رفعت فياض
رفعت فياض


رفعت فياض يكتب: الفن الهادف

رفعت فياض

الجمعة، 20 يناير 2023 - 07:48 م

عندما تفرض الأقدار على أب أن يفقد زوجته التى لم يكن مقدرا حال حياتها لدورها التربوي فى الأسرة والتى توفيت أثناء ولادتها لطفل سبقه ثلاثة أبناء أكبر منه بفارق زمنى كبير، ومع أن هذا الأب ميسور الحال وخريج كلية الهندسة إلا أن الأقدار فرضت عليه أن يقوم وحده بدور المربية سواء للطفل الصغير الذى يحتاج لتربية من نوع خاص وتلبية متطلباته من نشاط ولعب وتنشئة أو للأبناء الثلاثة الذين يمرون بمرحلة المراهقة بكل مشاكلها وصعابها دون أن يكون لديه دراية مسبقة بكيفية التعامل مع هذه المراحل التى كانت الأم تقوم بها دون كلل أو ملل.

وصديق لهذا الأب كان زميلا له فى الجامعة إلا أنه أصبح هو الآخر فى وضع صعب مع ابنه الطبيب الشاب الذى تولدت لديه قناعة شديدة أن والده كان سببا فى وفاة أمه أيضا بسبب تعامله السيئ معها، وتكونت لدى هذا الطبيب الشاب مايشبه العقدة النفسية تجاه والده الذى يقيم معه فى نفس المنزل لكن بلا روح ودون أن يكون بينهما أى تواصل، ولايعرف الأب كيف يفك طلاسم ابنه المعقد منه بهذه الصورة.

وأم لأربع بنات كلهن فى مرحلة المراهقة بعضهن تخرج فى الجامعة والآخر مازال يدرس، وهذه الأم مهندسة أيضا وميسورة الحال إلا أن زوجها تركها تلاطم أمواج الحياة الصعبة وهاجر إلى أمريكا هربا من مسئوليته تجاه تربية بناته الأربع، وأصبح مطلوبا منها أن تقوم بدور الأب والأم فى وقت واحد دون أى سند فى تربية بناتها التى أصبح لكل منهن قناعتهاالخاصة فى كيفية التعامل مع أمور الحياة اليومية وكيفية التعامل والتقارب مع الآخر أيضا دون أى خبرة مسبقة، وأصبح مطلوبا من هذه الأم المسئولة عن إدارة شركة هندسية أيضا متابعة حياة ومتطلبات بناتها وتربيتهن وتنشئتهن بشكل صحيح من وجهة نظرها نظرا لأن دور المدرسة والجامعة لم يكن مكتملا خاصة فى الجانب التربوى.

وماذا إذا فرضت الأقدار على هذا الأب والد الأربعة ذكور الذى يعمل فى نفس الشركة التى تديرها هذه الأم والتى كانت العلاقة بينهما جافة وتصادمية فى البداية نظرا لشخصية مديرة الشركة فى تعاملاتها مع موظفيها ـ أن تبدأ كيمياء القبول بينهما ويشعر هذا الأب وهذه الأم بالتقارب العاطفى فيما بينهما ويطلب منها الزواج ليكونا مسئولين أيضا على إستكمال تربية 8 أولاد وبنات فى وقت واحد ـ فهل يمكن أن يتم ذلك وأن يساعد فى تربية وتنشئة هذا الكم من الأبناء الذى أصبح كل واحد منهم ذكرا أو أنثى مشكلة فى حد ذاتها فى هذه المرحلة العمرية الخطيرة مع أن كلا الأب والأم قد تجاوز كل منهما سن الخمسين ؟ هكذا يتعامل الفن الراقي والهادف مع هذه القضية ويتجسد ذلك حاليا فى مسلسل « وبيننا ميعاد » الذى يذاع حاليا على قناة «dmc» بطولة الفنان صبرى فواز وشيرين رضا ومدحت صالح.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة