الخميس، 12 يناير 2023 - 05:54 م

إعداد: إسراء ممدوح

أمرت السلطات الأمريكية بوقف آلاف الرحلات الجوية في البلاد، يوم أمس الأربعاء، إثر عطل أصاب نظام (NOTAM)، الذي يعمل على تحذير الطيارين من المخاطر المحتملة طوال مسار الرحلة.

واستغرق الأمر عدة ساعات حتى بدأت الحركة بالعودة التدريجية إلى المطارات الأمريكية.

اقرأ أيضًا: الصين توافق على أول تعاون مع أمريكا منذ زيارة بيلوسي لتايوان

إلغاء رحلات 2.5 مليون مسافر

وبالطبع كان لوقف الرحلات الجوية ثمن باهظ، فرقم الرحلات التي تأجلت وألغيت كان بالمئات، ثم ارتفع العدد إلى ألف، وظلت البيانات تتغير وترتفع إلى أن وصلت الطائرات المتأثرة إلى 21400، بحسب بيانات شركة "Cirium" للتحليل الجوي.

وكانت ستقل الطائرات على الأقل 2.5 مليون مسافر في الولايات المتحدة عبر رحلات داخلية أو منها أو إليها، بحسب صحيفة "سكاي نيوز" البريطانية.

ولا توجد حتى الآن تقديرات نهائية للخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة، لكن مسئولًا أمريكيًا كبيرًا قدرها بالملايين.

خطأ غير مقصود

وأوضح مسئول في إدارة الطيران الفيدرالية، مطلع على المراجعة الداخلية لما حدث، إن مهندسًا في الهيئة استبدل ملفًا بآخر خاصًا بالنظام من دون أن يدرك الخطأ.

وأضاف أن ما جرى "خطأ غير مقصود أدى إلى خسارة البلاد الملايين" من الدولارات، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.

ولم يكن "الأربعاء الأسود" سوى أسوأ المحطات في مسيرة طويلة من التعثرات التي طالت قطاع الطيران الأمريكي، إذ ألغيت عشرات آلاف الرحلات الجوية، هذا الشتاء.

وأدى هذا الأمر فرض مزيد من التأخيرات في جدول الرحلات، وفي النهاية حدثت فوضى هي الأسوأ في حركة الطيران منذ نحو عقد.

وعلى سبيل المثال، خلال العاصفة التي ضربت عدة ولايات في أعياد الميلاد، تركت شركة Southwest Airlines المنخفضة التكاليف بعض المسافرين وقد تقطعت بهم السبل لعدة أيام.

وبسبب تلك الأزمة، انهارت عمليات التشغيل هذه الشركة بصورة تامة، وأدى هذا الأمر إلى خسائر قدرت بنحو 825 مليون دولار، نتيجة إلغاء 17 ألف رحلة.

وربما يعطي هذا الأمر مؤشرًا عن الخسارة المتوقعة في "الأربعاء الأسود"، إذ لن يقل عن مئات الملايين.

وبحسب موقع "FlightAware"، فقد شهدت الفترة بين 20 ديسمبر و4 يناير إلغاء أو تأجيل 32 ألف رحلة جوية وهو الرقم الأعلى منذ عقد، وفاق الرقم القياسي السابق بنحو 50 %.

وتشير التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الأمريكية عادة إلى أن الآلاف الرحلات التي تتعطل بسبب الكوارث الطبيعية تتسبب بخسائر بمئات الملايين.

وفي وقت آخر، خسرت شركات الطيران 200 مليون دولار في 2015 من جراء إلغاء 6 آلاف رحلة جوية، إثر عاصفة ضربت ولايات منها نيويورك.

وفي سياق متصل، كانت تكلفة إلغاء الرحلات أو تأجيلها، تعتمد عملية حساب الخسارة في رحلات الطيران على العوامل التالية: أجور العاملين في الطائرة والمطار، واستدعاء بعض الطيارين أو المضيفين للعمل الإضافي يحتاج مبلغًا آخر من المال هو خسارة.

وتعويض المسافرين عن التأخير والإلغاء، أو على الأقل إعادة ترتيب رحلات أخرى لهم، وأحيانًا يبدأ الطاقم مناوبته دون أن تكون لديه طائرة، لأن الأخيرة علقت في مطار آخر.

وأثمان الوقود الإضافي، لأن بعض الرحلات تضطر لإلغاء الرحلات والهبوط الاضطراري في مطارات غير وجهتها الأصلية، وخسارة بعيدة المدى تتمثل في أن بعض المسافرين سيعرضون عن السفر مع شركة الطيران بسبب ما حدث.