشروعات فى دفع عجلة التنمية وتحسين مؤشرات النمو وتراجع معدلات التضخم، فى ظل ظروف صعبة هددت الاستثمارات الأجنبية فى العالم أجمع وأثرت على أعداد السائحين أحد أهم مصادر النقد الأجنبى.. ومما يبشر بالخير أننا مازلنا ثابتى الأقدام على أرض مصر نواجه أزماتنا بخزائن عامرة من السلع وتقديم خدمات على مستوى جيد، وحالة أمنية تحسد عليها البلاد وسط بؤرة من الفوضى يمينا ويسارا وشمالا وجنوبا. فمازالت مصر صامدة أمام كل التحديات التى تواجهها.. ومازالت تواجه كيد الكائدين، وليس أدل على ذلك أكثر من حجم الشائعات التى تتعرض لها البلاد من أجندات خارجية مازالت تشعر بالثأر والحقد على شعب لفظها وأخرجها تعوى فى أبواق مدفوعة الأجر..

وإلا فمن يمول هذه الأبواق ومن يدفع لهم الأجور الباهظة والتى احتضنتهم مكملين مسيرتهم فى أطماعهم فى حكم بلاد كشفت مخططاتهم قبل مرور عام من حكمهم، فاتخذت من منصاتهم حملات للتشكيك فى كل عمل وطنى تستشعر معه أنه سيعود بالخير على البلاد، وتنفخ فى الكير لتحبط جموع المصريين، فى وقت أزمة عالمية ألقت بظلالها على الجميع..

صحيح المصريون بلغوا من الفطنة واليقظة ما يجعلهم يتمسكون أكثر بتراب بلادهم فى مواجهة الفارين، الذين اختاروا حفنة الدولارات على تراب هذا الوطن.. لكن لنا دور فى الإعلام المصرى الذى عليه أن يتولى الشرح والتوضيح بالحقائق والمستندات والأرقام والأدلة الكاشفة لجهود مضنية جعلت البلاد فى أمن وأمان غذائى واقتصادى وأمنى.. وهو ما يجعل أطماع هؤلاء تتجدد كل يوم عن اليوم الآخر.. مصر ستعبر المحنة وستنتصر على الظروف الصعبة بصبر أبنائها وثقتهم فى القيادة السياسية الواعية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة