صورة موضوعية
صورة موضوعية


حلم الزواج انتهى على «طبلية» عشماوي

أخبار الحوادث

الأحد، 22 يناير 2023 - 12:48 م

محمد مجلي

 تحول حلم الزواج والهروب من العنوسة إلى كابوس يطارد فتاة وأمها بعد أن أقدمتا على قتل شاب تسبب فى هروب العريس الثري، طمعًا في الارتباط بها؛ ليصبح حبل المشنقة بديل الشبكة بيد الابنة التي أضاع الانتقام آمالها وأنهى حلم إبقائها على قيد الحياة، على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز بعد العشرين؛ اتفقت مع والدتها على قتل الشخص الذي ضيع منها فرصة ارتباطها بالعريس الثري، لكونه دائم التردد عليها؛ فقررتا معقابته وخططتا لقتله واستدرجتاه إلى منزلهما زعمًا منهما على الاحتفاء به، وضعتا له المخدر في المشروب ثم قتلتاه بعدها قامتا بتقطيعه باستخدام منشار كهربائي وألقيتا جثته فى الصحراء بمساعدة العريس – المتهم الثالث فى الواقعة، الواقعة مثيرة لكن جرت أحداثها بأحد أحياء مدينة الإسكندرية.

تحلت «أمل» صاحبة العشرين عامًا، بإشراقة متميزة منذ نعومة أظافرها جعلت كل من يراها يضعها محل اهتمامه ويرغب فى الارتباط بها ويتمناها شريكة حياته على الرغم من صغر سنها كان لديها وهم أنها تأخرت في الزواج، ضخمت من هذا الوهم والدتها بتدليلها والعمل على استغلال جمالها في الفوز بعريس ثري، ما جعل طابور العرسان يقف منذ أن بلغت السادسة عشر من العمر، إلا أن فكرة الارتباط انحصرت فى الزوج الثري الذي يحقق لها حلم الثراء وتلبية طلباتهما معًا، الابنة وأمها، فبدأ كليهما بدراسة كافة طلبات المتقدمين للزواج من الابنة الصغيرة، وكأن المتقدمين لابد وأن يتوافر فيهم شروط معينة حتى يتم قبول أحدهم.

العريس المنتظر
تضاعفت فرصة الفتاة في الارتباط بعريس ثري كلما تقدم لها شخص متواضع ماديًا، حتى راق قلبها ووجدت ضالتها فى العريس المنتظر بعد أن أكملت عامها التاسع عشر، فتقدم لها شاب يكبرها بسبع سنوات تقريبًا يدعى «علي»، وبدأت العلاقة تتزايد بين الطرفين بعد أن زاد بينهما الاعجاب، فقرر الأخير طلب يدها لتبدأ الفتاة وأمها في التجهيز لاتمام الارتباط والخطبة والاتفاق على الزواج.

لم تكن أحلام كل من الفتاة العروس وأمها مفروشة بالورود كما كان يظنان، وذلك لعلاقتهما المتعددة مع بعض الأشخاص – من بينهم المجني عليه – الذي جمعته بكلتا المتهمتين علاقة لسابق معرفة مع وجود رغبة لديه في الارتباط بالعروس الصغير صاحبة الجمال الفائق، اذ كان دائم التردد عليهما بمنزلهما مع تجديد عرض الارتباط الذي كان يقابل بالرفض فى كل مرة يتقدم فيها للارتباط بها.

المجنى عليه كان عائق أمام الخطبة المنتظرة فلجأ لكافة الطرق – بحسب أقوال العروسة المتهمة ووالدتها - بين الفتاة وعريسها الثري؛ فحرص على زيارة منزل العروس بصورة مستمرة والوقوف أمام اتمام الزيجة ومنع العريس الثاني من الحضور إلى المنزل أو مقابلتها، مع اختلاق أزمات تمنع إتمام هذا الزواج على أمل أن يرتبط بها ويفوز بقلب الفتاة التى رقت لها القلوب.

المرأة والساطور
حلم الرومانسية والارتباط بدأ يتبخر بعد أن تسلل اليأس إلى قلب الفتاة ووالدتها نتيجة الأفعال التي يقوم بها المجني عليه والوقوف امام تحقيق حلمها بالزواج من الشاب الثري الذي اختارته، فاستحوذ الشيطان على تفكير الأم وابنتها ولم يجدا طريقًا سوى التخلص من العائق الوحيد امام ارتباط الابنة؛ خططتا للانتقام من المجنى عليه باعتباره حائط الصد المنيع أمام رغبتهما فى تحقيق حلم الزواج واستغلال الفرصة المواتية بعد محاولات عديدة بإقناعه برفض طلبه الزواج من الصغيرة، إلا أنه ونظرًا لإصراره المبالغ فيه من وجهة نظرهما، كان دائم المساعدة لهما والوقوف معهما ولوجود علاقة قديمة تربطه بهما، ظل مصرًا على مطلبه بالارتباط بالعروس ومنع أي شخص يقترب منها؛ ومن هنا كان قرار التخلص منه هو سبيل كلتا المتهمتين.

اتفقت الابنة وأمها على ضرورة التخلص من المجنى عليه بأي وسيلة، راحتا تفكران فى كيفية قتله مع ابتكار وسيلة تمكنهما من التخلص منه دون مقاومة، لاسيما وهو شاب يمتلك قوة جسمانية كبيرة، بالإضافة إلى أنهما يريدان تنفيذ جريمتهما دون ترك أي خيط يكشف أمرهما ظنًا منهما أنهما لديهما القدرة على الإفلات من العقاب والقانون، ظن كل مجرم.

قررت المتهمتان شراء أقراص مخدرة وأخرى منومة، ولم يكتفيا بذلك بل استأجرت الأم صاروخا كهربائيا من أحد محال الكهرباء، بعدها تلقى المجنى عليه اتصالا هاتفيا من والدة الفتاة يوم ارتكاب الحادث تطلب منه زيارتهما بالمنزل للحديث عن أمر هام، وما أن حضر إلى المنزل وتم الترحيب به قدمتا له مشروبا ووضعتا بداخله الأقراص المخدرة، تلاه مشروب آخر وضعتا بداخله أقراصا منومة حتى بدأ الشاب يفقد وعيه وعندما انتبه أن في الأمر شيء، حاول الوقوف ولكن سرعان ماسقط على الأرض.

بدأت المتهمتان في ربط المجني عليه من كلتا يديه وقدميه بإحكام خوفا من أن يستيقظ فجأة، وأمسكت المتهمة الصغرى - الابنة –برأس المجني عليه ورطمها في الأرض أكثر من مرة ثم أحضرت الأم حبلا وغطاء رأس وقامتا بتغطية رأسه حتى رقبته ثم قامتا بلف حبل حول عنقه وظلت كل منهما فى جذب طرف الحبل من الناحيتين حتى تمكنا من خنق المجنى عليه، وفاضت روحه إلى بارئها، وبعد التأكد من موته واجهتهما فكرة التخلص من الجثة؛ فقررتا تقطيع الجثمان إلى أجزاء لتسهيل عملية التخلص من الجثة وإلقائها قطًعا متناثرة على الطريق الصحراوي، أمسكت الأم بـ «الصاروخ الكهربائي» الذي استأجرته من محل أدوات كهربائية، وبكل برود أعصاب مثلها مثل المجرمين عتاة الإجرام قامت بتقطيع المجني عليه من قدميه إلى عدة أجزاء ولفها داخل قطع من القماش ووضعها فى «شنط»، فيما قامت المتهمة الأولى – الابنة – بالاتصال بالمتهم الثالث - العريس الذي كانت ترغب الابنة فى الارتباط به ويملك المال– وذلك لمساعدتهما فى التخلص من الجثة ومع حلول ساعات الليلة قام المتهمون الثلاثة بوضع الجثمان في شنطة السيارة وألقوا به فى أماكن متفرقة على الطريق الصحراوي، وعلى جانبي الطريق.

جثة مجهولة
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، تلقت إخطارًا من قسم ثانِ شرطة العامرية، تفيد بالعثور على أجزاء من جثة شخص مجهول الهوية، ملقاه على جانبي الطريق وتبين بعد التحري أنها لشخص يدعى «أ.ح.ا» وبتقنين الإجراءات واتباع الوسائل التكنولوجية الحديثة وتضييق الخناق على المقربين من المجني عليه تبين؛ أن المتهمين كل من «أ.ر.ا»، 49 سنة، ربة منزل، وابنتها «أمل.ح.ع»، 20 سنة، وبمشاركة طرف ثالث وهم «ع.ج.ال» في القضية بإخفاء الجثة ومساعدتهما فى القاء الجثمان على جانبي الطريق بعد تقطيعها.

جرى تقنين الإجراءات القانونية اللازمة وتم التوصل إلى محل سكنهما وضبط المتهمين الثلاثة الأم ونجلتها وشريكهما خلال إعداد الأكمنة اللازمة وباشرت النيابة العامة التحقيق فى القضية التي تم قيدها برقم 21410 لسنة 2021 جنايات قسم ثانِ شرطة العامرية.

المحاكمة
وفي محكمة جنايات الإسكندرية، مثلت كل من الفتاة ووالدتها وشريكهما، أمام هيئة المحكمة برئاسة المستشار الدكتور خيري أحمد الكباش رئيس المحكمة، وبعضوية كل من المستشار عمرو محمد القوني، والمستشار محمد منير طاهر، وسكرتارية ناصر عبد المنعم وأحمد صبري.

وجاء حكم هيئة المحكمة بالاعدام شنقًا للمتهمة الأولى وهي الابنة، والمتهمة الثانية الأم بالإضافة إلى شريكهم الثالث الذى شارك فى اخفاء الجثمان، أصدرت المحكمة حكمها ضده بالسجن لمدة عامين، ليكون القصاص العادل هو مصير كل من المتهمين الثلاثة، ولأن الحكم هو عنوان الحقيقة أصبح التنفيذ قاب قوسين أو ادنى وسوف يلتف إن عاجلا أو آجلا حول رقبة كل من الابنة وامها حبل المشنقة، بعد أن تم إرسال أوراق كل منهما إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهما، وجاء الرأي الشرعي بتأييد وتنفيذ حكم الإعدام جزاء ما اقترفاه من أفعال يجرمها القانون ليتبدل حلم الارتباط والزواج وارتداء الشبكة باليد وفستان الزفاف والجلوس في الكوشه، إلى ارتداء البدلة الحمراء والانزواء داخل زنزانة ضيقة انتظارًا لتنفيذ حكم الإعدام.

أقرأ أيضا: قنا في 24 ساعة | إحالة أوراق عاملين إلى المفتي بتهمة قتل شاب بغرض السرقة.. الأبرز


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة