الجمعة، 13 يناير 2023 - 06:22 م

لم تعد رياضة كرة القدم مجرد لعبة رياضية مثل باقى الألعاب الرياضية ولكنها أصبحت صناعة كبرى ذات أبعاد رياضية واقتصادية وسياسية وثقافية وأصبحت هى الأشهر فى العالم تتنافس فيها الفرق واللاعبون والدول فى أنحاء العالم لتحقيق مكاسب اقتصادية تقدر بالمليارات وتتجاوز ميزانيات بعض الدول ويتفوق نجومها البارزون على نجوم العالم فى مختلف الفنون، ومع تطور وسائل الاتصال والبث عن طريق الأقمار الإصطناعية زاد عدد مشاهدى مباريات كرة القدم وبطولة كأس العالم التى تقام كل أربع سنوات ليتجاوز المليارات كما ارتفعت أسعار اللاعبين الدوليين المشاهير لتتجاوز عشرات بل مئات الملايين من الدولارات .

ولعل تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم الشهر الماضي كان أكبر نموذج لدخول هذه الصناعة الفريدة لأول مرة على أرض عربية حيث استعدت قطر منذ اختارها الاتحاد الدولى ( الفيفا ) منذ عشر سنوات لبناء الملاعب الحديثة والبنية الأساسية اللازمة لاستضافة الملايين من مختلف دول العالم لمشاهدة المباريات بالإضافة لشبكات البث بالأقمار الإصطناعية لنقل هذا الحدث الكبير وتابع حفل الافتتاح المبهر حوالى ثلاثة مليارات مشاهد وحضره عدد من رؤساء دول العالم كان فى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى وأنفقت قطر أكثر من مائتى مليار دولار على هذه البطولة مما جعل رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم السيد إينفانتينو يقول إن هذه البطولة كانت هى الأفضل على الإطلاق .

وبعد انتهاء البطولة ظهرت مفاجأة كبرى هى تعاقد النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو الذى فاز بلقب أحسن لاعب فى العالم خمس مرات مع نادى النصر السعودى فى أكبر صفقة فى تاريخ كرة القدم بلغت ٢٠٠ مليون يورو بعد أن خرج باكيا بعد هزيمة فريقه فى دور الثمانية فى بطولة كأس العالم وكان قد تعرض للاضطهاد من قبل من مدربه فى فريق مانشستر سيتى الإنجليزى وجعله يجلس على دكة البدلاء فى بعض المباريات معتقدا أن نجوميته على وشك الإنتهاء بعد أن بلغ من العمر ٣٧ عاما فكانت المفاجأة واستقبل استقبالا حافلا فى السعودية من أكثر من ثلاثين ألف مشجع احتشدوا فى الإستاد بالرياض احتفالا به وقال إنه قرر مغادرة ملاعب أوروبا ليخوض تجربة جديدة فى السعودية يعتبرها تحديا جديدا أمامه ليس فى كرة القدم فقط ولكن لنقل تجربته للشباب السعودى وتثقيفهم رياضيا وفنيا ليؤكد أن كرة القدم أصبحت صناعة كبرى على مستوى العالم. .