شبكات الطرق والكباري
شبكات الطرق والكباري


شرايين التنمية.. تجذب الاستثمار وتفتح الأبواب لتوفير فرص عمل جديدة

آخر ساعة

السبت، 14 يناير 2023 - 12:01 ص

محمد مخلوف

تعد شبكات الطرق والكباري، أداة هامة ورئيسية لأى تنمية مستدامة، إذ تعتبر شرايين تنموية تجذب الاستثمار وتفتح الأبواب لتوفير فرص عمل جديدة وتوفر الوقت والوقود وتربط المدن ببعضها. وتعتبر الطرق منظومة خدمات وبنية تحتية متكاملة، تخدم أى مستثمر محلى أو أجنبي، بخلاف أهمية إعادة ترميمها بين حين لآخر لرفع كفاءتها وإصلاح العيوب التى تعرضت لها، فضلاً عن أنها تقلل الحوادث وتحقق السيولة المرورية، وكل هذا يؤكد أن الدولة لا تلقى أموالها على الأرض أو على الأسفلت كما يزعم أهل الشر.
وفى هذا التحقيق استطلعت «آخرساعة»، آراء عدد من الخبراء فى تخصصات مختلفة لكشف أهمية إنشاء الطرق والمحاور.

الخبير الأمنى لواء محمد عبدالواحد: تقلل الحوادث وتقلص جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه

يقول مساعد وزير الداخلية الأسبق الخبير الأمني، اللواء محمد عبدالواحد، إن فصل حركة شاحنات النقل عن باقي المركبات وتحديد مواعيد سيرها، أدى لتراجع حوادث المرور، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات، وهذا الفصل لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع إلا بتوسيع الطرق وإنشاء حارات مرورية جديدة، موضحاً أنه إذا راجعنا الإحصائيات سنجد أن الأماكن التي تم فيها فصل حركة سير شاحنات النقل والنقل بمقطورة هي التي قلت فيها حوادث الطرق، فحوادث السير، التي تكون سيارات النقل طرفاً فيها، ينتج عنها عدد أكبر من الضحايا، كاصطدام شاحنة بحافلة مدرسية أو حافلة ركاب صغيرة «ميكروباص» على سبيل المثال.
وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه بتشييد عدد كبير من الطرق والجسور في الأعوام الماضية، منها جسر محور روض الفرج، الذي يمر بنهر النيل، والذي تم الانتهاء منه في عام 2019 ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أكبر جسر معلق في العالم، لافتاً إلى أن الطرق والمحاور الجديدة وتلك التي تمت توسعتها ورفع كفاءتها أصبحت أكثر أماناً وخلواً من التلوث البيئي وتوفيراً للوقت، كما أن تطوير وإنشاء الطرق الجديدة خاصة السريعة له دور كبير في الحد من انتشار الجرائم، خاصة جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه، لافتا إلى محاور الصعيد التي ربطت شرق النيل بغربه وأدت لتقليل أو منع حوادث غرق المعديات التي كان يستخدمها الأهالي لعبور النيل.
ووصف التطور الحادث في شبكة الطرق في مصر بأنه «طفرة في مجال النقل بشكل عام لم تشهدها البلاد منذ عقود».

عضو شعبة المستثمرين مجدى صادق:تجلب الاستثمارات وتوفر فرص عمل

يؤكد عضو الشعبة العامة للمستثمرين باتحاد الغرف التجارية، مجدي صادق، أن اهتمام الرئيس السيسي، بمشروعات الطرق التى يجري تنفيذها، يؤكد اهتمام الدولة الكبير بهذه المشروعات، هذا الاهتمام ليس رفاهية، أو تضييع وقت أو إلقاء أموال على الأرض، لكنه يعكس أهمية هذه المشروعات بالنسبة لحياة المواطنين بالدرجة الأولى وكذلك بالنسبة للاقتصاد القومي، وخير دليل هو صعود مصر في تصنيفها العالمي إلى مرتبة متقدمة بسبب إنشاء الشبكة القومية للطرق والمحاور الجديدة، وهذا المؤشر يساهم في جلب الاستثمارت الكبرى.

ويوضح أن الطريق وفقاً للمعايير الاقتصادية ليس مجرد مشروع تتوقف عوائده على الجانب الخدمى فقط الذى يتمثل فى الارتقاء بجودة حياة المواطنين، ولكنه يمثل شرياناً للتنمية فكل طريق يُشق يجذب معه مشروعات خدمية وإنتاجية تتيح فرص عمل جديدة، وبكل تأكيد فإن قرار الاستثمار يعتمد ضمن عناصره المهمة على مدى توافر شبكة طرق مناسبة لنقل الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك داخلياً وخارجياً، فأى انطلاقة اقتصادية حقيقية تعتمد على مشروعات البنية التحتية وفى القلب منها مشروعات الطرق خاصة أنها تحرك معها العديد من القطاعات كثيفة العمالة مما يؤدي لتحسين وزيادة الدخل.
ويشدد صادق على أن ما يجرى تنفيذه ليس مقصوراً على طرق أسفلتية، بل يشمل كل وسائل النقل والانتقال من مد خطوط مترو الأنفاق إلى المدن الجديدة أو تحديث خطوط وعربات السكك الحديدية أو القطارات الكهربائية التى تكمل منظومة ربط كل المحافظات بشبكة نقل آمنة تحترم آدمية الإنسان، وكذلك جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية بإضافة ميزة نسبية تختصر الوقت وتخفض التكلفة.

أستاذ التخطيط العمرانى حاتم دياب: توفر الوقت والوقــــــود وتربط المدن ببعضها

يقول مدرس التخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، الدكتور حاتم دياب: الطرق تعني شرايين التنمية، وشبكة الطرق القومية تأتي فكرتها لفتح آفاق وشرايين التنمية على مستوى الوطن والوصول لأمان لم نصل إليه من قبل، لافتاً إلى أنها ستساعد في توفير الوقت والوقود وتقليل التلوث، وربط المدن ببعضها تزامناً مع إنشاء المدن الجديدة لتسهيل الوصول إليها، فالمشروع القومي للطرق مر بثلاث مراحل، الأولى انتهت في عام 2016 وكانت تشمل حزمة طرق قومية هامة مثل طرق: («القاهرة - الإسكندرية الصحراوي»، «وادي النطرون- العلمين»، «قنا –سفاجا»، «أسيوط – سوهاج - البحر الأحمر»، «القاهرة - السويس»). أما أهم طرق المرحلة الثانية فهي: («طريق الجلالة»، «محور محمد بن زايد»، «طريق شبرا بنها»، «الطريق الدائري الإقليمي» واستكمال القوس الأخير بطول 90 كيلومتراً)، وهذا أتاح الفرصة لنقل سيارات النقل من الطريق الدائري بالقاهرة للطريق الدائري الإقليمي. وهناك أيضًا حزمة أخرى من الطرق أنشأتها وزارتا الإسكان والدفاع مثل طريق «تنيدة – منفلوط»، وحوالي 1000 كيلو متر طرق في سيناء.

أما المرحلة الثالثة فتتمثل في إنشاء أنفاق قناة السويس، ومحور 30 يونيو من بورسعيد إلى الإسماعيلية، ومن الإسماعيلية للزعفرانة، واستكمال تطوير طريق «القاهرة– السويس»، و«القاهرة– الإسماعيلية»، واستكمال الطريق الدائري الأوسطي، وطريق «القاهرة– أسيوط» الغربي كمرحلة أولى في طريق الصعيد، والطرق من الشلاتين وحلايب حتى مرسى علم، مؤكداً أن القيادة السياسية أطلقت حزمة تطوير للطرق الداخلية من المحافظات ابتداء من الأقصر وأسوان وصولاً للإسكندرية، وأبرز خطط هذا التطوير شملت تطوير محاور مصر الجديدة، ومحاور مدينة نصر، ومحور المحمودية ومحور جوزيف تيتو، ومحاور المشير والشهيد بالقاهرة وتطوير محور الزمر بالجيزة، بالإضافة للطرق الداخلية والوصلات الهامة التي تؤدي إلى محافظات الجمهورية.

ويشير المهندس حاتم دياب، إلى أن أبرز نماذج المحاور التي تم تنفيذها كوبري «تحيا مصر» على نهر النيل، و«محور جرجا»، و«الخطاطبة»، بالإضافة إلى أن هناك تركيزاً على الطرق الجديدة والسريعة والطرق الرئيسية للإسراع بخطوات التنمية المستقبلية وتوفير البنية الأساسية لأي عملية تنمية، وهناك مشروع مهم بدأته الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، وحققت فيه جهودا ونجاحات كبيرة وهو رفع جودة الطرق الداخلية بالمحافظات، لأن المواطن دائماً يرى مستوى شبكات الطرق السريعة كبيرة وجيدة، ولكن يهمه أيضاً الطريق الموجود أمام بيته والطريق الذي يخدمه على مدخل قريته، ويربط القرية بالمركز، فالدولة لم تغفل ذلك وأنشأت ورفعت كفاءة العديد من هذه الطرق بمختلف النجوع والقرى ودخلت العديد من هذه الطرق خطة الحكومة وشاركت فيها جهات ووزارات عِدة، منها وزارات الدفاع والنقل والإسكان ومؤسسة «حياة كريمة».

أستاذ النقل حسن مهدى: تحسن جودة الحياة

يقول أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، الدكتور حسن مهدي، اهتمت الدولة بشبكة النقل والمواصلات من 2014 ولا تزال تحظى بدعم الحكومة والقيادة السياسية إيماناً من الدولة بأهمية النقل والمواصلات لدعم مشروعات التنمية المستدامة بكافة صورها عمرانياً وصناعياً وزراعياً وسياحياً.. إلخ، علاوة على دعم الاقتصاد الوطني وجذب استثمارات داخلية وخارجية والحد من البطالة والتضخم باعتبار أن مشروعات النقل من المشروعات كثيفة العمالة التي ساهمت بشكل مباشر في توفير ملايين فرص العمل في قطاعات التشييد والتشغيل والصيانة.

ويضيف: في مجال الطرق اهتمت الدولة بإنشاء شبكة قومية من الطرق الجديدة على أعلى معايير تصميمية تربط شمال وجنوب وشرق وغرب الجمهورية، وساهمت في رفع ترتيب مصر في مجال جودة الطرق من المرتبة 118 إلى المرتبة 28 وساهمت في خلق مشروعات تنمية من أجل الانتشار الأفقي على مساحة جغرافية أكبر، فقد كنا قبل 2014 نعيش على 6٪ من مساحة مصر والباقي غير مأهول لعدم وجود شبكات البنية الأساسية وعلى رأسها الطرق ومع الزيادة السكانية المطردة التي تصل إلى 2.5 مليون مولود سنويا كان لابد من التوسع أفقيا لتحسين جودة الحياة للمواطن وتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على المناطق العشوائية، ومن أمثلة المحاور التي تم إنشاؤها محاور النيل بصعيد مصر مثل قوص وعدلي منصور وبديل خزان أسوان وغيرها من المحاور التي ربطت شبكة الطرق شرق وغرب النيل وخلقت ظهيرا تنمويا بمحافظات الصعيد لتوفير تنمية حقيقية ولتصبح هذه المحافظات قائمة بذاتها بعد أن كانت طاردة للسكان لعدم وجود فرص حقيقية للتعليم والصحة والعمل والخدمات.

ويشير أستاذ النقل والطرق، إلى أن الدولة اهتمت بالطرق الداخلية بمحافظات مصر من خلال أكبر مشروع في تاريخها «حياة كريمة» الذي أسهم في توفير المرافق والطرق المرصوفة لأهالي المراكز والقرى، ومن أمثلة المحاور التنموية توسعة طريق الضبعة الذي يخدم مشروع الدلتا الجديدة ومنطقة المغرة ضمن مشروع الريف المصري الجديد والمليون ونصف مليون فدان، لافتاً إلى أن محور الضبعة تمت توسعته إلى 4 حارات مرورية لكل اتجاه، بالإضافة لإنشاء طريق منفصل للشاحنات من حارتين بكل اتجاه لفصل حركة النقل والنقل الثقيل وتحقيق أعلى معايير الأمان المروري، حيث يخدم طريق الضبعة الدلتا الجديدة التي تشمل مستقبل مصر وجنة مصر وتضم آلاف الأفدنة المستصلحة والمزروعة وفق أحدث أساليب الزراعة وجاري شق ترع بها لتوصيل مياه الصرف الزراعي المعالج والاستفادة به في زراعة القطاع الشمالي الغربي من الجمهورية.

أقرأ أيضأ : محافظ أسيوط :عام 2022 شهد تنفيذ واستكمال مشروعات تبطين الترع والصرف الصحي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة