بايدن
بايدن


اتفاق بين محللين روسي وأمريكي: «بايدن» يحمل الدمار للجميع

آخر ساعة

الأحد، 22 يناير 2023 - 12:50 م

أصبحت العملية العسكرية الروسية الخاصة لنزع الطابع النازى من النظام الأوكرانى الإجرامي، حدا فاصلا بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بصفة عامة، وخاصة بعد أن عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الدفاع عن النازية الجديدة التى نشأت وازدهرت بشكل كبير جداً، فى السنوات الأخيرة في أوكرانيا.

ولكن السؤال الذى ينبغى أن يطرح، هو: ما المدى الذى يبدى «البيت الأبيض» الاستعداد للوصول إليه، فى إلحاق الخسائر الفادحة بالشعوب الأمريكية والأوروبية، للتغطية على الأهداف الفاسدة للنخبة السياسية والعسكرية الحالية فى هذا البلد؟

السؤال طرحه موقع النظرة الشرقية الجديدة الروسى بقلم فاليرى كولويكوف ويعبر بالطبع عن وجهة النظر الروسية، واهتمت به جريدة الجرائد العالمية الصادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات فى عددها الأخير، وقام بترجمته أيمن موسى وهو أحد القلائل المحترفين فى الترجمة الفورية العربية الروسية، فضلا عن خبرته الواسعة بالشأن الروسي، ومن هنا اخترنا ذلك التقرير والذى حمل عنوان: بعد أن دمر أوكرانيا.. بايدن سيعمد إلى تدمير الولايات المتحدة ذاتها.

 ويقول المقال:

المعروف أن العمليات الحربية- على مدار التاريخ- كانت سبباً فى هلاك الآلاف من المواطنين المسالمين ومعاناتهم، الذين ساقتهم الأقدار ليصبحوا فى منطقة العمليات القتالية، ولكن، وفى الوقت نفسه، يشهد التاريخ على أن العمليات القتالية ذاتها، تظل سبباً فى إثراء مشعليها، وتحقيق مكاسب بالمليارات «لرعاة وأباطرة الحروب» والحقيقة أن الأمر لا يحتاج مطلقا إلى العودة بعيداً إلى الماضى لإثبات ذلك، فيكفى أن نتذكر الحروب الأخيرة التى أشعلتها الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وأفغانستان، والتى أدت إلى مصرع مئات الآلاف من البشر، وتحقيق مكاسب تقدر بمئات المليارات لممثلى النخبة السياسية - العسكرية الأمريكية، الذين حرصوا على استخدام حق «الفيتو» لمجرد إتاحة الفرصة للمجتمع الدولي، للمزيد من تدارس الأوضاع، وبصفة خاصة فى «الخطط الفاسدة التى ضخت أموال دافعى الضرائب من الأمريكيين لتنفيذها».

استغلال أوكرانيا
وها هو السيناريو ذاته يتكرر مجدداً على مرأى ومسمع من الرأى العام العالمى، ويتمثل فى الأحداث التى تجرى فى أوكرانيا التى ظل «البيت الأبيض» وبالأحرى الحزب الديمقراطى الأمريكى» يعد لها على مدار السنوات الأخيرة، من إشعال المواجهة والمنافسة مع روسيا، وذلك على الرغم من أن الجميع «يدركون من البداية، أن النظام الفاسد فى أوكرانيا، ما كان له أن يعول على النصر الذى حاول الغرب و«واشنطن» بصفة خاصة، إيهامه بإمكانية تحقيقه عن طريق المساندة الغربية المزعومة له.

واليوم، وبعد مرور كل هذا الوقت، منذ بداية العمليات الحربية، أصبح الكثير من المحللين ورجال السياسة يتحدثون صراحة على صفحات كبرى الصحف الغربية، عن استحالة نجاح أوكرانيا فى تحقيق النصر على روسيا، وأن الحديث عن ذلك من البداية، لم يكن سوى ضرب من الوهم والخيال، وسوف نجد مثل هذه التأملات تتردد بكثرة الآن، على صفحات «نيوزويك» و«برايت بارت» وغيرها من وسائل الإعلام والصحافة الغربية، إذ تتفهم كل هذه الوسائل، الإعلام والصحافة الغربية، إذ تتهم كل هذه الوسائل، «واشنطن» بأنها السبب فى إشعال الحرب مع روسيا، وأنها استغلت فى ذلك أوكرانيا، عن طريق ضخ دعم مالى وعسكرى هائل، لمؤازرة نظام «كييف»، حتى لا يسقط بعد الهزيمة المنكرة التى ألحقتها به روسيا، فى الأيام الأولى من العملية العسكرية الخاصة، ويؤكد الخبراء والمحللون هنا، أنه من دون هذه المساندة الضخمة من جانب الغرب لـ«كييف»، لكانت الأحداث قد اتخذت مسارًا ومنحنى مختلفًا تمامًا، منذ الأيام الأولى لها، بما فى ذلك فيما يخص حالة الفوضى التى يشعر بها حلف «الناتو»، الآن ويعترف بهذه الحقيقة كذلك الخبراء العسكريون الأمريكيون، بمن فى ذلك «وليام أستور» البروفيسور السابق للتاريخ فى الأكاديمية العسكرية الأمريكية، الذى كتب، قبل أيام قليلة، يقول: «إنه لولا الأسلحة والأموال الأمريكية، لواجه الجيش الأوكرانى الهزيمة المنكرة والدمار الشامل، ربما منذ الصيف الماضي».

وفي الوقت نفسه، كتبت «ذى فيدراليست»، تقول: «إن الولايات المتحدة قد غذت أكثر الأنظمة فسادا فى أوروبا بأكثر من ١٠٠ مليار دولار، وهو ينطوى على أكبر إهدار مجنون للأمـــوال، مـــن جــــانب الســــلطات الأمــريكيــة الحالية».

ماكينة غسيل الأموال
وتفسر مجلة «أمريكان ثينكر» هذا الكرم من جانب «البيت الأبيض» بالإشار إلى أن أوكرانيا، ومنذ فترة طويلة، تعتبر «ماكينة غسيل الأموال».
وتضيف: إنه لا يخفى على أحد، بمن فى ذلك أبسط المواطنين فى الولايات المتحدة، أن «بايدن» يرتبط «بعلاقات ذات طبيعة خاصة جدا» مع أوكرانيا، منذ فترة طويلة، فالمعروف أن شركة «بوريسما» الأوكرانية، كانت هى الشركة الوحيدة التى منحت «هانتر بايدن» مكانا فى مجلس إدارتها، مقابل ٨٥ ألف دولار، فى الشهر الواحد، ولم يمنع جهل «هانتر» بطبيعة نشاط الشركة وعملها، من تعيينه فى هذا المنصب الحساس بها.. وكان يكفى كونه أحد مسوغات التعيين، أن والد «هانتر» وهو بالطبع «جو بايدن» الذى كان وقتها النائب السابق للرئيس الأمريكي، تتوافر لديه القدرة على وقف التحقيقات فى جرائم الفساد المتهمة بها الشركة الأوكرانية..

وتتسبب هذه السياسة الخاسرة، من جانب «البيت الأبيض» فى مجال دعم النظام الإجرامى فى «كييف» على مدار السنوات الثمانى الأخيرة، فى التغطية على قتل الآلاف من سكان المناطق الشرقية، وهدم منازلهم وسلب ممتلكاتهم، ومن هنا، يبرز التساؤل المشروع لدى الكثير من المواطنين الأمريكيين، حول السبب الذى يجعل السلطات الأمريكية تضع المصالح الأوكرانية فى مرتبة أعلى من من المصالح الأمريكية، فالسلطات الأمريكية، وأمام أعين الجميع، تقوم بإلقاء المليارات من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين سدى؛ بينما يواجه المواطنون الأمريكيون أنفسهم الكثير من المشكلات، بما فى ذلك الاجتماعية منها، التى تحتاج بشدة إلى استثمار هذه الأموال المهدرة.

الانهيار الاجتماعى
والأمر هنا لا يحتاج إلى إمعان التفكير أو الذهاب بعيداً، فقد نشر موقع «والت هوب» تقريرا، أشار فيه إلى أن خبراء الماليات يؤكدون أن مدينة «ديترويت» الأمريكية تعتبر أكثر المدن الأمريكية الكبرى احتياجاً، فى الوقت الراهن، وأن ٢٠٪ من مستأجرى الشقق فى هذه المدينة يواجهون خطر الطرد من وحداتهم السكنية، بسبب التعثر فى دفع الإيجارات، أما «كليفلاند» فقد وصلت نسبة الفقر فيها إلى ٢٩٪ لتصبح ثانى أكبر مدينة فقيرة فى الولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه، تواجه «فيلادلفيا» مشكلات خطيرة فى مجال الأمن، وعدم كفاية الاعتمادات المالية الموجهة لمكافحة الجريمة، علما بأنه فى عام ٢٠٢٢ وحده، شهدت هذه المدينة أكثر من ٥٠٠ جريمة قتل، والأمر لا يختلف كثيراً فى «نيو أورلينز» التى شهدت العام المنصرم أكثر من ٢٥٠ جريمة قتل، وتعتبر «رونشيستر» أكثر المدن فقرا وسط الأطفال، وتلتها «ديترويت» و«كليفلاند».. أما مدينة «هانتيجتون» بولاية «فيرجينيا» الغربية، فتشهد أكبر نسبة فقر وسط البالغين، وتلتها فى هذا المعيار، كل من «ديترويت» و«كليفلاند»، أما مدينة «جالفبورت» بولاية «مسيسيبي»، فتعتبر أقل المدن الأمريكية من حيث الأمن الغذائي، وبخاصة أن أكثر من ربع السكان فى هذه المدينة، يعتبرون تحت خط الفقر.

ضبع أوروبا
وربما يحق لنا هنا أن نتساءل: عما إذا كان ممكنا اعتبار ذلك بمثابة التصفية العرقية من جانب «البيت الأبيض» تجاه الشعب الأمريكى ذاته؟ وذلك كله من أجل جنى الأرباح الطائلة للحكام الأمريكيين على حساب الأحداث العسكرية فى أوكرانيا، وربما من هنا، يمكننا تفهم الأسباب التى دعت «جو بايدن» إلى أن يوجه الدعوة ـ مؤخرا ـ إلى الرئيس الأوكرانى «زيلينسكي»، لزيارة بلاده بشكل مفاجئ، وذلك للمشاركة فى «استعراض سياسى للنخبة الأمريكية».. فقد كانت الزيارة بمثابة مزاد علنى على وجه «زيلينسكي» ذاته، بهدف إرضاء قطاع التصنيع العسكرى الأمريكي، والبدء فى إبرام عقود جديدة فى مجال تصنيع مختلف أنواع الأسلحة والذخيرة، مقابل أموال طائلة، سيتعين فيما بعد تقاسمها ما بين الفاسدين، سواء فى الولايات المتحدة وأوكرانيا.. ولا شك فى أن «بايدن» كان يحتاج بشدة إلى هذه الزيارة، حتى لا تهدأ استفزازات أوكرانيا تجاه روسيا، والعمل على توسيع رقعة النزاع بمشاركة بولندا، المتعطشة دائما للحرب، وهى تسعى بشتى الطرق إلى إظهار نفسها على أنها الأكثر ولاء لـ«واشنطن» فى أوروبا، وذلك مثلما كانت الحال خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت تلعب دور «ضبع أوروبا» على أمل أنه بمساعدة الولايات المتحدة، ستكون قادرة على توسيع أراضيها على حساب أوكرانيا.

رعاة النازية!
وهنا يلفت «بريدلى دفلين» محلل صحيفة «ذى أمريكان كونسيرفاتور». الانتباه إلى أن الرئيس الأوكرانى «زيلينسكي»، لم يوجه الشكر والامتنان إلى البسطاء من الشعب الأمريكي، على عطية أعياد الميلاد هذه، التى تصل قيمتها إلى أكثر من ٤٥ مليار دولار إضافية.

ومن هنا أيضا، لا يبدو غريبا تلك الأزمة التى تواجهها الولايات المتحدة، وخاصة على مستوى الحزب «الجمهوري» المنبوذ، واختلاف المواقف بالنسبة إلى مسألة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، فقد وصف عضو «الكونجرس» عن فلوريدا، «مات جويتز»، سياسة «البيت الأبيض» فى مجال دعم أوكرانيا، قائلا»: «أمريكا فى المركز الأخير» بينما أكد «جيفرى يونج» المرشح لمنصب حاكم ولاية «كنتاكي» بأن كل عضو فى الحزب «الديمقراطي»، قد صوت فى «الكونجرس» إلى صالح حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا، هو فى واقع الأمر «من رعاة النازية».

عامان قاسيان

وفى نفس السياق تضمنت جريدة الجرائد العالمية تقريراً آخر عن مقال كتبه جد بابين فى صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية وترجمته الأستاذة نيرمين الخشاب، تحت عنوان «بايدن يواجه عامين قاسيين» يشير فى بدايته إلى أنه فى عام ٢٠١٤ قال وزير الدفاع السابق «روبرت جيتس» إن نائب الرئيس آنذاك «جو بايدن» كان مخطئا فى كل قضية تقريبا تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومى على مدى أربعة عقود، ومنذ ذلك الحين لم يتحسن سجل «بايدن».

وتواجه أمريكا عامين قاسيين آخرين، لأنه لم يتعلم أحد الدروس بعد، ولم تتحسن الأمور، ولا يتطلب الأمر سوى قليل من الخيال لرؤية المشكلات القادمة فى الشرق الأوسط والصين وأوروبا.
ويؤكد فشل رحلة الرئيس «بايدن» إلى المملكة العربية السعودية فى أغسطس فى رأب الصدع. موضحا أن إعادة الاصطفاف السعودى مع كل من الصين وروسيا ستجعلهما أقل اعتمادا عليها كمصدر للطاقة، فـ«بايدن» عاجز عن التأثير على إعادة تنظيمهم.

وهناك مشكلة خطيرة أخرى لـ«بايدن» تتمثل فى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد «بنيامين نتنياهو»، فـ «بايدن» و«نتنياهو» ليسا أعداء، لكن كل منهما يكن كراهية قوية للآخر، والحكومة الجديدة هى الأكثر يمينية على الإطلاق التى تشهدها الدولة اليهودية التى تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة فى الحصول على المساعدات العسكرية والتمويلية.. لم يفعل «بايدن» ـ كما أشار الكاتب الأمريكى ـ شيئا لتعزيز «الاتفاقيات الإبراهيمية» بين إسرائيل والعديد من الدول العربية التى خطط لها الرئيس آنذاك «دونالد ترامب» والأسوأ من ذلك أنه فوضها من خلال استئناف الدعوات إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرض مقتطعة من إسرائيل. ولن يتمكن «نتنياهو»- أحد أكثر المنتقدين السابقين لصفقة عام ٢٠١٥ مع إيران- من إيجاد مجال كبير للاتفاق مع «بايدن» وسيزداد الخلاف بينهما سوءا حول الاستيطان الإسرائيلى فى «الضفة الغربية».
لقد قال «بايدن» أربع مرات إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان، وكان أعضاء حكومته وموظفوه يتراجعون عن تصريحاته فى كل مرة.

وقال مسئولون فى البحرية للكونجرس إن الصين سيكون لديها القدرة على مهاجمة تايوان بنجاح بحلول عام ٢٠٢٧ ومن شبه المؤكد أن يتخذ هذا الإجراء فى وقت أقرب وقبل خروج «بايدن» من منصبه، وقالت اليابان واستراليا- وهما حليفان مهمان- إنهما ستنضمان إلينا فى الدفاع عن تايوان، لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقاتل الصين حفاظا على استقلال تايوان أم لا.

النتائج سيئة!
 لقد تجاوز «الرجال المؤيدون» لـ«بايدن» فى «البنتاجون» حدود حقن اليقظة فى قواتنا العسكرية، هؤلاء القادة العسكريون المزعومون، بما فى ذلك «هيئة استخدام الطريقة المشتركة» راضون عن التركيز على استخدام الطريقة المناسبة بدلا من الاستعداد العسكري، نحن لسنا مستعدين بأى حال من الأحوال لمحاربة الصين.

وقد استقبلت الحدود الجنوبية المفتوحة لـ«بايدن» نحو ٥ ملايين أجنبى غير شرعى منذ توليه منصبه، إنهم يدخلون الولايات المتحدة الآن بمعدل نحو ثمانية آلاف شخص فى اليوم، وسيرتفع هذا المعدل عندما تنتهى القيود المتعلقة بالمادة ٤٢ المتعلقة بـ«كورونا». وهذه حالة طوارئ تتعلق بالأمن القومى ينوى «بايدن» أن يتركها تصبح أكثر سوءاً.

وكما يؤكد جد بابين فلا توجد نهاية فى الأفق للحرب الروسية لغزو أوكرانيا لقد ساعد بايدن فى قراره الجيد الوحيد فى السياسة الخارجية، أوكرانيا على الحفاظ على مقاومتها ضد القوات الروسية، لكن معظم حلفائنا الأوروبيين كانوا بخلاء فى دعمهم لأوكرانيا.

وسيواصل «بايدن» إظهار الضعف والارتباك خلال العامين المقبلين وينتظر خصومنا الرئيسيون ليروا كيف يمكنهم استغلال الفرص التى سيقدمها لهم «بايدن».

أقرأ أيضا: العثور على 6 وثائق سرية جديدة في منزل بايدن بولاية ديلاوير‎‎


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة