الأحد، 15 يناير 2023 - 07:28 م

ليس ممكناً و لا مقبولاً أبداً الحديث عن فنون الموسيقى و الغناء وتطورهما فى مصر من دون ذكر اسمى كل من الراحلين الشيخ سيد درويش والموسيقار محمد عبد الوهاب الأول أحدث نقلة بالموسيقى والغناء من الرتابة و المد و التطويل فى إنشاد الأحرف إلى تلحين وغناء الكلمة و الثانى الموسيقار عبد الوهاب وكان أحد تلامذة درويش بنى على ما قدمه معلمه فقدم الجملة الموسيقية كما ينبغى أن تكون وهوما سار عليه كل من جاء بعده من ملحنين و إلى الآن وإن اختلفت المقامات ما بين الموسيقار سيد الألحان وكل من عداه. و الناظر إلى تاريخ عبد الوهاب لابد و أن يستلفت انتباهه كيف قيد لهذا المصرى ابن حارة برجوان فى باب الشعرية بالقاهرة أن يسعى و بكل جوارحه للفن وأن يتعلم على يد كبار الموسيقيين و المطربين أمثال فوزى الجزايرلى و سلامة حجازى و سيد درويش فى بدايته التى شهد إنطلاقها العقد الثانى من القرن الماضى ثم راح بعدها ليصقل موهبته بالعلم بالدراسة فى نادى الموسيقى الشرقى..

ارتبط موسيقار الأجيال عبد الوهاب بعلاقات وثيقة مع رجال الفكر و الأدب و الثقافة و الصحافة و السياسة فى كل المراحل التى مرت بحياته التى امتدت 93 عاماً وكانت العلاقة الأهم و الأكثر تأثيراً فى مسيرته علاقته بأمير الشعراء أحمد شوقى الذى تبنى موهبته وقدمه إلى الطبقات المخملية فى مجتمع العشرينات من القرن العشرين . قدم عبد الوهاب للسينما المصرية 7 أفلام فقط و للموسيقى العربية مئات الألحان التى تنوعت ما بين الشرقى القح و المزج ما بين الشرقى والغربى .. وغنى له تقريباً كل و أهم الأصوات الغنائية العربية ومن بينهم أم كلثوم ووردة الجزائرية وفيروز و ليلى مراد و أسمهان وكان تعاونه الأهم مع عبد الحليم حافظ حيث تشاركا فى شركة انتاج فنى. ومن تراثه المهم لا يمكن إغفال نشيدنا الوطنى بلاد بلادى ولحنه الأصلى لسيد درويش ولكن توزيعه الحالى هولعبد الوهاب الذى كلفه الرئيس السادات بإعادة تقديمه ومنحه لذلك رتبة اللواء الفخرى وهناك القائمة الطويلة من الأناشيد و الأغانى الوطنية التى لحنها و غناها بنفسه و لغيره من المطربين وعاشت معنا حتى اليوم لتشهد بعبقرية فنية لم يجد الزمان بمثلها واستحقت أن تكرم فى بلاد العرب كلها من رؤسائهاا و ملوكها بأرقى الأوسمة و النياشين .