أحد اجتماعات المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس
أحد اجتماعات المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس


منتدى دافوس.. بين مواجهة التضخم واحتواء الوباء

مروي حسن حسين

الأحد، 22 يناير 2023 - 10:51 م

فى العام الماضى، هيمن الغزو الروسى لأوكرانيا على الخطاب فى دافوس.. هذه المرة احتلت تداعيات الحرب مركز الصدارة مرة أخرى، حيث يصارع العالم أزمة طاقة ويتجه نحو الركود.

بينما قد يكون الطقس قد تغير عن العام الماضى، تظل نقاط الحديث الرئيسية كما هى؛ فقد هيمنت مرة أخرى الحرب فى أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية الهائلة على جدول أعمال الحدث السنوى فى منتجع جبال الألب السويسرية.


انعقد الاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى بحضور قادة سياسيين ورجال أعمال ومشاهير ونشطاء اجتماعيين بارزين، كما استضاف دافوس هذا العام أكبر مشاركة تجارية له على الإطلاق بمشاركة 1500 من قادة الأعمال، من بينهم 600 رئيس تنفيذى لبعض أكبر الشركات فى العالم.

فى وقت يتعرض فيه الاقتصاد العالمى لضغوط شديدة ويعانى من ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة وغيرها من اضطرابات الإمدادات الناجمة عن الحرب، وعودة ظهور حالات 19- COVID فى الصين.


وقال كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادى العالمى للصحفيين: «الأزمات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والجيوسياسية تتقارب وتتداخل وتخلق مستقبلاً شديد التنوع وغير المؤكد». ويحاول الاجتماع السنوى فى دافوس التأكد من أن القادة لن يظلوا محاصرين فى عقلية الأزمة هذه.

وشهد الاجتماع الذى استمر خمسة أيام، والذى عقد تحت شعار «التعاون فى عالم مقسم (مشرذم)»، أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة، و56 وزيرًا للمالية، وكذلك 19 محافظًا للبنوك المركزية. لم تكن هناك مشاركة من روسيا، حيث يظل السياسيون وقادة الأعمال فى البلاد منبوذين من الاجتماع.. فى الوقت الذى أرسلت فيه أوكرانيا مرة أخرى وفداً رفيع المستوى.


انعقدت الدورة 53 من قمة دافوس وسط واحد من أشد التباطؤ الاقتصادى فى هذا القرن، حيث حذرت رئيسة صندوق النقد الدولى، كريستالينا جورجيفا، من أن ثلث الاقتصاد العالمى قد يتضرر من الركود هذا العام.

وقد أدى الصراع فى أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد روسيا لأزمة طاقة غير مسبوقة؛ بينما يبدو أن التضخم فى الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بلغ ذروته مما أجبر البنوك المركزية على الاستمرار فى مسارها مع الزيادات الشديدة فى أسعار الفائدة.

وهذا يعنى ارتفاع تكاليف الاقتراض فى مواجهة تباطؤ الاقتصاد، كما أنه يخاطر بتفاقم أزمة الديون العالمية فى البلدان النامية، بما فى ذلك أفريقيا.. حذر البنك الدولى من أن الأزمة الاقتصادية الحالية قد تتسبب فى ارتفاع معدلات الفقر فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتى تضم بالفعل حوالى 60٪ من الفقراء المدقعين فى العالم.


أوضح مسح سنوى للمخاطر نشره المنتدى الأربعاء، أن أزمات إمدادات الطاقة والغذاء من المرجح أن تستمر خلال العامين المقبلين. أزمة التجارة العالمية التى سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، كان لها حضور أيضاً فى المنتدى، حيث دعت العديد من الدول لضرورة العمل على تحديث سلاسل التوريد لمواجهة التحديات الراهنة.

وصدر عن المؤتمر تقرير مهم بعنوان: «تقرير المخاطر الاقتصادية العالمية 2023»، والذى يحذّر من «عاصفة اقتصادية» تدفع الدول الناشئة، لمزيد من المعاناة، فى ظل أزمات ديون خانقة وعدم قدرة الحكومات على توفير التمويل والاستثمارات اللازمة للنمو، ووقوعها فريسة للقروض،بما يهدد بوقوع انفجارات سياسية.. وتكمن هذه المخاطر فى:


أزمة تكلفة المعيشة: (الغذاء والسكن والطاقة)، والانكماش الاقتصادى، والحرب الجيواقتصادية، والاستقطاب المجتمعى وهو ما قد يتسبب فى تآكل التماسك الاجتماعى والهجرة القسرية واسعة النطاق، والمزيد من الركود والاختلاف والضيق.


أزمة ديون وفائدة مرتفعة: ستسهم الديون فى التشرذم الاقتصادى العالمى والتوترات الجيوسياسية، وإعادة هيكلة صادمة فى ضائقة الديون على نطاق واسع، للسنوات العشر المقبلة، كما توقع الخبراء نهاية عصر أسعار الفائدة المنخفضة، مما يسهم فى عدم الاستقرار السياسى وانهيار الدول.


أزمة الحماية الاجتماعية: وهو ما يتطلب توازناً من الحكومات بين حماية المواطنين، من أزمة تكلفة المعيشة دون تضمين التضخم وتلبية تكاليف خدمة الديون.


أزمة مخاوف الحروب: التشرذم الجيوسياسى يمكن أن يؤدى للحروب وزيادة خطر نشوب صراعات متعددة المجالات، مع تزايد الاشتباكات بين القوى العالمية، على مدى العامين المقبلين، واستخدام سياسات اقتصادية دفاعية، لبناء الاكتفاء الذاتى والسيادة من القوى المتنافسة، لتقييد صعود الآخرين.


إمدادات الحبوب العالمية: إذ يُتوَقَّعُ أن تطول حرب أوكرانيا، فتتعرض إمدادات الحبوب للانقطاع.


وتوقع التقرير أن تؤدى أزمة إمدادات الطاقة والإمدادات الغذائية، وارتفاع التضخم، إلى توسيع تأثير أزمة الغلاء، عبر المجتمعات بما يضر بسبُلِ عيشِ أوسعِ شريحةٍ من السكان، ويزعزع استقرار المزيد من اقتصادات العالم، وخاصة المجتمعات الضعيفة تقليديا والدول الهشة.


اقرأ ايضاً | مستشار سابق للبنتاجون يؤكد إمكانية إنهاء النزاع الأوكراني بمكالمة هاتفية واحدة

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة