المستريحين
المستريحين


وراء كل «مستريح» فتوى

أخبار الحوادث

الأحد، 22 يناير 2023 - 12:48 م

محمد طلعت

  فوائد البنوك حرام والاستثمار في شركات توظيف الأموال حلال» تلك الفتوى التي أطلقت في ثمانينات القرن الماضي رغم كلماتها القليلة إلا أنها كانت بداية كارثة وقعت على آلاف المصريين الذين سحبوا أموالهم من البنوك وأودعوها في تلك الشركات التي كان يملكها الريان والسعد والجميع يعرف ما حدث بعد ذلك من ضياع مدخرات أكثر من ٥٠ ألف أسرة صدقت تلك الفتاوى التي أطلقها كبار المشايخ في ذلك العصر والذين تصدروا الدعاية لتلك الشركات.

ورغم أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء أصدروا فتاوى تجيز التعامل مع البنوك وأخذ الفوائد لأن المودع هنا يستثمر أمواله وهو شريك للبنك في مشروعات، إلا أن البعض يحاول خداع الناس ويستولي على أموالهم بفتاوى قديمة تثير الجدل.

وتلك الفتاوى رغم مرور سنوات طويلة على ذكرها مازالت تستخدم حتى يومنا هذا في تقليب الضحايا لكي يدفعوا أموالهم في شركات توظيف الأموال التي قد يقول أحدهم أنها انتهت منذ سنوات لكن الحقيقة أن فلسفتها في الاستيلاء على أموال الناس واللعب بمشاعرهم مازالت قائمة ولكن بشكل جديد بظهور المستريح، وهو المصطلح الذي يعرف به النصاب في عصرنا الحالي ويحاول من خلال استخدام عدة طرق لاجتذاب أموال الناس ثم الهرب بها وقت اللزوم والأمثلة على ذلك كثيرة لدرجة مرعبة.

اهم النقاط التي يحاول المستريح اللعب عليها هى ترويج الوهم لضحاياه باستخدام ورقة المكاسب الضخمة والتي قد تصل في بعض الأحيان لدى بعض هؤلاء النصابين لـ٥٠% من قيمة المبلغ وهو رقم ضخم يجذب الضحية على الفور.

اما العامل الأكبر الذي يلعب عليه المستريح هي الناحية الدينية؛ فنرى هؤلاء النصابين يستغلون فتاوى قديمة وهو ما شاهدناه بكثرة في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.


فهؤلاء النصابون أو ما اصطلحت عليه الصحافة بـ المستريحين يحاولون أن يبعدوا الناس عن الادخار في البنوك الرسمية المضمونة خاصة بعد العرض الأخير الذي أقره البنكان الرسميان بفائدة 25% وهو العرض الذي جعل الكثير من الناس يلجأون للادخار والاستفادة من ذلك العرض فنجد على صفحات مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي عودة تلك الفتاوى القديمة للظهور وبقوة بصورة تكاد تكون مقصودة ومباشرة.


هذه الفتاوى الموجودة جزء كبير منها تم وضعه من قبل لجان إلكترونية إخوانية هذا أمر مفروغ منه بهدف ضرب الاقتصاد في تلك المرحلة الحرجة، كما شاهدنا اعلام الإخوان وهو يتحدث عن تلك الفتاوى على شاشاتهم خلال الفترة الأخيرة.

هذا الأمر يفرض علينا تساؤلا عن هوية هؤلاء المستريحين وهل تقرب المصلحة بين النصابين وبين تجار الدين من الجماعات المتطرفة وتكون الفتاوى هى الرابط المشترك بين الاثنين والهدف الخاص بهم هو ضرب الاقتصاد سواء بالحصول على أموال الناس والهروب بها لزيادة الغضب لدى الناس عندما تضيع أموالهم أو التجارة بمشاعر الناس ودفعهم بعيدا عن البنوك لهؤلاء المستريحين كما تفعل تلك اللجان الإلكترونية للإخوان بنشر الفتاوى وتحريض الناس على عدم ادخار أموالهم في البنوك بدعوى أن ذلك حرام شرعا.

اتفاق جماعات الإسلام السياسي المتطرفة كالإخوان في الرؤى مع هؤلاء المستريحين وإن لم يكن هناك اتفاق معلن ولكنه اتفاق رغبة وهدف بين الطرفين لأن مكاسب إثارة الناس ودفعهم بعيدا عن الاقتصاد الرسمي هو أمر سيستفيد منه الطرفان اللذان يلعبان على وتيرة الدين لدى قطاع كبير من المواطنين، فهؤلاء يحصلون على أموال الناس ويهربون بها والآخرون يستفيدون من إثارة القلاقل والغضب لدى من يتم النصب عليهم.


هذا الاتفاق غير المعلن أهدافه واضحة وهي النصب وهي نفس لعبة الثمانينات التي كان الريان والسعد يتعاملون بها فيجذبون المشايخ لكي يفتوا بحرمانية التعامل مع البنوك ويكون هؤلاء المشايخ هم الواجهة الاعلانية لتلك الشركات التي حصلت على أموال الناس بالباطل وكونوا امبراطوريات اقتصادية ضخمة في ذلك العصر وكانت جماعات الإسلام السياسي أحد المشاركين في تنويم الضحايا حتى تم النصب عليهم والترويج للريان والسعد على أنهم هم المخلصين الذين يتاجرون بالحلال وارباحهم حلال على عكس البنوك التي حاربوها بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة.

ولنا في تصريحات الريان التي كشف فيها عن دور جماعة الإخوان في الترويج له وطلبهم للتبرعات منه مقابل الدعاية له ولافكاره بين البسطاء في الريف والقرى وهى الوسيلة التي كانوا يجيدون فيها لتحقيق أهدافهم، فتلك الجماعة كانت ومازالت تحاول أن تصل لأهدافها غير المشروعة بأي طريقة حتى ولو كانت على احلام وأمنيات البسطاء.


ما حدث يحدث الآن بشكل أو بآخر وإذا استمعنا لضحايا المستريحين خاصة في صعيد مصر سنجد أنه بعيدا عن الطمع المالي الذي يمارسه النصاب على ضحاياه نجد أن الفتاوى الدينية هى أحد أبرز عوامل الجذب التي يحاولون بها إيهام الناس بأهمية ما يفعلون ويستخدمون المساجد في القرى البعيدة في نشر أفكارهم للحصول على الأموال من الناس لكي تستمر ظاهرة المستريح فكل مستريح لا يعيش إلا بفتوى.

أقرأ أيضأ : سقوط 3 أشخاص قاموا بغسـل 100 مليون جنيه حصيلة النصب والاحتيال 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة