كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: مباراة القمة

كرم جبر

الجمعة، 20 يناير 2023 - 08:21 م

أتمنى أن تبدأ المباراة بمصافحة وعناق بين اللاعبين والمدربين والإداريين، فى صورة حضارية نصدرها للخارج والداخل وتساهم فى إخراج اليوم بشكل جميل ورائع.
وأتمنى أن يتسم الأداء بالأخلاق العالية دون عصبية أو انفعال أو توتر، وعدم الاعتراض على الحكام والالتزام والانضباط.

وأتمنى أن يذهب نجوم الفريقين معاً لجمهور الناديين، لتقديم التحية وإعطاء إشارة قوية للبعد عن التعصب والالتزام بالتشجيع النظيف.
وأتمنى أن يفوز الفريق الأحق بالفوز، الذى يبذل الجهد والعرق طوال التسعين دقيقة، والمولى عز وجل يوفق من يستحق الفوز.
سهرة سعيدة ولقاء ممتع وشيق، وروح رياضية عالية، فقد تكون بداية حقيقية لرفع شأن الكرة المصرية، فالجماهير شغوفة بانتصارات للفريق القومى، وتهتف للاعبين المنتصرين أيا كانت ألوان فانلاتهم .
رحم الله الكابتن محمود الجوهرى وأمد فى عمر الكابتن حسن شحاته، صنعا الامجاد ووحدا القلوب والحماس خلف مصر وعلمها ونشيدها.

***

سيف الإقصاء!

افتحوا النوافذ للعقول وللحوارات النظيفة ليدخلها هواء نقى، فنتبادل الرأى بالرأى والحجة بالحجة والقول الطيب بالقول الطيب، بعيداً عن التشنج والعصبية والتشبث بالرأى.
أما المطالبة بـ "إقصاء" من يختلف معك فى الرأى  فهو خطر كبير، يهدد المطالبين به قبل غيرهم، ولنا فيما حدث للإخوان وهم فى الحكم عبرة وعظة، عندما سلطوا "سيف الإقصاء" فوق رقاب من اختلفوا معهم،وطالبوا باستبعادهم من الحياة، فشربوا من نفس الكأس ومن أعمالهم سُلط عليهم.

"الحقيقة" ليس لها وكلاء حصريون يحتكرون أسرارها وحدهم دون غيرهم، ومن يطالب بإقصاء غيره سيأتى يوم يطالب آخرون بإقصائه ودوامة لا تنتهى.
أقول ذلك بسبب حالة الشجار التى تغلبت على الحوار، وانا هنا لا اتحدث عن القذف والسب وانتهاك السمعة والاعراض، فهذه جرائم معاقب عليها ومواجهتها تكون بالأحاكام الرادعة والعدالة الناجزة .

ويحضرنى المثقفون والكتّاب فى الزمن الجميل عندما كانوا يختلفون فيستخدمون العبارات النظيفة والتعبيرات الطيبة، دون تجريح أو تشويه أو إساءة، ويتقابلون فى المناسبات المختلفة، فيتعانقون ويتبادلون الأحاديث الودية،وتسرى العدوى الجميلة فى بقية أفراد المجتمع.

والآن لا يحدث ذلك.
فالخلاف فى الرأى "يفسد الود والقضية"، بأبشع الألفاظ والعبارات والتنابز بالمساوئ وافتعال الأكاذيب.. ويرى كل طرف أنه صاحب الحقيقة، ولا يناقش من يختلف معه، بل يطالب بإقصائه وإبعاده.

فعّلوا التسامح ووسعوا العقول واتركوا الهواء النظيف ينعش الأفكار، وأشعة الشمس تدفئ القلوب، والوطن يحتاج العقلاء لضبط حالات الانفلات.
أما فى العقائد.. فعلموا الناس ما ينفعهم وليس ما يضرهم، ولا تلجأوا إلى ما يثير الفتن ويشتت العقول ويمس العقيدة، وعلى حد قول الشيخ محمد الغزالى "ان صاحب العقيدة المخلص لها، لا يهمه أن تنتصر عقيدته على يده أو على يد غيره".

ويقول المولى عز وجل "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء" صدق الله العظيم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة