آمال عثمان
آمال عثمان


آمال عثمان تكتب: وقاحة بنت عز!

آمال عثمان

الجمعة، 13 يناير 2023 - 07:17 م

 

لم أشاهد برنامجها، أو أكترث بما يثار حولها، وبعد الضجة الأخيرة قررت أن أشاهد بنفسى «العبث» و«الهرتلة» التى تنضح بها حنجرة فتاة شابة لا تملك من أمرها سوى الغنج، فتحت لها قناة محترمة شاشتها، وخصصت لها برنامجًا دون مسوغات إعلامية وأسباب موضوعية، لتخرج على المشاهدين بنصائحها التافهة الهزلية، وآرائها الضحلة الكوميدية، وإيحاءاتها وتلميحاتها الجنسية الوقحة!

لم تتورع الحسناء أن تغازل ضيوفها الرجال وخدودهم الموردة، تلميحًا وتصريحًا على الملأ، ولم تخجل من وصف محاسن أجسامهم ومفاتنهم، بداية من الأكتاف وصولًا إلى أشياء أخرى، لا يدركها سوى «بنت عز» وما خفى كان أعظم! ولم تستح أن تهين المرأة المصرية، وتحقرها وتستبيح كرامتها، وتحط من قدرها ومكانتها فى المجتمع، وتزعم أن النساء اللواتى كرمهن الإسلام، واستوصى بهن الرسول خيرًا، خلقن جوارى فى سوق النخاسة، يشتريهن من يدفع أكثر من أجل خدمته ومتعته الشخصية!

مؤكد أن الرجل المحترم لا يسعده أن يتزوج من جارية، ولا يوافق أن تصبح ابنته أو شقيقته مجرد مملوكة، يستدعيها زوجها بالجرس، ويدوس بحذائه على ملابسها الثمينة التى اشتراها بأمواله، وتفاخر بأن زوجها الباشمهندس الكبير صنع لها حديقة معلقة، وشرفة ترى النيل من التجمع الخامس!

ما هذه السطحية والتفاهة؟! إن ما تنضح به قريحة «بنت العز» من وصايا الذل والعبودية، وحماقات البيات الشتوي، لا يستحق الالتفات إليه والتوقف أمامه، ولا يزيد على كونه هراءً وهذياناً وسخفًا، لكن ما أزعجنى جرأتها وتطاولها خلال الرد الصفيق المنشور باسمها على رسالة د.مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، والتى آثرت مشكورة أن تبعث لها برسالة شخصية، إشفاقًا عليها من التعامل الرسمى وهى مازالت تحبو! لكن المليحة أصرت أن تلعب بالنار، وارتضت أن تكون أداة لتحقيق مآرب معلومة، تستهدف الإساءة لكرامة وكبرياء السيدات المصريات، اللاتى لا يشرفهن أن تكون تلك «الغنوجة» واحدة منهن.

من حق بنت عز أن تعتنق ما تشاء من قناعات، وتعبر عما تؤمن به من أفكار قادمة من عصور العبودية، وأن تعتبر من يساندها ويفتح لها الأبواب تاجًا فوق رأسها، وتسمح له بأن يدوس ملابسها بحذائه، ويطفئ سيجارته فى المكان الذى يهوى، إنما ليس من حقها أن تأتى لنا بشرع جديد، يحط من نصف المجتمع لغرض فى نفس يعقوب!
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة