منتجعات العين السخنة قبلة الأجانب فى الشتاء
منتجعات العين السخنة قبلة الأجانب فى الشتاء


رجعـــت الشتـوية ومعــــــــاهـا السياحـــــة (2)

«السويس» : ٧٥% نسبة الإشغــال فى منتجعات العين السخنة

حسام صالح

الإثنين، 16 يناير 2023 - 07:18 م

قبل نصف قرن من الزمان كانت السخنة جنوب السويس مقصدا للباحثين عن الهدوء والطقس المعتدل شتاءً، يسبحون فى مياهه الدافئة بفعل أشعة الشمس وانعكاسها على جبل عتاقة وجبل الجلالة، لكن تغير الحال وأمست مصيفا يقصدها سكان إقليم القاهرة الكبرى صيفا لقضاء رحلة اليوم الواحد والعودة على العاصمة التى تبعد مسافة تستغرق ساعة ونصف فقط عن الظهير البحرى الأقرب لها.


يقول مصدر مسئول بهيئة تنشيط السياحة إن متوسط نسبة الإشغال بلغت العام الماضى 75% بالغرف الفندقية بحى عتاقة والذى يضم منطقة السخنة، إذ استقبلت 2114 غرفة فندقية داخل 22 فندقا 335 ألف نزيل قضوا 548 ألف ليلة بالسخنة، وأغلب تلك الليالى كانت صيفا بينما تشهد السخنة إقبالا منخفضا.


السخنة فى الأساس مشتى قبل أن تكون مصيفًا، يتحدث ناصر الصفتى مدير أحد الفنادق الشهيرة بالسخنة، ويقول إن السخنة أو العين السخنة كما يطلق عليها سكان القاهرة الكبرى، هى فى الأصل مشتى لتميزها بعدة أمور فى موسم الشتاء، أولها الطقس الصحى الدافئ بدرجة الحرارة أعلى بقليل من المحافظات الساحلية الأخرى فضلا عن أن فرص سقوط الأمطار أقل ولا تحدث الظواهر الجوية القوية، ومياه الشاطئ أكثر دفئا.


والسبب وراء ذلك الطبيعة الجغرافية والشاطئ إذ يقع على الضفة الغربية لخليج السويس، وبطبيعة الموقع فإن أشعة الشمس تسقط على الجبل سواء جبل عتاقة أو الجلالة البحرية وتنعكس الحرارة على المياه وتدفئ الشاطئ.
كما أن حالة البحر فى الأكثر اعتدالا مقارنة بساحل البحر المتوسط سواء الساحل الشرقى عند العريش وبورسعيد أو الغربى فى الإسكندرية ومطروح أو جمصة أو بلطيم، كل ذلك يجعل من السخنة فى الأصل مشتي، أما صيفا درجة الحرارة والرطوبة تكون أعلى من العاصمة والمحافظات الساحلية الأخرى.
وأوضح ناصر الصفتى أن الموسم الشتوى الحالى بدأ مع ليلة رأس السنة، إذ بلغ متوسط الإشغال الفندقى 80%، بينما خلت الغرف من النزلاء بقية الأسبوع، وأرجع ذلك إلى 3 أسباب أولها امتحانات نصف العام الدراسى التى جاءت مبكرة هذا العام، إضافة إلى انخفاض درجات الحرارة بصورة غير معتادة فى مطلع العام، أما السبب الأخير فهو الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار والذى جعل السفر من وسائل الرفاهية غير المتاحة لكل الأسر وهناك أولويات فى  تزايد الإنفاق عليها مثل التعليم وتوفير الغذاء.


وتابع الصفتى أن ذروة الموسم تبدأ مع إجازة نصف العام، حيث تستقبل القرى السياحية والفنادق الأسر خلال عطلة نصف العام، لافتا أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الليالى الفندقية فى كل المحافظات، إلا أن القرب الجغرافى يجعل مصاريف الانتقال أقل وأسهل من محافظات الدلتا والقاهرة إلى السخنة.
قال الدكتور محمد خضير شيخ قبيلة العمارين المنتشرة بقطاع جنوب السويس والسخنة: إن العين السخنة تعتمد بالأساس على السياحة الداخلية وليس الخارجية، إذ استقطبت المنطقة السائحين المصريين الذين كانوا يترددون على الغردقة وشرم الشيخ، بسبب القرب إذ تبعد أقل من 130 كيلو عن القاهرة فضلا عن السيولة المرورية منذ بداية الرحلة وحتى الوصول لباب الفندق، بعكس الطرق المؤدية إلى المدن الساحلية الأخرى سواء الساحل الشمالى أو مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر.


وأشار الدكتور خضير إلى أن أغلب الأجانب المترددين على الفنادق هم من الخبراء أو التنفيذيين والمشرفين بالشركات والمصانع، حيث تمتاز السخنة بتعدد مناطق الاستثمار الصناعى الدولى وتضم جنسيات متعددة خاصة من جنوب وجنوب شرق آسيا ودول حوض البحر المتوسط، ولديهم إقامة طويلة المدى بالفنادق والقرى ويحققون نسبة ملموسة من الإشغال الفندقى طوال العام ببعض الفنادق، وتظهر بوضوح خلال الشتاء فى ظل خلو الغرف من النزلاء المصريين.
وتحدث خضير عن ثقافة «المشتى» موضحا أنها ليست موجودة بقوة فى مصر، فالمعتاد أن تهتم الأسرة بقضاء عطلة والسفر للـ «مصيف» وهى أيضا الكلمة الدارجة، بينما لا تنتشر كلمة «المشتى» ولا تهتم الأسرة بـ «هنشتى فين» على اعتبار أن الفسحة السنوية فى الصيف.
وكشف خضير أن السخنة تتميز بعدة مقومات تجعلها تصلح فى الشتاء والصيف، ففى الشتاء تضرب أشعة الشمس فى عتاقة والجلالة وتنعكس للشاطئ فترفع درجة حرارة المياه، لتصبح دافئة، وعلى قمة جبل الجلالة تنخفض درجة الحرارة صيفا ويصبح الطقس ألطف مع انخفاض نسبة الرطوبة على الهضبة.


وتابع أن بعض الشركات والمطورين العقاريين بدأوا قبل نحو 20 عاما فى اختيار مواقع لهم على هضبة الجلالة مرتفعة عن سطح البحر، وأنشأوا عليها قرى سياحية ومنتجعات وفنادق، ولعل أبرز تلك المشروعات بالمنطقة هو مشروع مدينة الجلالة أكبر ثانى مشروع قومى فى مصر بعد العاصمة الإدارية، والذى يرتفع عن سطح البحر أكثر من 700 متر، ويمتاز صيفا بطقس يفوق روعة الساحل الشمالي.
وأكد شيخ قبيلة العمارين أن منطقة السخنة يمكنها أن تصبح رائدة فى السياحة صيفا وشتاء، بعكس مدن الساحل الشمالى فى مصر، لكن ذلك يحتاج إلى دعم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للترويج له، مع زيادة الاهتمام بالسياحة الداخلية بالتوازى مع السياحة الخارجية.
وتابع أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر على نسبة الإشغال الفندقى بالعين السخنة، بينما تأثرت بشدة الفنادق والقرى بشرم الشيخ والغردقة إذ اعتمدتا على السياحة الخارجية ولحقت خسائر بقطاع السياحة فى المدينتين.


واستطرد أن منطقة السخنة غنية بالمقومات السياحية فهى تضم ميناء محوريًا قادرًا على استقبال الركاب، ومناطق استثمارية، ومناطق أثرية ما زالت فى طور الكشف عنها أبرزها منطقة وادى الجرف والذى يضم حفريات وآثارًا لأقدم ميناء على ساحل البحر الأحمر كان يستقبل السفن قبل أكثر من 4500 عام فضلا عن أفران صهر المعادن.


مع الطبيعة الجبلية الساحرة فى وديان وادى الجلالة والاعتماد عليها لاستقبال سياحة السفاري، كما تزخر جنوب العين السخنة عند رأس الزعفرانة بتيارات هوائية وجرى اختيار المنطقة موقعا لمشروع طواحين الهواء بسبب تيارات الهواء المستمرة طوال العام بسرعة رياح لا تقل عن 18 عقدة صيفا، يمكن استغلالها فى سياحة الطيران الشراعي.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة