شوكة آكلي لحوم البشر
شوكة آكلي لحوم البشر


شوكة آكلي لحوم البشر.. أداة قبائل فيجي احتفالًا بتناول أعدائهم

هناء حمدي

الأربعاء، 18 يناير 2023 - 04:24 م

قد تكون الشوكة بمختلف أحجامها وأشكالها في نظرك إحدى أدوات المائدة والطهي لا تتعدى ذلك ولكن في ثقافة أخرى تخفي ورائها الكثير من التاريخ الدموي ليس لصيد الحيوانات ولا للدفاع عن النفس وإنما لتناول لحوم الأعداء ذلك هو الاستخدام الأبرز للشوكة في جزر فيجي إحدى جزر المحيط الهادئ، ولكن هل فكرت ذات مرة ما شكل شوكة آكلي لحوم البشر؟


ففي عودة سريعة للزمن وتحديدا عام 1640 عندما اكتشف المستكشف الهولندي أبيل تاسمان جزر فيجي فاجىء العالم ليس باكتشافه جزيرة جديدة تنضم لأراضي الكرة الأرضية المكتشفة حديثة وإنما بأحد ابشع اسرار قبائل جزر فيجي الأصلية.

شوكة "Ai Cula Ni Bokola" أو شوكة آكلي لحوم البشر تلك الشوكة التي نحتها سكان فيجي من الخشب الأحمر وخصصوها لاحتفالاتهم بتناول لحوم اعدائهم حيث اكتشف صائدي الحيتان الأوروبيين الذين استوطنوا جزر فيجي أن قبائل فيجي الأصلية يتناولون وجبات خفيفة من لحوم بعضهم البعض ويستمتعون بتناول لحوم اعدائهم لهذا خصصوا شوكة معينة لتسوية لحومهم وفقا لموقع اطلس.

اقرأ أيضا | حكايات | جيفري ليونيل دامر.. ملك آكلي لحوم البشر في «المقبرة السرية»

ومع وصول عادات فيجي إلى مسامع سكان أوروبا وأصبحت معها جزر فيجي معروفة باسم "جزر أكلة لحوم البشر" لتكتسب سمعة سيئة والعديد من الأساطير والحكايات المرتبطة باصول وتاريخ تلك العادات التي جذبت مزيد من العلماء لدراسة تلك العادات ودوافعها لفك شفرة وظيفة أكل لحوم البشر في فيجي. 

وكانت أحد الاكتشافات الأولى لهؤلاء العلماء هو أن سكان فيجي كانوا في الواقع صيادين عظماء وطوروا من قدراتهم الزراعية لهذا لم يكن دافعهم لتناولهم اللحم البشري هو الوقوع في ضائقة غذائية وإنما كان الدافع هو السيطرة على مساحة صغيرة من الجزيرة محدودة المساحة.

كانت قبائل فيجي في حالة حرب مستمرة كون السيطرة على الأراضي والحياة على الجزر كانت في الأساس قائمة على نمط الصراعات العنيفة ومع مرحلة الدخول في الحرب ظهرت عادة تقديم طقوس أكل لحوم البشر من الأعداء بهدف الانتقام وإذلال العدو واستمر هذا الطقس والذي يبدأ بمجرد قتل العدو لقرون كأحد أقوى المعايير الثقافية في المنطقة.

فمع قتل العدو يتم تقطيع أوصاله وطهيها في حفرة نار ليتم بعد تسويتها توزيعها على أفراد القبيلة ومعها يظهر دور شوكة فيجي ففي عادات الاحتفال المقام على شرف تناول لحوم الأعداء يعتبر رؤساء الكهنة والكهنة مقدسين بحيث لا يمكنهم لمس الطعام لتنتقل المهمة إلى الحاضرين في الحفل الذين يطعمون هؤلاء الكهنة بتلك الشوكات الخشبية الثمينة التي يقطفون بها اللحم المحمص.

لتتحول معها شوكة فيجي إلى واحدة من أكثر الآثار المقدسة لكل قبيلة التي يتم الاحتفاظ بها وظهورها في لحظات الاحتفال بتناول لحوم البشر وبعد مرور مئات السنين على اكتشاف اسرار قبائل تلك الجزر الأصلية أصبحت شوكات آكلي لحوم البشر عناصر نادرة وقابلة للجمع يتتبعها هواة جمع التحف النادرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة