الجمعة، 20 يناير 2023 - 03:36 م

كان زعيم زعماء المفايا الإيطالية ماتيو ميسينا دينارو يسير بأحد الشوارع في طريقه لتلقي جلسة علاج كيماوي ضد مرض السرطان قبل أن يلاحظ بأنه شيئًا غريبًا يحدث حوله.. لحظات قليلة أدرك فيها الرجل الأخطر بالعالم بأنه داخل مصيدة لا مفر منها.

ففي طريق ماتيو ميسينا للعيادة وجد زعيم المافيا نفسه محاصرا وسط عدد كبير من رجال الشرطة، وأن الوقت أصبح متأخرا على الفرار، ليتخذ قراره بإكمال الطريق نحو العيادة، ليقوم أحد رجال الشرطة الإيطالية بإيقافه مستعلما عن هويته.

«تعرف إنني ماتيو ميسينا دينارو».. إجابة سريعة منحها زعيم مافيا كوزا نوسترا إلى رجل الشرطة الإيطالية، ليتأكد الشرطي بأن الصيد الثمين الذي يبحثون عنه منذ 30 عامًا وقع داخل مصديتهم.

كواليس القبض على ماتيو ميسينا دينارو

رحلة القبض على زعيم المافيا الإيطالية لم تكن سهلة على الإطلاق ولكنها حملت العديد من التفاصيل والمفاجئات المستمرة على مدار 30 عاما كاملة استطاع فيهم دينارو الهروب من كافة الكمائن التي نصبت له.

فالشرطة الإيطالية كانت على مدار تل الفترة لا تمتلك أي صورة واضحة للرجل الإيطالي المطلوب الأول لديهم سوى عن طريق الحاسب الآلي الذي استطاع رسمها حسب شهادات المقربين منه.

وبحسب بي بي سي فإن الشرطة كان تراقب العديد من المقربين من دينارو لعدد من السنوات من أجل محاولة القبض عليه.

وخلال تلك الفترة استمعوا لعشرات المحادثات الهاتفية وتابعت عشرات الأشخاص بغية الوصول لأي ملعومة تقودهم إلى دينارو.

وبعد عمليات مطولة من البحث اكتشفت الشرطة الإيطالية أن أغلب المحادثات بين المقربين خلال الفترة الأخيرة كانت تدور حول مرض السرطان والمرضى المصابين به.

واستنتجت الشرطة من تلك المحادثات بأن زعيم المافيا ربما يكون مصابا بالسرطان لتبدأ عمليات البحث عن الأشخاص الذين يترددون على عيادات العلاج من المرض اللعين خلال الفترة الأخيرة.

وبعد فترة من البحث والتدقيق تم حصر عدد الأسماء المشتبه بها في 10 أشخاص، إلا أن بينهم شخصا واحدا فقط كان مميز، وكان يحمل اسم أندريا بونافيد.

وربطت الشرطة الإيطالية بين حامل الاسم وبين اسم أحد زعماء المافيا السابقين، بينما قال البعض الآخر أن صاحب هذا الاسم هو ابن شقيق زعيم المافيا.

وقال الصحفي الإيطالي أندريا بورجاتوري إن الأمر كان صعب للغاية قبل الوصول إلى زعيم المافيا، بسبب الغموض الذي كان يحيط نفسه به، وعدد الأشخاص القلائل الذين يعرفونه.

وتابع أن مافيا كوزا نوسترا التي كان يتزعمها دينارو أشرفت على عمليات ابتزاز وتخلص من نفايات غير قانونية وغسل أموال واتجار بالمخدرات.

وأشارت بي بي سي إن الشرطة الإيطالية بدأت في مراجعة ملف الشخص المشبه فيه لديهم لتجد أنه خضع لعملية علاج في باليرمو مرتين، في عامي 2020 و 2021.

ورغم أن العلاج كان مدينة صقيلة إلا أن هاتف المريض الحقيقي الحقيقي كان بعيدا عن المدينة في الأيام المسجل فيها بأنه تلقى العلاج.

لتزداد الشكوك التي دفعت الشرطة نحو عمل كاردون أمني على المكان الذي يوجد به عيادة العلاج الكيماوي ودفعت بـ100 عنصر من القوات المسلحة.

وأشارت الشرطة إلى أن زعيم المافيا كان يسير إلى المقهى عندما لاحظ وجود الشرطة بكثافة، وأنه حاول الهرب إلا أن الوقت قد تأخر، مشيرة إلى أنه لم يبدأ في الركض لأنه كان يعلم بأن نهايته مجرد وقت.