هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

«العيش» المميكن والممغنط

هالة العيسوي

الأربعاء، 18 يناير 2023 - 07:43 م

تهللت لمطالعة مانشيت جريدتى «الأخبار» أمس نقلًا عن وزير التموين بطرح «العيش الحر» فى 30 ألف مخبز لغير حاملى البطاقات بسعر 70 قرشا للرغيف بكروت ممغنطة.

قلت فى نفسى ها هو الغيث يأتى بأول قطرة.  وسينخفض سعر الرغيف  الحر الذى يباع بجنيه ونصف الجنيه إلى النصف، وبالتالى سيتخفف المواطن من هذا العبء الثقيل.

فقط لم أفهم  الحكمة فى  إصدار كروت ممغنطة بما  يحمله ذلك من تكلفة إضافية على الدولة، وإلهاء الناس والمكاتب التموينية بفوضى إجراءات استصدار هذه البطاقات، بحجة منع التلاعب. 

حين دخلت إلى متن الخبر فهمت أن الوزير لا يقصد الرغيف الحر الذى يباع فى الأسواق بجنيه ونصف، إنما يقصد الرغيف التموينى المدعم الذى يباع بخمسة قروش ضمن البطاقة التموينية.

هذا يعنى أنه لاجديد يذكر فى مسألة تخفيف العبء عن المواطن، وأن استخدام لفظ «العيش الحر» استخدام مضلل، وكان أولى به أن يقول «العيش التمويني» فالرغيف التموينى يباع بالفعل لغير حاملى البطاقات بسعر خمسة وسبعين قرشًا منذ زمن، وكان يباع بخمسة وثلاثين قرشًا حتى وقت قريب.

وهو نفسه ذات الرغيف بذات الوزن و»اللعبكة»،  كل ما فى الأمر هو أن الأفران التموينية تنتج الخبز وتلقى ببعضه إلى منافذ البيع المدعم والبعض الآخر إلى منافذ البيع غير المدعم بدون بطاقة تموينية. بلا أى فرق فى الجودة أو الوزن. هو نفس النسخة.

خلاصة كلام الوزير أنه أقر بسعر الرغيف الحر الذى يباع بجنيه ونصف، وهو نفسه ذات الرغيف الذى سبق أن حدد رئيس الوزراء سعره بجنيه واحد، فى بداية أزمة الدقيق.

والوزيرأصبح يقارن إنجازه بهذا السعرالحر، ويمن علينا بأن الوزارة توفر العيش بنصف ثمنه بالخارج، وتجاهل تمامًا فرق الجودة واللون والوزن. معنى الكلام أنه لا توجد سيطرة فعلية على سعر الرغيف الحر ولا مساس بهذه الأفران.

أذكر حين أبديت احتجاجى من الزيادة الهائلة بسعر الرغيف الحر التى وصلت إلى 50% من ثمنه عن اليوم السابق، وأننى دفعت ثلاثين جنيها لشراء عيش حاف كنت أشترى بها «فرخة» قبل شهور، ألقى صاحب المخبز بالمسئولية على الحكومة التى تبيع له طن الدقيق بخمسة عشر آلاف جنيه!

تساءلت ما هو الإنجاز الفعلى الذى حققه الوزير بهذا التصريح؟ كل الناس تعرف أن العيش التموينى يباع خارج البطاقة بخمسة وسبعين قرشًا فهل يقصد مثلا التوسع فى إنشاء مخابز تموينية؟ حسنًا، يشكر على هذا.

فما جدوى إصدار بطاقات ممغنطة لبيع الخبز خارج البطاقة التموينية إذًا؟ لديك بطاقات تموينية ممغنطة بالفعل مدعمة، ومحددة الحصص، وكل ما يباع خارج هذه البطاقات هو من الخبز غير المدعم. الحكاية سهلة بلا فنكوش ولا استعراض.

كل ما يتطلبه الأمر هو تشديد الرقابة، والحزم فى تطبيقها بدلًا من افتعال نجاحات غير حقيقية تحملنا إلى صدر الصفحات الأولى.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة