صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«ChatGPT».. برنامج دردشة آلي يساعد على الغش الدراسي

منال بركات

الإثنين، 16 يناير 2023 - 05:56 م

 

من المؤكد أن عبد الرحمن الكواكبي، أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، لم يكن يأتي على خاطره عندما سطر مقولته الرائعة" ما بال الزمان يضن علينا برجال، ينبهون الناس ويرفعون الالتباس، يفكرون بحزم ويعملون بعزم، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون." أن يأتي علي البشر يوما تحل فيه آلة من الحديد محل المعلم والخل والصديق، بل والعقل البشري.

صحيح أن الدراما كانت لديها أفق واسع، عندما قدمت كثير من الأعمال تتناول تلك الأفكار، ولكنها كانت مجرد خيال مبدعين، وشطحات فنانين، واليوم تدرس الجامعات الأمريكية بنهم خطورة تلك القضايا التي كانت يوما ما مجرد أفكارا لم تخرج إلى حيز الوجود.

وحسبما نشرت النيويورك تايم، أن أستاذ الفلسفة في جامعة ميشيجان، بعدما أعجب بمقال أعده أحد طلابه واعتبره "أفضل ورقة في الفصل". اكتشف أن التلميذ استخدام ChatGPT، وهو روبوت محادثة يقدم المعلومات ويشرح المفاهيم ويولد الأفكار في جمل بسيطة وكتب الورقة البحثية.

علي الفور، وبعد انتشار تلك لظاهرة، بدأت الجامعات في تجديد طريقة تدريسها بسبب انزعاجها من روبوتات الدردشة الذكية، واعادة هيكلة بعض الدورات واتخاذ تدابير وقائية. قبل ان يأتي يوما مثلما حدث من قبل مع الالة الحاسبة، التي ألغت العقول البشرية.

ومع هذا نجد بعض الجامعات الامريكية، مترددة في حظر برنامج الدردشة الآلي الجديد لأن المسؤولين يشكون في أن هذه الخطوة ستكون فعالة في المستقبل. 

ولجأ أساتذة الجامعات في إصلاح الفصول الدراسية استجابةً لـ تكنولوجية الذكاء الاصطناعي التوليدي. فعملوا على إعادة تصميم دوراتهم بالكامل، وإجراء تغييرات تشمل المزيد من الاختبارات الشفوية والعمل الجماعي والتقييمات المكتوبة بخط اليد بدلاً من الاختبارات المكتوبة بالكمبيوتر.

يعد ChatGPT، التي تم إصدارها في نوفمبر من قبل مختبر الذكاء الاصطناعي OpenAI ، في طليعة التحول. حيث يُنشئ روبوت المحادثة نصًا واضحًا ودقيقًا استجابةً للمطالبات القصيرة، حيث يستخدمه الأشخاص لكتابة رسائل الحب والشعر وروايات المعجبين - وعملهم المدرسي.

هذا الاكتشاف، أدى ذلك إلى قلب بعض المدارس الإعدادية والثانوية رأساً على عقب، حيث حاول المدرسون والإداريون تمييز ما إذا كان الطلاب يستخدمون برنامج الدردشة الآلي للقيام بواجبهم المدرسي. منذ ذلك الحين، حظرت بعض أنظمة المدارس العامة، لمنع الغش، استبعاد شبكات Wi-Fi المدرسية والأجهزة الكمبيوتر. ، على الرغم من أنه يمكن للطلاب العثور بسهولة على حلول للوصول إلى ChatGPT.

أما التعليم العالي فالمعضلة أكبر، لأنها تمس الحرية الاكاديمية والتعليم، ومن ثم أصبحت الكليات والجامعات مترددة في حظر أداة الذكاء الاصطناعي لأن المسؤولين يشكون في أن هذه الخطوة ستكون فعالة ولا يريدون التعدي على الحرية الأكاديمية. هذا يعني أن طريقة التدريس عليها أن تتغير بدلاً من ذلك.

أصبح الذكاء الاصطناعي بالجامعات، على رأس جدول الأعمال. إذ ينشئ المسؤولون فرق عمل وحلقات بحثية للاستجابة ولتكيف مع التكنولوجيا مع الأداة الجديدة.

بينما بالمدارس، يقوم الأساتذة بالتخلص التدريجي من مهام الكتاب المفتوح والواجبات المنزلية والتي أصبحت طريقة سائدة للتقييم أثناء جائحة كورونا، واختاروا بدلاً من ذلك المهام داخل الفصل والأوراق المكتوبة بخط اليد والعمل الجماعي والامتحانات الشفوية.

كما ولت أيضا الفروض المنزلية مثل "اكتب خمس صفحات عن موضوع هذا أو تلك". بل يقوم بعض الأساتذة بدلاً من ذلك بصياغة أسئلة يأملون أن تكون ذكية جدًا بالنسبة لبرامج الدردشة الآلية ويطلبون من الطلاب الكتابة عن حياتهم والأحداث الجارية.

ويري بعض الأساتذة أن عليه المحاولة لوضع سياسات عامة تدعم بالتأكيد سلطة أعضاء هيئة التدريس في إدارة الفصل"، بدلاً من استهداف أساليب محددة للغش. "لن يكون هذا آخر ابتكار علينا التعامل معه."

وتهدف الجامعات أيضًا إلى تثقيف الطلاب حول أدوات الذكاء الاصطناعي مع مناقشة أدوات الذكاء الاصطناعي في الدورات المطلوبة التي تعلم الطلاب الملتحقين أو الطلاب الجدد حول مفاهيم مثل النزاهة الأكاديمية. من منطلق أن يتمكن الطالب من رؤية مثال ملموس". "نريد منع حدوث الأشياء بدلاً من الإمساك بها عند حدوثها."

من المرجح ألا تنتهي إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فالعقل البشري الذي صنع تلك الألة قادرعلي خداعها أيضا، لذلك يري بعض الأساتذة والجامعات إنهم يخططون لاستخدام أجهزة الكشف لاستئصال هذا النشاط. قالت خدمة الكشف عن السرقة الأدبية Turnitin إنها ستدمج المزيد من الميزات لتحديد الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ChatGPT ، هذا العام. كما أن مؤسس هذا البرنامج أكد علي استخدام GPTZero ، وهو برنامج يعد بالكشف السريع عن النصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة