أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

رسائل اجتماع الرياض

أسامة عجاج

الثلاثاء، 17 يناير 2023 - 07:07 م

اختيار التوقيت عامل مهم فى تحديد مواعيد اللقاءات السياسية، فهى مناسبة لبعث الرسائل للمحيط الإقليمى والدولى، هذا ما ينطبق تماما على أعمال ونتائج الجولة الخامسة لاجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسى بين وزيرى خارجية كل من مصر والسعودية منذ أيام، والتى جاءت فى ظل تفاقم الأزمات على الصعيد العربى، والسيولة التى تشهدها المنطقة، ولعل اللغة التى صيغت بها مفردات ومضمون البيان الختامى لهما، تشير إلى ذلك، فقد كانت شاملة، وتكشف حقيقة مواقف كل من القاهرة والرياض من القضايا المطروحة، من دولتين، تمثلان ثقلا ودورا محوريا وقياديا فى استقرار المنطقة، ورغبتهما فى تعزيز الدور العربى، وحل القضايا العالقة بالمنطقة ومواجهة التحديات، وأجندة العام الماضى خير دليل على التحرك النشط لدبلوماسية البلدين، حيث نجحت مصر فى استضافة قمة المناخ، واحتضنت السعودية قمة جدة للأمن والتنمية فى يوليو الماضى، والقمة العربية الصينية فى ديسمبر الماضى، كما أنها سترأس القمة العربية فى مارس القادم، وظنى أن البيان لقى صدى واسعا لدى عواصم الجوار العربى والإقليم، خاصة أنهما كانا حريصين على التأكيد على رفض أى محاولات أطراف إقليمية، للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالحها، عبر أدوات التحريض العرقى والمذهبى، أو استخدام الجماعات الإرهابية، ومثل هذه الأمور لم تعد تخفى على أحد، بل أحيانا ما تتفاخر هذه الدول بقدرتها على التأثير السلبى فى مسارها السياسى، وقد اهتم البيان بتحديد مواقف البلدين من كل أزمة على حدة، ولعل من اللافت ما جاء فى البيان عن أزمة سد النهضة، والذى تمت الإشارة بوضوح وصراحة إلى دعم الرياض الكامل للأمن المائى المصرى، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، المسألة هنا تتعدى تحديد المواقف إلى التنفيذ على الأرض، فالقاهرة مثلا هى من تقود القوات البحرية المشتركة المسئولة عن حماية الممرات البحرية جنوبا، فى باب المندب وخليج عدن وفى البحر الأحمر، والتى تضم معها السعودية والإمارات والأردن وأمريكا، وجميع تلك المناطق تتعرض لتهديدات إيرانية محسوسة ومن ذراعها الحوثى فى اليمن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة